"وزارة التعليم" تعلن تسوية بعض الوضعيات الإدارية والمالية للموظفين    مسؤول فرنسي رفيع المستوى .. الجزائر صنيعة فرنسا ووجودها منذ قرون غير صحيح    سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء حريق في فندق بتركيا    جريمة بيئية في الجديدة .. مجهولون يقطعون 36 شجرة من الصنوبر الحلبي    "حماس": منفذ الطعن "مغربي بطل"    الكاف : المغرب أثبت دائما قدرته على تنظيم بطولات من مستوى عالمي    دوري أبطال أوروبا.. برشلونة يقلب الطاولة على بنفيكا في مباراة مثيرة (5-4)    ماستر المهن القانونية والقضائية بطنجة ينظم دورة تكوينية لتعزيز منهجية البحث العلمي    "سبيس إكس" تطلق 21 قمرا صناعيا إلى الفضاء    الحاجب : تدابير استباقية للتخفيف من آثار موجة البرد (فيديو)    ارتفاع عدد ليالي المبيت السياحي بالصويرة    كأس أمم إفريقيا 2025 .. "الكاف" يؤكد قدرة المغرب على تنظيم بطولات من مستوى عالمي    "البام" يدافع عن حصيلة المنصوري ويدعو إلى تفعيل ميثاق الأغلبية    المغرب يواجه وضعية "غير عادية" لانتشار داء الحصبة "بوحمرون"    تركيا.. ارتفاع حصيلة ضحايا حريق منتجع للتزلج إلى 76 قتيلا وعشرات الجرحى    التحضير لعملية "الحريك" يُطيح ب3 أشخاص في يد أمن الحسيمة    لمواجهة آثار موجات البرد.. عامل الحسيمة يترأس اجتماعًا للجنة اليقظة    الحكومة: سعر السردين لا ينبغي أن يتجاوز 17 درهما ويجب التصدي لفوضى المضاربات    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض    تركيا.. يوم حداد وطني إثر حريق منتجع التزلج الذي أودى بحياة 66 شخصا    وزارة التربية الوطنية تعلن صرف الشطر الثاني من الزيادة في أجور الأساتذة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    مطالب في مجلس المستشارين بتأجيل مناقشة مشروع قانون الإضراب    اتخاذ إجراءات صارمة لكشف ملابسات جنحة قطع غير قانوني ل 36 شجرة صنوبر حلبي بإقليم الجديدة    توقيع اتفاق لإنجاز ميناء أكادير الجاف    مجلس المنافسة يكشف ربح الشركات في المغرب عن كل لتر تبيعه من الوقود    الدفاع الجديدي ينفصل عن المدرب    اليوبي يؤكد انتقال داء "بوحمرون" إلى وباء    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي" رفقة سكينة كلامور    افتتاح ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة أكادير    هل بسبب تصريحاته حول الجيش الملكي؟.. تأجيل حفل فرقة "هوبا هوبا سبيريت" لأجل غير مسمى    أنشيلوتي ينفي خبر مغادرته ريال مدريد في نهاية الموسم    المجلس الحكومي يتدارس مشروع قانون يتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة    ندوة بالدارالبيضاء حول الإرث العلمي والفكر الإصلاحي للعلامة المؤرخ محمد ابن الموقت المراكشي    المبادلات التجارية بين المغرب والبرازيل تبلغ 2,77 مليار دولار في 2024    الغازوال والبنزين.. انخفاض رقم المعاملات إلى 20,16 مليار درهم في الربع الثالث من 2024    مطالب برلمانية بتقييم حصيلة برنامج التخفيف من آثار الجفاف الذي كلف 20 مليار درهم    تشيكيا تستقبل رماد الكاتب الشهير الراحل "ميلان كونديرا"    انفجار في ميناء برشلونة يسفر عن وفاة وإصابة خطيرة    المؤتمر الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية: "خصوصية المهن الفنية أساس لهيكلة