مع إطلالة أول أيام رمضان يتطلع جمهور الشاشة، الى الاعمال التي انتجها المبدعون المغاربة أو التي اقتنتها، القنوات المغربية، وبصفة خاصة الأولى والثانية. وإذا كان المتوقع أن يكون الانتاج متدفقا وغزيرا سواء من الانتاج الوطني أو المستورد، العربي منه والاجنبي، فإن كل ما يأمله المشاهدون هو أن يرتقي الانتاج الوطني سواء في البرامج الحوارية أو الافلام والمسلسلات، وبرامج الترفيه الى مستويات أفضل تنسيه بعض الثغرات التي سجلها في الموسم الماضي، وهناك بعض البرامج التي سجلت حضورا ملفتا، وخلفت انطباعا جيدا لدى المشاهدين، استطاعت ان تعيد حضورها ثانيا، وثالثا، مثل رمانة وبرطال. وبعد أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، يلتقي المشاهدون مع سلسلة اسمهان، صاحبة الصوت الرخيم، الذي كان ينافس صوت أم كلثوم، لدرجة أن وفاتها ارتبطت بشائعة رغبة أم كلثوم في التخلص منها. وتخصص القناة الثانية سهرات غنائية خاصة لبعض النجوم، منهم عبدالوهاب الدكالي والسعودي محمد عبده، ومسابقات تجويد القرآن.. ومن بين ضيوف برنامج مسار هناك سميرة بنسعيد ومحمد الجم. وفي مجال الانتاج العربي، تقدم قناة «دوزيم مجموعة من المسلسلات ووقع اختيارها على مسلسل «اسمهان» من بطولة السورية سولاف فواخرجي، يحكي سيرة الراحلة اسمهان، في أول عمل فني يتناول حياتها والتي ظلت وفاتها ملتفة بالغموض، وقد عارضت أسرة الراحلة عرض المسلسل، وقال أحد اقربائها أنهم سيقاضون المنتج. وتظهر الممثلة الهام شاهين ومصطفى فهمي في عمل درامي اخرجته إنعام محمد علي يتناول موضوع الاغتراب والبحث عن المال لكن رياح الكثير من الابطال لم تسر وفق ما يشتهون. ويعود يحيى الفخراني للظهور في مسلسل شرف فتح الباب وهو من إخراج رشا شربتجي، وتبدأ معاناة البطل عندما يصدر قرار بخصخصة الشركة التي يعمل فيها، حيث يستغنى عنه مع مجموعة من العمال، ولتعدد وتواتر معاناته ومشاكله سيتخلى عن مبادئه لتأمين مستقبل أسرته. وتقدم القناة الثانية مسلسلا آخر بعنوان بعد الفراق للمخرج شرين عادل وبطولة هند صبري وخالد صالح. ولم تخل شبكة برامج القناة الثانية من الانتاج التركي المدبلج حيث تواصل تقديم سنوات الضياع، وعملين آخرين هما قصة حب حزينة والحب الحقيقي. وفي جانب الفكاهة تظهر سلسلة جديدة بعنوان «مبارك ومسعود» لعبدالخالق فهيد ومحمد الخياري وعبدالقادر مطاع وفاطمة الزهراء الابراهيمي يتناول العديد من المواقف الكوميدية المتباينة، لظاهرة لصيقة بالحياة اليومية تعتبر بمثابة مشجب لإخفاقات ومصائب غالبية الناس، وهي «النحس»، والتي سيجسدها ضمن هذه السلسلة كل من مبارك (محمد الخياري) وابن أخيه مسعود (عبدالخالق فهيد) وهما شخصيتان طريفتان تواجهان وسطا اجتماعيا البسهما لبوس النحس بكل ما يكتنفه من مساوئ ومعاني الكراهية واللوم والحسد والأنانية.. وستقدم القناة الثانية أفلاما مغربية من إنتاجها بينها فيلم الطيور تعود دوما من بطولة يونس ميكري وأسماء خمليشي وعفيفي وماجدولين وتدور وقائعه حول احتدام الصراع الأبدي والأزلي بين الخير والشر، وسيطرة القوي على الضعيف، الفيلم من تأليف وإخراج نرجس النجار. وفيلم الركراكية لفاطمة خير ومحمد البصطاوي وآخرون. فيلم مغربي آخر بعنوان ألو كندا من إخراج محمد أشور وتمثيل مريم الراوي يحكي قصة مهندس فلاحي شاب وقع في سوء تفاهم مع مشغله قرر إثره الهجرة إلى كندا للبحث عن أفق جديدة. وفي ثالث تجربة إخراجية من إنتاج القناة الثانية اختار المخرج جمال بلمجدوب ظاهرة «الرهان» كتيمة لعمله الجديد «الباحث» الذي يسلط