إنضافت خيبة ثانية لمشاهدي القناتين بعد خيبة ما قدم في رمضان من هزال وقد كانوا يتوسمون تحسنا بعد هذا الشهر الفضيل في اختيارات القناتين لما يمكن أن تقدم من برامج وإنتاجات جديدة تنسيهم معاناتهم مع ما أرغم عليهم أيام الصيام. لكن كل هذه الآمال تبخرت بشكل واضح مع مرور الأسابيع التي تلت رمضان وحتى كتابة هذه السطور والقناتان معا وكأنهما على إتفاق مسبق أغرقتا أعين المشاهدين بالمسلسلات الأجنبية (التركية المكسيكية البرازيلية الكورية) التي أصبحت والحمد لله تقدم تباعا مع فارق حيز زمني لنشرات الأخبار والإشهارات المتكررة المملة وحتى الأفلام فهي الأخرى يأخذ الإنتاج الأجنبي منها حيزا كبيرا الهندية منها والأمريكية أما المغربية والعربية فإن ما يقدم من حين لآخر هو إعادة لها لا أقل ولا أكثر، وكأني بهذا التصرف المحير أن الإنتاج قد توقف بالقناتين وان هم مهندسي الصندوقين السحريين بالرباط وعين السبع أصبح هو ملء ساعات الإرسال باستغلال أكبر مدة في إنتاجات سابقة أصبح المشاهدون يحفظونها وبمجرد رؤيتها يحولون إتجاه أجهزته بالقناتين الأولى والثانية إلى قنوات خارجية للبحث عن الجديد، ولنا أن نتساءل عن أسباب هذا الركود الذي طال إنتاج القناتين رغم أن الجميع كان يراهن على انطلاقة قوية في الموسم التلفزي الجديد مع بداية شهر أكتوبر للتكفير عن ما تحمله المشاهدون المغاربة من ترهات في شهر الصيام، ولكن وهذا لم يحدث ودار لقمان إزدادت سوءا فالأمر يتطلب توضيحات شافية من إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة باعتبارها الوصية والمدبرة لشؤون القناتين التي لا تنقصها التقنيات الحديثة المتطورة ولا الكفاءات البشرية أو الخبراء المتمكنين لإنتاج أفضل الأعمال الجيدة التي مازال الكثير منها على رفوف الإدارة والتي هي صفوة إبداعات لمؤلفين كبار وفنانين متمكنين قدموها منذ مدة ولم يتلقوا أي رد عن قبولها أو رفضها. إننا ونحن نثير معضلة هذا التكرار وإعادة ما انتج، لملء وقت إرسال القناتين بنسبة كبيرة نريد أن تخرج القناتان من هذا الوضع، وإلا سيأتي وقت قريب تفقد فيه ما تبقى من مشاهديها أما الأغلبية فقد صرفت النظر منذ مدة طويلة.