قطاعية عادلة"    العمراني : المغرب يؤكد عزمه تعزيز التعاون الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد تنصيب ترامب    في حلقة جديدة من برنامج "مدارات" بالاذاعة الوطنية : نظرات في الإبداع الشعري للأديب الراحل الدكتور عباس الجراري    ترامب يوقع أمرا ينص على انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية    إيلون ماسك يثير جدلا واسعا بتأدية "تحية هتلر" في حفل تنصيب ترامب    ترامب: "لست واثقا" من إمكانية صمود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    المغرب يدعو إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    الإفراط في اللحوم الحمراء يزيد احتمال الإصابة بالخرف    وفاة الرايس الحسن بلمودن مايسترو "الرباب" الأمازيغي    دوري أبطال أوروبا.. مواجهات نارية تقترب من الحسم    ياسين بونو يتوج بجائزة أفضل تصد في الدوري السعودي    علماء يكشفون الصلة بين أمراض اللثة وأعراض الزهايمر    القارة العجوز ديموغرافيا ، هل تنتقل إلى العجز الحضاري مع رئاسة ترامب لأمريكا … ؟    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    دراسة: التمارين الهوائية قد تقلل من خطر الإصابة بالزهايمر    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤرخ يهودي: لا وجود لما يسمى ب"الشعب اليهودي" في التاريخ
نشر في الوجدية يوم 18 - 12 - 2009


وإختلاق -الشعب اليهودي- متى وكيف؟
شلومو ساند وتقويض خرافة الشعب اليهودي.
جدد المؤرخ الاسرائيلي المثير للجدل شلومو ساند نفيه لوجود شعب يهودي خلال ندوة عقدت هذا الاسبوع في اطار مهرجان "زمن الصور" في بروكسل حضرها جمهور ضم مثقفين عرب منهم الروائي اللبناني الياس خوري.
واستقطب لقاء شلومو ساند الاستاذ في جامعة تل ابيب اهتماما لافتا قياسا بلقاءات اخرى جاءت في اطار المهرجان نفسه اذ نفدت التذاكر المخصصة للقاء واضطر المنظمون الى تزويد الحضور بمساند اسفنجية بعدما لم يبق اي كرسي شاغر في الصالة.
تحدث ساند عن كتابه "كيف اخترع الشعب اليهودي" الذي احدث ضجة كبيرة بعد نشره، مجددا نفيه وجود شعب يهودي معتبرا ان ذلك "اسطورة" قامت عليها دولة اسرائيل.
وقال المؤرخ الاسرائيلي "الشعب اليهودي ات من الكتاب المقدس، بمعنى انه شيء خيالي تم اختراعه بمفعول رجعي"، موضحا انه لم يعثر في مكتبة جامعة تل ابيب، التي تضم الاف الكتب، على اي كتاب تاريخ يتحدث عن نقطة اساسية في تاريخ اليهود، وهي ما يسمى تهجير اليهود من فلسطين او "السبي". وقال "هذا يعني انه لا اثبات لهذه النقطة الاساسية".
واكد ساند الذي نشر كتابه في الولايات المتحدة الاميركية قبل اشهر انه لا يريد القول ان "الفلسطينيين هم اليهود الحقيقيون"، كما يتهمه منتقدوه، لكنه اضاف "لكن الاحتمال ان يكون محارب حماس حفيدا لداود هو اكثر بكثير من احتمال كوني انا حفيدا له".
واكد المؤرخ الاسرائيلي ان "دولة اسرائيل ولدت بفعل اغتصاب للمواطنين الاصليين سنة 1948"، مضيفا "في حياتي لم اكن صهيونيا".
وقد تجاوب الحضور مع حديثه الذي لم يخل من السخرية، بالضحك والقهقهة وبالتصفيق احيانا، كما انهم صاحوا مستنكرين عندما قال محاوره المؤرخ البلجيكي جون فيليب شرايدر، الذي بدا غير متفق معه، ان ساند يؤسس افكاره على افتراضات هامشية او انه يرى "كل شيء بمثابة مؤامرة".
