لقي الكتابان اللذان أصدرتهما عن دار النشر المغربية عام 2004 قبولا طيبا من قبل الأوساط الثقافية والسياسية وبشكل خاص من ولدي سفيان الذي يرجع له الفضل في تنبيهي لأهمية إصدار الكتب . فعندما كان طالبا في كلية طب الأسنان جاأني ذات يوم وقال لي : لقد قرأت مقالتك المنشورة اليوم في جريدة العلم وقد أعجبتني جدا . فشعرت بنوع من الإرتياح لكونه رغم إنشغاله بالدراسة المكثّفة يتابع الشأن السياسي . إلا أنه قال لي : صحيح أنها أعجبتني جدا وأعجبت زملائي ، ولكن هذه المقالة لن تدوم بين أيدي الناس ويدوم التفاعل معها أكثر من بضعة أيام ، ثم ستصبح مجرد قصاصة جريدة سنستعملها في مسح الزجاج . فأضفت لكلامه : وربما نحتاج تلك الجريدة لنلف بها حذاءنا لنأخذه عند الإسكافي . فقال متنصّلا ، انت من قال ذلك ، وأضاف : إن ما يدوم هو الكتاب . ولكن صديقي الأخ محمد جسوس وهو أحد أهم علماء وأساتذة علم الإجتماع في المغرب قال لي في سياق تهنئتي على إصدار الكتابين : كنت أتمنى لو أن هذا الجهد أو جهدا مماثلا بذلته في إعداد أطروحة الدكتوراة التي مرعلى تسجيلك لها أكثر من ربع قرن . هززت رأسي بالموافقة ، إلا أنه لم ينقطع عن إسماعي هذا الموّال كل يوم خميس . ذلك أنني وإياه نلتقي كل يوم خميس مداورة في بيت أحد الأصدقاء ضمن جماعة كلهم من الأطر العليا في الدولة من ذوي التوجه التقدمي وبعضهم وزراء ، إعتدنا أن نلتقي أسبوعيا منذ عام 1977 ، نتناقش في السياسة والثقافة والأدب والدعابة وبعضنا يلعب الورق ، ونحرص جميعا على الإلتزام بالحضور حتى ولو كنا مرضى . مع الأيام بدأت أقتنع بضرورة الإنتهاء من إعداد الأطروحة التي تفضل الدكتور عبد القادر القادري بالإشراف عليها ، وهي تحت عنوان ( القضية الفلسطينية في الأممالمتحدة ? قضية اللاجئين ) خاصة وأنه سبق لي إعداد الكثير من الدراسات والأبحاث المتعلقة بالموضوع بحكم عملي من جهة وبحكم كوني لاجئا أبا عن جد . وهكذا أمكنني الإنتهاء من تحرير الأطروحة ثم إدخال التعديلات التي أشار بها الأستاذ المشرف ، حتى أصبحت جاهزة للنقاش . كان أول من طلبت منه المشاركة في نقاش الأطروحة الأستاذ محمد جسوس ثم السياسي المخضرم الأستاذ عبد الهادي بوطالب ورئيس شعبة القانون العام في الكلية الأستاذ حسان بوقنطار . وتمت مناقشة الأطروحة يوم 14 يناير/ كانون الثاني عام 2005 في المدرج الأكبر في كلية الحقوق بحضور بعض الوزراء وكبار مسؤولي الدولة والمفكرين والكتاب وجمهور غفير، الأمر الذي جعل الدكتور محمد جسوس يقول : هذا مهرجان وليس مناقشة أطروحة ، وقد أجازت لجنة المناقشة الأطروحة بميزة مشرف جدا . أخذ بعض الأصدقاء يمازحني باستعمال لقب دكتور ويتساءلون : ماذا ستفعل بهذه الشهادة وأنت على أبواب الستين ؟ فهي لن تنفعك في الحصول على وظيفة ، ولن تفيدك في الحصول على ترقية . وكان جوابي : إنها مسألة إرضاء للذات لا أكثر ولا أقل ، فكثير من الدكاترة فارغين ، وما يعطيك القيمة هو إبداعك الفكري أو الثقافي وليس اللقب . أما أجمل وأطرف تعليق على ذلك فقد كان من زوجتي حيث قالت : الشهادة لن تضيف له شيئا بل أنقصت منه . فمن قبل كان يوضع في أسفل مقالاته وأبحاثه حرف الذال أي الأستاذ ، والآن سيوضع حرف الدال أي الدكتور ، بمعنى أنه سيفقد نقطة . قبل بداية العام الدراسي 7/2008 أقنعني بعض الأصدقاء بالتدريس في أحد المعاهد العليا المتخصصة في الإعلام ، وذهب معي الصديق الأديب والصحفي لحسن لعسيبي عند صاحب ومدير المعهد بالدار البيضاء ، واتفقنا على أن أعطي محاضرتين كل أسبوع تستغرقان ثلاث ساعات ، دون أن نتحدث في الجانب المادي حيث قبلت بالمبلغ الذي اقترحه المدير لاحقا دون نقاش ، فلم أنظر إلى الموضوع من جانبه المادي ، إذ كان المهم عندي أن أبقى على صلة مع البحث وأن أتواصل مع من سيقومون مستقبلا بتوجيه الرأي العام . وترك لي المدير حرية إختيار المادتين اللتين سأدرّسهما ، فاخترت مادة قانونية ( ضوابط النظام الدولي ) ومادة سياسية ( قضايا دولية معاصرة ) تتضمن قضية الصحراء المغربية وقضية فلسطين وقضيتي العراق والسودان ، وقد ألّفت كتابين باسمي المادتين ليكونا في متناول الطلبة . استمرت التجربة سنة دراسية واحدة ، وتوقفت لأسباب تتعلق بالنظرة إلى التدريس بحد ذاته . وقبل إصدار هذين الكتابين أصدرت كتابا تحت عنوان ( الفلسطينيون وحق العودة والتعويض ) عام 2005 وكتابا آخر بعنوان ( المشهد الفلسطيني بعد وصول حماس الى السلطة ) عام 2006 . وتفضل الأستاذ الصديق عبد الإله بلقزيز بأخذ نسخة من الكتاب الذي أعدت فيه كتابة أطروحة الدكتوراة لتصبح بصيغة كتاب ، وأعطاه لصديقه الأستاذ ربيع كسرواني صاحب الشركة العربية للأبحاث والنشر في بيروت ، فأصدرته المؤسسة عام 2008 تحت عنوان(مسألة اللاجئين جوهر القضية الفلسطينية ) . وكانت الصديقة سعيدة بنحبليس المناضلة الجزائرية في مجال حقوق الإنسان قد اتصلت بي لتدعوني للمشاركة في ندوة عربية حول منظمات المجتمع المدني على طريق جمعها في اتحاد أومنظمة ، فارتأيت أن احضّر بحثا في الموضوع ، لم يلبث أن استطال وتوسّع حتى أصبح كتابا أصدرته لاحقا تحت عتنوان» المجتمع المدني ? الضرورات ، التحديات والمحاذير « وأسجّل هنا أنني لم أتقاض من ريع عن كتبي الثمانية أكثر من ألفي دولار ، ولا أظنها تؤدي ثمن المراجع التي استخدمتها في إعداد الكتب ولا الأقلام والأوراق التي كتبت بها ، ولا أجور طباعتها لى الكمبيوتر، مما يؤكد مقولة أن الكاتب في وطننا العربي لا يمكنه أن يعيش من قلمه . في خريف 2001 انعقد بقصر المؤتمرات بمدينة مراكش المنتدى العالمي حول الفقر الحضري ، وانتدبتني وزارة الشؤون الإجتماعية الفلسطينية لتمثيل السلطة الفلسطينية في المنتدى الذي شارك فيه معظم دول العالم من مختلف القارات وإن كان الأوروبيون أكثر من غيرهم . وكان المثير