ما هو معلوم عن القناة الثانية (دوزيم)، أن بها مصلحة خاصة، باستقبال النصوص، قبل عرضها على لجان تحت إشرافها، تنحصر أعمالها، إما بالمصادقة أو برفض ما يعرض عليها من أعمال... أفلام..! مسلسلات... برامج.... إلخ. غير أن هذه المصلحة، بلجان قراءة النصوص، هي دوما، ومنذ نشأتها، هي عرضة للانتقادات، إذ المقاييس التي ترتكز عليها.. غامضة.. وتبقى دوما مثيرة للجدل! وعرضة أيضا للتساؤل.! لأن ما تصادق عليه، وما يقدم على الشاشة الصغيرة، وخاصة في شهر رمضان ومنذ سنين خلت، وبدون استثناء، يكون دائما هدفا للاستنكار! وينعت بالسخافات! وضعف المستوى! رغم وجود «تكتلات» كل من موقعه.. ولم يصدر عنهم أي بلاغ..! ورغم وجود اللجنة العليا للسمعي البصري. الشيء الذي يسمح لقناة «دوزيم» التمادي في نهج بعض الأساليب المعينة، مما يفيد أن هذه القناة تسعى - من خلال بعض الانتاجات - إلى استبلاد المغاربة، رغم دفعهم للضرائب من عرق جبينهم. الأدباء الراسخون في الدراسات الأدبية، والعارفون والأكاديميون، والحاصلون على جوائز مهمة، من محافل دولية معترف بها يتلقون جميعا في صف واحد، للإعلان جهرا عن غياب الجودة! وفراغ المواضيع! والعشوائية! والارتجال، فلا تسلسل للأفكار ولا للأحداث، وغياب التمسك بوحدة الموضوع، والحوار الخالي من كل تهذيب، حيث لوحظ ولمرات عديدة، ارتباك الممثلين، وارتكابهم لأخطاء.. لأن الحوار لم يتم حفظه، مما يتطلب الوقت الكافي! وهذا كله يفند ادعاءات دوزيم، من مصلحة قراءة النصوص، إلى إنجاز هذه السخافات، التي تطلق عليها القناة الثانية «هاد الشي عاجب الناس..!» وعندما تكثر الانتقادات، تتذرع «هاد الشي اللي عطا الله»! بينما ما يروج في الشارع هو «كور وعطي لعور..»! والصحف المغربية تحتفظ بأرشيفها بما يثبت عدم رضى أغلب المشاهدين. أما ما يقع بدوزيم، وعلى لسان عدد لا يستان به من شهود عيان، قيام هذه القناة بالتصوير المباشر لحلقة مسلسل ما، في حين يتم تهييء وتحضير لنص يكتب لحلقة أخرى، في عين المكان.. وهكذا دواليك في جميع الحلقات الموالية..! وبالتتابع؟! فأين هي مصلحة قراءة النصوص؟! وما هو دورها؟ وهذا دليل على أن ما يبث جاهزا، يصور بسرعة البرق، بعد انجازه كتابة بنفس السرعة. هل يعقل أن تخصص دوزيم تفضيلا وأسبقية لأسماء معينة؟ وأصحاب شركات إنتاجية؟ بنظرة الرضى شبه الكاملة! بأن كل ما يقدموه دائما مقبول! وصالح للتصوير! والبث عبر الشاشة. دون قراءة ولا يحزنون. فهل هؤلاء يتلقون وحيا من السماء؟ والعارفون بحقائق الأمور. يؤكدون أن ما ينتجه أولاد الدار محرمون وأصحاب الشركات. الراضية عنهم دوزيم. دون عرض للقراءة والبث. أغلب أعمالهم مقتبسة، إما من مسلسلات غيرهم.. إما شرقية أو أجنبية. فأين هو الإبداع؟ وأين هو الاجتهاد؟ هذا في الوقت الذي تتكدس فيه أعمال، تظل حبيسة علي الرفوف، يطالها التهميش بسبب الانتظارية. وأما مبررات رفض أعمال لأصحابها، فهي واهية في أغلب الأحيان! ومصلحة قراءة النصوص، تفضل التعامل مع المخرجين، ليس إلا، لأن الفرنكوفونية هي لغة التعامل! والفاهم يفهم! فكيف تقبل مصلحة قراءة النصوص بالعربية؟ وتصدر ملاحظاتها بالفرنسية؟ في حين أن أغلب المخرجين، هم أصلا مصورون وتقنيون؟ ولا إلمام لهم بالدراسات الأدبية. وما يلاحظ هو أن أشخاصا أصبحوا بقدرة قادر كتابا للسيناريو! ومخرجين، ومنتجين، وكتاب جنيريك وكتاب كلمات أغاني أعمالهم. بأساليب بعيدة عن الحس الفني. والتخصص، فهل كل من له معرفة بمنافذ تصله إلى أصحاب القرار، يعفى من عرض أعماله على مصلحة قراءة النصوص في دوزيم؟! بينما، يتم إقصاء وتهميش أعمال كتاب ومخرجين وممثلين، خريجي معاهد عليا، ويتمتعون بكل ما يؤهلهم الى تقديم الجيد، وقد حظي بعضهم بالترحاب، والاحتضان، في دول أجنبية بعد انسداد الأبواب في وجوههم، لأنهم اشترطوا تقديم ما هو هادف، بتوظيف المنتوج الأدبي، الذي تعج به المكتبات من مؤلفات وروايات، في شتى المجالات الأدبية، والفلسفية، والفكاهية، والقضايا الإنسانية، كل واحد في تخصصه.،وميوله الثقافي والفني.