وكان بين الحضور مجموعة من المثقفين العرب، يقيم بعضهم في بروكسل فيما يشارك الاخرون في مهرجان "زمن الصور"، ومنهم الروائي اللبناني الياس خوري الذي كان في كلمة له خلال مؤتمر عن بيروت نظمه المهرجان الاحد الى ان "شلومو ساند صديقي".
وفي حديث مع وكالة "فرانس برس" اوضح الياس خوري ان ساند كان صديقا لصديقه الشاعر الراحل محمود درويش مضيفا "وعند العرب نقول صديق صديقك هو صديقك".
وردا على سؤال قال خوري: "في رأيي نحن نلتقي مع كل المثقفين، من اي مكان في العالم، اذا كانوا يؤمنون بالعدالة ويدافعون عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ويشاركون في النضال ضد الصهيونية".
وحول رأيه في الحظر المفروض على لقاء مثقفين اسرائيليين، حتى لو كانوا يساندون حقوق الشعب الفلسطيني تحت عنوان "رفض التطبيع مع اسرائيل"، قال الروائي اللبناني: "اخر ما سمعته ان الرقيب اللبناني منع كتاب شلومو ساند لانه قرأ انه استاذ في جامعة تل ابيب بدون ان يعرف ما هو الكتاب".
وتابع: "اذا هو رقيب احمق ويجب ان يحال على المحكمة، لان هذا كتاب لا يمنع، عدا عن كوني ضد منع الكتب".
وشدد خوري على ان هناك "حماقة يجب الا ترتكب وخيانة يجب ان تدان"، وقال "ان يكون محظورا لقائي بشخص اسرائيلي لانه اسرائيلي، حتى لو كان مناضلا لحق الشعب الفلسطيني فهذه هي الحماقة بعينها"، لافتا في الوقت نفسه الى ان "القول انه يجب ان نقوم بنضال مع الاسرائيليين وندخل لعند الصهاينة فهذه هي الخيانة".
ورغم اشارته الى ان "شخصا مثل شلومو ساند يتشرف الانسان بالعمل معه"، اكد الروائي اللبناني ان اي عمل مشترك مع مثقفين اسرائيليين مثل ساند يجب ان يكون مع مثقفين فلسطينيين على ارض فلسطين.
واضاف: "عندما تحدث حركة كهذه يصير الباقي (لقاء مثقفين عرب خارج فلسطين) سهلا وممكنا"، مؤكدا انه اذا لم تحصل تلك الحركة بالاتجاه الذي اشار اليه فعندها "لا نستطيع البدء بالمقلوب".
وثمن الروائي اللبناني عمل شلومو ساند معتبرا ان كتابه "يفكك الاسطورة الكبرى التي قامت عليها دولة اسرائيل"، مضيفا "هذا رائع ليس فقط لخدمة الشعب الفلسطيني بل رائع لخدمة الفكر البشري".
وخلال لقائه في بروكسل بدا الانفعال احيانا على المؤرخ الاسرائيلي لسماعه بعض التعليقات.