بالنسبة لممثلي دول العالم الثالث أن المؤتمر يتحدث عن الفقر الحضري أي الفقر في المدن والبلدات التي تشكل الإقامة فيها أغلى امانيهم لكونها في نظرهم غنية وسعيدة . وزادهم إثارة أن المتدخلين الأوروبيين كانوا يتحدثون عن إفتقار مدنهم لأشياء قد لا يكونون سمعوا بها . ووصفت الصديقة التي أكنّ لها إحتراما خاصا السيدة خديجة اللبار وجودنا في المؤتمر بالأيتام على مائدة اللئام . بعد الجلسة الأولى إلتقينا معظم ممثلي دول العالم الثالث وارتأينا أن نوجه المؤتمر لبحث القضايا التي تهمنا ، ولمعالجة إفتقارنا للأشياء الأساسية التي لم يعد الأوروبيون يتحدثون عنها لكونها تحققت لهم منذ عدة عقود . وقد أسهبت شخصيا في الحديث عن هذه القضايا فاتفق الحضورعلى تكليفي بإلقاء كلمة باسمهم في الجلسة الموالية ، وتقدموا بطلب لرئاسة الجلسةلإعطائي كلمة باسمهم ، فوافقت الرئاسة على ذلك . لم أكن قد هيأت نفسي للحديث ، فقررت أن التقط الأفكارمن كلمات من سيتحدثون قبلي . وقد بلغت قمة الإستثارة وأنا أستمع لكلمة مندوبة فنلندا التي شنّت هجوما عنيفا على بلدية مدينة هلسنكي لأنها ? كما ترى ? مقصّرة في الإهتمام بالطبقات الفقيرة بدليل أن الحدائق العامة الموجودة في مختلف أحيائها لا تتوفر كلها على فضاءات خاصة بالأطفال ، وأن بعض هذه الفضاءات لا تتوفر على العدد الكافي من أجهزة الكمبيوتر ليلعب بها الأطفال . عندما أعطيت الكلمة نسيت أنني دبلوماسي ووزيرمفوض وأنني أمثّل دولة ، وبدون تخطيط بدأت الحديث باسلوب تهكمي ساخر ، فقلت أنني أو أننا كعالم ثالث لا نحسّ بأن كونا واحدا يجمعنا وإياكم أو نعيش في العالم الذي قلتم أنه أصبح قرية صغيرة . فانتم تتحدثون عن نقص في الحدائق العامة ، ونحن نتمنى لو أعطيت لأحدنا مساحة هذه الحدائق ليزرعها قمحا ليطعم أطفاله. وأنتم تتحدثون عن نقص في فضاءات الأطفال ، ونحن لا نجد مستشفيات أو مصحات ليولد فيها أطفالنا أو يتعالجون . وأنتم تتحدثون عن نقص في أجهزة الكمبيوتر ليلعب بها أطفالكم ، ونحن لا يجد أطفالنا مدارس ليتعلموا فيها . ما أن أنهيت كلمتي حتى اضطر رئيس الجلسة لرفعها لأن مندوبي آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية نهضوا من مقاعدهم في شبه مظاهرة وتوجهوا نحوي ليعانقوني ويحيّوني لأنني عبّرت عن آمالهم وآلامهم . بعد أن عدت إلى غرفتي في الفندق ، وجدتني أعود إلى رحلة العذاب الفلسطيني . فمن المنفى إلى الوطن ، أجيال تنمو في الغربة وتحمل الهمّ الوطني ، في عيونها بريق أمل ، أمل في العودة . مقاعد الدراسة لا تمثّل لها سوى محطات مؤقتة عبر رحلتها النضالية الطويلة . في طفولتنا الفلسطينية جرح ، جرح مؤلم . إنه جرح الغربة ، والإغتراب . رغم أن الطفولة عالم من السعادة إلا أن هذه السعادة يلزمها وطن تترعرع فيه ، يلزمها فيء شجرة ستنبثق من أرضنا الطيبة . هذه الأرض التي تنغرس في أذهان أطفالنا كطيف