كلنا انتظار لما بعد الاحتفال بالذكرى العشرين لبداية بث القناة الثانية (دوزيم) فإلى حد الآن تمطرنا هذه الأخيرة عبر برامجها اليومية بوصلات إشهارية فضلت أن تحولها لمسابقة من خلال طرح أسئلة والإجابة عنها (بالاسيميس) مقابل الحصول على جوائز معينة تغري بالمشاركة المكثفة التي تزيد من أرباح شركات الهاتف دون نسيان نسبة منها للقناة. ومادون هذه الإشارة عن حلول الذكرى العشرين لم تخبرنا القناة عن جديدها ما بعد 20 سنة، وما البرامج المحتمل ظهورها وكيف سيكون تعاملها مع الإنتاج الوطني ونظيره الأجنبي من غربي وتركي وعربي، ومن هي الوجوه التي سيوكل إليها الجديد من أطقم صحفية وانتاجية وفنية خاصة ونحن نعلم أن العديد من الكفاءات الصحفية على وجه الخصوص قد تم تهميشها لأسباب لا يعلمها إلا المشرفون على القناة وأغلب هذه الكفاءات حسب علمنا قدمت المرة تلو الأخرى مشاريع برامج مختلفة ومتنوعة المواضيع إلا أنها ظلت فوق الرفوف تماما كما هي هذه الأطقم الصحفية قابعة بمكاتب القناة تنتظر الجديد الذي من فرط انتظاره أصبح قديما، إن إحياء الذكري العشرين من عمر القناة لا يعني إقامة سابقة وإغراء المشاهدين بجوائز، ولا بالتهيء لسهرة أو سهرات فنية باحضار نجوم كبار يكلفون الشيء الكثير أو بالرجوع إلى أرشيف القناة وإظهار لقطات وصور لوجوه صحفية وفنية وشخصيات سياسية وثقافية بل الأمر يتطلب رد الاعتبار لكفاءات القناة التي غابت ومازال في جعبتها الشيء الكثير من العطاء وكذا إبراز جديد البرامج وطرق التعامل مع الانتاجات واستراتيجية الخط التحريري وطرق التعامل مع كل مكونات المجتمع المغربي سياسيا واجتماعيا وجمعويا وفنيا ورياضيا. فهذه التوضيحات التي كان جمهور النظارة المغربي داخل وخارج الوطن يريد التعرف عليها والقناة تلوح بالإحتفال بالذكرى 20 حتى يدرك الجميع أن رياح التغير فعلا آتية في عهد المدير الجديد، وأن الروتينية التي طبعت حركية القناة ماضية إلى الزوال. ما نتمنى هو أن يكون هذا التكتم عن جديد القناة يخفي وراءه مفاجآت، نريدها أن تكون سارة ومقنعة.