الضوء على هذه الظاهرة، الفيلم من بطولة رشيد الوالي وحنان الإبراهيمي وعبد الله المصابحي. ويلتقي عشاق السينما المغربية مع فيلم الجيلالي فرحاتي بعنوان غروب الشمس، توزعت أدواره على محمد المروازي، وسناء عكرود وهشام بهلول، ويحكي الفيلم قصة ياسمينة التي تتعرض بعد نسجها لأحلام مع ابن خالتها لتغير تدريجي في مسار حياتها.. وهناك لقاءات مع السينما المغربية جديدة منها انهض يا مغرب، والحلم المغربي، وتيليلا وذاكرة معتقلة وقلوب محترقة. وفي الجانب الديني، هناك برامج عديدة منها «الإسلام سلوك ومعاملات» ويندرج ضمن خانة البرامج الدينية ذات التوجه التربوي برؤيا عصرية، من خلال تركيزه على طرح جملة من نماذج المعاملات الأسرية والاجتماعية والإنسانية لمناقشتها من وجهة نظر دينية، لاستنباط أهم المواعظ والحكم المستقاة من الكتاب والسيرة النبوية. و «مقامات صوفية» وهو عبارة عن برنامج يهدف الى تنويع الاهتمام بالأبعاد الروحية والدينية، من خلال تمكين المشاهدين من الإطلاع على مختلف الزوايا المتواجدة بالمغرب. وفي مجال الترفيه يعود رشيد وهشام الثنائي المتميز بمقالبهما المثيرة ضاربين موعدا جديدا للمشاهدين مع كاميرا خفية مليئة بالأطوار والحيل للإيقاع بألمع النجوم المغاربة والعرب والأجانب. وتعود أيضا الكاميرا الساحرة للموسم الثاني في حلقات جديدة تتميز ببطولة أولماك الساحر الذي جاب العديد من المناطق عبر العالم (كفرنسا، موناكو، كندا، إيطاليا، سويسرا، المغرب، مصر، هولندا،... الخ) ليمتع بعروضه المحيرة والمثيرة مختلف فئات الجمهور. وفي المشهد الغنائي والموسيقي الوطني الذي يمتاز بثرائه وتنوع فنونه وإيقاعاته يتجدد اللقاء ببرامج تعرف عليها المشاهدون مثل «شذى الألحان» الذي يعده الباحث الموسيقي عبد السلام الخلوفي وتشرف على تقديمه الفنانة المتألقة ماجدة اليحياوي، هو مبادرة تنبش في الذاكرة الفنية المغربية من أجل استعادة واستحضار أسماء الرواد والسجلات الفنية الراسخة في التراث الموسيقي والغنائي، وبرنامج «الخالدات» من تقديم فاتن هلال بك، يستعرض من خلال استضافة وجوه معروفة باهتماماتها الموسيقية والغنائية الأصيلة، أغلب التجارب والإشراقات الفنية المضينة في ذاكرة الموروث الفني المغربي العريق. و «مسار» مع حرصه على مناقشة مختلف التيارات الموسيقية السائدة وعناصرها التي أهلت تلك الأعمال لولوج باب الخلود، ويجمع بين استعراض ذكريات أبرز الفنانين، والتعريف بمساراتهم الفنية، وكذا خصائص خدماتهم التي أسدوها لعشاق الإبداع والفن، ومن بين ضيوفه محمد الجم وسميرة بنسعيد. و«الكلام الموزون» برنامج فني يعنى بالتعريف بالفنون المغربية الأصيلةكالآلة والغرناطي والملحون، وذلك من منظور تاريخ وبنيوي يهتم بالمتن الأدبي والجوانب التقنية الموسيقية من استعراض نماذج من موروث هذه الإبداعات الفنية المغناة وبعد نسب المشاهدة العالية التي تمكن من تحقيقها المسلسل المغربي «وجع التراب» يعود شفيق السحيمي في مسلسل واعد يحمل عنوان «تريكة البطاش» تم تصويره بفضاءات مغربية متعددة شملت مدن مكناس وأزرو وايفران والحاجب... وهو عمل درامي جديد بأبعاد فلسفية عميقة تؤطره رؤية إخراجية مختلفة، نأمل أن يضاهي في مستواه الفني والجمالي قيمة «وجع التراب» الذي خلف اثرا طيبا لدى المشاهد المغربي لازال صداه مستمر الى حد الآن. وبعدنجاح مسلسل رمانة وبرطال خلال السنوات الثلاث الماضية يعود في جزئه الرابع بنفس الأبطال، خاصة سناء عكرود ومغامراتها الطريقة في تنقيب جديد للمرويات والمحكيات المأثورة في تراثنا المغربي