أظهر قياس للمشاهدة أجرته المؤسسة المختصة «ماروك سيمتري» خلال فترة الصيف وكذلك فترة رمضان أن ما يقارب 52 في المائة من المغاربة لايشاهدون القنوات الوطنية بينما تقتسم كل من القناة الثانية دوزيم والاولى نسبة 48 في المائة من المشاهدين وإذا كان رقم 52 في المائة منها لايشاهدون القنوات الوطنية لايعرف ان كانوا يتابعون قنوات أجنبية أم لا فإن الحاصل انهم يوجدون خارج تغطية القنوات الوطنية وذلك رغم الجهود التي يبذلها القطب العمومي لاستمالة المشاهدين ورغم الامكانيات الهائلة التي تصرف على هذا القطب سواء لتمويل الانتاج الوطني الذي مازال طفلا يحبو مقارنة مع الانتاجات الدولية والعربية أو انتاجات بلدان أخرى التي تأخذ بألباب المشاهدين المغاربة بدءاً بالمسلسلات المكسيكية ثم أخيرا المسلسلات التركية المدبلجة التي صرفت المشاهدين المغاربة عن مشاهدة قنواتهم الوطنية. هذه الوضعية تتطلب من المسؤولين على القطب العمومي إعادة النظر بشكل جذري في طريقة وأسلوب العمل المتبع والذي غالبا ما تطغى عليه اعتبارات أخرى لاعلاقة لها بالمهنية ولا علاقة لها بذوق وهمِّ المشاهد وهنا سواء تحدثنا عن الانتاجات التي تقوم بها القنوات الوطنية نفسها، أو تلك التي تسندها الى شركات إنتاج. هذه الشركات التي كان من المفروض أن تقدم قيمة مضافة للعمل التلفزي في ظل التوجه الجديد المرتكز على روح المقاولة. غير أن هذا التعامل مع هذه الشركات من قبل القطب العمومي أصبحت تحكمه اعتبارات أخرى. نقطة البدء هو العودة الى التعامل المهني بعيدا عن كل اعتبار آخر. وبعيدا عن كلام الكواليس الذي لايقدم ولا يؤخر والذي يحكم الكثير من العلاقات داخل الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة. ومن أخطر هذه الظاهرة تسريب الاشاعات التي تسمم الجو والتي تصرف المهنيين على العمل وهدر الوقت في اشياء جانبية. الملاحظة الثانية ان شهر رمضان والصيف ربما يكون فترة الذروة في مشاهدة القنوات الوطنية فكيف هو الحال فيما عدا هذين الموسمين؟ ذلك ماهو مطلوب من القطب العمومي الاهتمام به..