جميل ، لا يمكن للأوطان الأخرى أن تمحوه . لقد تخيّل قادة الصهيونية بأن الوطن يسقط بالتقادم فقالوا بأن الكبار سيموتون وأن الصغار سينسون ، وقد مرّ على هذا الكلام أكثر من نصف قرن وإذا بجيل 1948 جيل الهجرة ، يحمل العبء الأساسي في ثورة شعبية ، حاملا راية الكبار، وفيّا لها عدت من تيهي في أزقة مدن وقرى ومخيمات فلسطين إلى قاعة المؤتمر ، وتذكرت أن دول العالم الأول حققت كل متطلباتها من عرقنا ودمنا منذ أن أصبحت هذه الدول قوية عسكريا واندحرنا نحن ، ففرضوا علينا إرادتهم التي كانت تقضي بأن يأخذوا كل خيراتنا وأن نقدمها لهم راكعين راجين منهم قبولها . وتذكرت كيف أن تركيا حكمت غالبية الدول العربية لعدة قرون مما جعل بعض الكلمات التركية تدخل لغتنا ونتداولها حتى دون أن نعرف معناها الحرفي ، ومن بينها الكلمات التي تنتهي بكلمة ( خانة ) التي تعني بيت ، أي أن ( كرخانة ) التي سمينا بها بيوت الدعارة تعني البيت الأسود . عدت إلى التوهان ثانية وتذكرت أن في اللغة العربية بابا من أبواب البلاغة يطلق عليه اسم ( تسمية الأشياء بأضّادها ) ، حيث يقولون للآعمى البصير وللفحم الفاخر مثلا ، وتوصلت إلى أن تسمية مقر إقامة رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية في واشنطن تسمى ( البيت الأبيض ) وتخيّلت أن هذه التسمية جاءت من باب تسمية الأشياء بأضادها . إذ ما الذي يمنع أن تكون اللغة الإنجليزية قد تلقّحت من اللغة العربية بهذا الباب اللغوي كما تلقّحت بمئات المفردات العربية. وبالطبع لم أنطلق في تفكيري هذا مما نشرته الصحف والمجلات العالمية وخاصة الأمريكية من فضائح أخلاقية شهدها البيت الأبيض ، وكان أبطالها العديد من رؤساء أمريكا ومساعدوهم الكبار والصغار . لم أنطلق من هذا لعلمي أن مثل هذه الأمور التي نعتبرها نحن العرب مشينة ، هي ليست كذلك عند الأمريكيين ، الذين لم يصل عمر دولتهم قرنين ونصف ، الأمر الذي جعلهم لم يتآ لفوا على قيم موحدة بعد . ولكنني انطلقت من أن المؤامرات والدسائس والأعمال الخسيسة والشريرة في كل العصور كانت تحاك في الظلام ووراء الأبواب المغلقة التي يلفّها السواد ، ولم يعرف التاريخ مكانا شهد أعمالا معادية للبشرية والقيم الحميدة أكثر مما شهده ذلك البيت الأبيض ، فوجبت تسميته بالبيت الأبيض ? من باب تسمية الأشياء بأضادها . ومما يحزّ في النفس أن مبعوثي هذا البيت الأبيض الكبار والصغار يأتون إلى عواصمنا كأنصاف آلهة ، يلغي حكامنا كل إرتباطاتهم ليستقبلوهم ويجتمعوا بهم ليتلقوا اوامرهم . وبدأنا نرى العلم الأمريكي يلّوح به وكأنه علمنا الوطني ويلبسه بعض سفهائنا كقميص وكزي وطني . ولكن ما يعيد لي التوازن هو قناعتي بأن كل الشعوب التي خضعت للإحتلال استكانت فترة ليست طويلة في تاريخها ثم استفاقت . . وعندها سيدفع سماسرة وخدم البيت الأبيض الثمن ، لأننا لن ندّعي أننا قادرون على هدمه . بعد المؤتمر