السؤال الذي يستوجب بإلحاح وضعه على المسؤولين في القناتين «الأولى» و«دوزيم»: هو لماذا يتم تهميش المخرجين الموظفين في هاتين القناتين؟ وهم يتمتعون بكفاءة الإخراج!!؟ من خلال التكوين والتخصص وتجرية السنين. لماذا تعتبرهم إدارتا هاتين القناتين أشباحا! يتقاضون أجورهم بصفة منتظمة كل شهر من مال دافعي الضرائب؟! لماذا كان التعامل مع الشركات الانتاجية كي يهيمن ولوقت طويل على جهازين في ملك جميع المغاربة بجميع توجهاتهم العقائدية والسياسية والنقابية. فملاحظة عدد لا يستهان به من الغيورين على الشأن السمعي البصري في المغرب لا يستثنون وجود مصالح مشتركة بين جهة معينة، وبين هذه الشركات التي لم تقدم شيئا يستفيد منه المشاهد المغربي! لافكاهة! لا تثقيف! ولا مساهمة في توعية ولا شيء!! إذا كان التركيز على الاستبلاد مقابل جني أرباح بالملايير وبتقديم الرداءة وخاصة كل سنة وفي شهر رمضان! حيث التهافت على الاستحواذ وبكل طرق ملتوية وغامضة أحيانا لا تتطلب التركيز على تقديم الجودة، بل تقديم كل ما هو رديء! ومتخلف! فقط ربط علاقات تعبد السبيل للوصول إلى أصحاب القرار والحصول على المبتغى. أين اختفى «مساء الفن»؟! أين اختفى برنامج «لقاء»، الذي يشد إليه عددا من المشاهدين، أين اختفت سهرات كانت تنظم بتخطيط محكم؟! بل أين هي الثقافة؟! وأين هم معدو البرامج الثقافية؟! وأين هو البرنامج الخاص بالشأن السينمائي؟! وأغلب هذه البرامج كانت تعدها وتقدمها طاقات وموظفون بالقناة الأولى وقناة «دوزيم»؟! فلماذا تم الاستغناء عنهم؟ بل والدفع ببعضهم إلى تقديم الاستقالة أو طلب المغادرة الطوعية لفتح المجال لسطو شركات إنتاحية لا تسعى إلا لتحقيق الأرباح، علما أن مخرجيها لا إلمام لهم بالدارسات الأدبية، بل هم تقنيون مصورون ويتجلى هذا بحرصهم على تفادي المنتوج الأدبي. أغاني مصورة محنطة فوق رفوف خزانة القناة الأولى صرفت عليها الملايين ولم تعد تبرمج، وسهرات ناجحة تم إقبار أشرطتها أو سيدياتها ظلما وعدوانا وبدون موجب حق، وموظفون عارفون بالتبويب والترقيم، إما تم إبعادهم وإما يحضرون ويقبعون في مكاتبهم دون القيام بأي عمل. إذا كان الدستور الجديد يربط المسؤولية بالمحاسبة، فيجب التحقيق مع لجنة قراءة النصوص في القناة الثلنية عن المنهجية التي تعتمد عليها في المصادقة على الرداءة؟! ومحاسبة المسؤولين في هذه المصلحة بمن فيهم مكلفون بالقراءات إن كان هناك مكلفون و الكشف عن مستواهم الثقافي وتخصصهم ودون استثناء الكشف عن الصفقات بين المسؤولين وبين الشركات الانتاجية. ولم لا مساءلة المسؤولين الكبار عن سبب تهميش الكفاءات التي تلقت تكوينا في الانتاج ومنهم من لا يزال قادرا على العطاء. وهل هو عقاب على الانتماء النقابي؟ وخوض إضرابات يضمنها الدستور بهدف تحسيس المسؤولين بمشاكل الموظفين التلفزيين و الإذاعيين وإيجاد الحلول الملائمة لها. إذا كان أهل مكة أدرى بشعابها فهم من يجب أن تسند إليهم وظائف تقديم الانتاج وإلقاء المسؤولية عليهم إذا قدموا الرداءة. أما تفضيل التعامل مع شركات إنتاج للتملص من المسؤولية فهو غير مقبول بتاتا وسيضع هذا التعامل موضع شكوك دائمة.