السالف الذكر بحوالي سنة ، وبالضبط في 23 سبتمبر / أيلول من عام 2002 فرضت محمة استرالية غرامة قدرها 375 دولارا على ثلاثة مواطنين عقابا لهم على تخلّيهم عن فأرتهم البيضاء اللون ذات المسحة الوردية . وقال الخبر الذي أورد الحكم أن المدافعين عن حقوق الحيوان فرحوا بالحكم ، وعرض عشرات منهم تبنّي الفأرة التي تركها أصحابها في قفص على جانب الطريق . وقد أطّلعنا على هذا الخبر وكنا خمسة ، فدار بيننا الحديث التالي : قال الأول : هذا هو العالم الغربي ، استطاع بناء أوطانه من البنية التحتية إلى البنية الفوقية ، وحقّق لمواطنيه كل احتياجاته الأساسية وحتى الكمالية ، وساهم دمنا وعرقنا وثرواتنا في تحقيق ذلك . وعليه فقد صارت حقوق الإنسان أو الحقوق اللصيقة بالإنسان مصانة ، فلا بد من البحث عن مخلوقات أخرى للدفاع عن حقوقها . وقال الثاني : بعد أن غرق المجتمع الغربي في بحر الفردية وأصبحت ذاته هي محور الكون ، وصارت العلاقات الزوجية مجرد مشروع كأي مشروع صناعي أو تجاري ، وعاد الأبناءلا يرون آباءهم والإخوة لا يرون إخوتهم إلا بالمناسبات ، وقد لا يعلمون بموتهم إلا من خلال الصحف ، فماذا يفعلون بما تبقى لهم من عواطف أو حنان ؟ لابد لهم من تفريغها تجاه شيءما أو مخلوق ما .وبما أن الفردانية تتملّكهم وهي تعني التفرّد أو الإنفراد عن البشر ، فالطبيعي أن لا يفرغ شحنات عواطفه تجاه البشر بل تجاه مخلوقات يراها ضعيفة وعاجزة مثل هذه الفأرة . وقال الثالث : مادام هؤلاء الغربيون يبحثون عن مخلوقات ليفرغوا شحنات عواطفهم وحنانهم ولاى يجدون بشرا محتاجين لها بخكم أن كل الناس في بلادهم يتمتعون بحقوقهم كلها ، فلماذا لا يفرغونها تجاه مواطني دول العالم الثالث المحتاجين اليها ؟ هؤلاء الذين دفعوا دماءهم وعرقهم وثرواتهم لتشييد الصروح الغربية الشامخة . وقال الرابع : لا أظن أن مواطني الدول الغربية لا يعرفون ما يجري على أرض فلسطين ، بحكم أن الثورة الإعلامية والتكنولوجية جعلت العالم كله ( قرية صغيرة ) فلماذا لا نرى منهم سوى بعض مساعدات لا تزيد عن كونها فتات ؟ . .. مع عدم نسيان أنهم يقدّمون أكثر من بعض من يسمّون أشقّاء. وقال الخامس : الحادثة تدل على أنه لم يبق أحد في استراليا يحتاج إلى عناية ومساعدة الناس ما دامت الدولة تقوم بواجباتها . ولا تنسوا أنه في عهد الخليفة الأموي عمربن عبدالعزيز، كان المنادي يخرج في أسواق شمال افريقية يقول للناس ( من كان في حاجة أو يعاني من عسر ، فليحضر إلى بيت المال في مقر الولاية ليأخذ ما يحتاجه ) ولم يكن يذهب أحد لأن عدل عمر بن عبد العزيز انعكس على ولاته ، فلم يدع أحدا بحاجة . وختم كلامه بالقول : يا جماعة ، والله أن ما في وطننا من ثروات يجعلنا جميعا في غير حاجة لأحد بل ويجعلنا نجبر الآخرين على التعامل مع قضايانا بكل احترام ، وإن ما ينقصنا هو قليل من العدل وقليل من الإيمان وقليل من الإرادة .