فعندما قال ساند "لا يوجد شعب يهودي لكن هناك شعبا اسرائيليا"، توجه الى الجمهور سائلا "اليس ذلك صحيحا"، وعندما سمع احد الحضور يقول "لا"، رد ساند بانفعال "نعم هناك شعب اسرائيلي لانه يوجد لغة اسرائيلية وسينما اسرائيلية وادب اسرائيلي".ويعتبر المؤرخ الاسرائيلي ان الحل الامثل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي يكون بدولة علمانية واحدة لجميع مواطنيها وختم لقاءه بالقول "انا متشائم جدا"، مكررا الكلمة الاخيرة مرارا.(قدس بريس)
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
إختلاق -الشعب اليهودي- متى وكيف؟
"حديث مع المؤرخ شلومو ساند"
العنوان أعلاه هو إسم دراسة أكاديمية للمؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند، أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب والمحادثة أدناه أجراها معه الكاتب البريطاني جونثان كوك، بمناسبة الضجة الكبيرة التي أثارها كتابه، وعنوانه بالضبط "متى وكيف اختُلق الشعب اليهودي" ونظرا لأهمية الحوار أقتبس أهم مادار فيه:
تقول مقدمة جونثان: أكثر من فوجئ هو الأستاذ شلومو نفسه، سيما وأن كتابه يتصدر منذ 19أسبوعا قائمة مبيعات الكتب في إسرائيل. رغم أنه يحطم أهم "تابو" لإسرائيل. فهو يزعم: إن فكرة أمة يهودية تبحث عن شاطئ أمان تم إختلاقها قبل مائة عام لتبرر قيام دولة إسرائيل. هذا ما تؤكده أبحاثه التاريخية والأركيولوجية، ويزعم أيضا أن اليهود لم ُيهجروا قط الأرض المقدسة، واليهود المعاصرين لاتربطهم رابطة تاريخية بهذه الأرض التي سُمّيت "إسرائيل" وبهذا يرى أن الحل السياسي الوحيد للصراع مع الفلسطينيين هو إلغاء الدولة اليهودية!!
الكتاب كما هو محتمل سيطوف الأرض، فالطبعة الفرنسية التي صدرت الشهر المنصرم، نفقت من السوق ( وهي الثالثة على التوالي) وفي الطريق ترجمات عديدة بما فيها العربية، ومن المتوقع حصول رد فعل عنيف من اللوبي المناصر لإسرائيل في أمريكا، سيما وأن دار نشر verso القريبة منهم هي التي تُعدّ ترجمته إلى الإنكليزية، بعكس الإسرائيليين الذين أبدوا فضولا وتقبلوا الكتاب ولو على مضض، بينما وصف أشهر الصحفيين الإسرائيليين توم سيغيف الكتاب : بالمدهش والمليئ بالتحدي.
أما المفاجئ فكان موقف الوسط الأكاديمي الذي لم يجرؤ على مواجهة شلومو بإستثناء رد كتبه أستاذ التاريخ في الجامعة العبرية بالقدس إسرائيل باتال، ففي مقالة له في صحيفة هآرتز قال: إن المؤرخين الإسرائيليين يعلمون عن طبيعة التاريخ اليهودي وليسوا جهلة كما يزعم شلومو.
يؤكد الكاتب أنه وصل إلى هذه القناعة منذ زمن، لكنه حبذ الإنتظار ، لأن عليه أن يدفع في مواجهة العالم الأكاديمي الإسرائيلي ثمنا عاليا. أما أطروحته المحورية فتقول: ان اليهود قبل حوالي مائة عام كانوا يفهمون أنفسهم كجماعات دينية، وفي بداية القرن العشرين طرح اليهود الصهاينة هذه القضية موضع التساؤل وبدأوا بإختلاق فكرة تاريخ قومي، في حين كانت فكرة العودة من المنفى إلى أرض الميعاد فكرة غريبة تماما عن اليهود، فالأماكن المقدسة كانت أرض (للذكرى والإشتياق) لكنها ليست أرض للسكنى، فمنذ ألفي سنة واليهود بعيدين عن القدس ليس لأنهم لم يستطيعوا العودة إليها، بل لأن الدين يمنعهم من ذلك قبل ظهور المسيح.
أما المفاجأة الكبرى فكانت إطلاعه على النتائج الأركيولوجية لأرض الكتاب المقدس يقول:كنت أعتقد كباقي الإسرائيليين أن اليهود شعب عاش في منطقة اليهودية (يقصد فلسطين)ثم هجّرهم الرومان عام 70م بُعيد تدمير الهيكل، وعندما بدأت أتفحص القرائن الأركيولوجية إكتشفت أن مملكتي داوود وسليمان محض أسطورة وكذلك أيضا قضية المنفى، وبعد مراجعتي لمدونات التاريخ التي وصفت أحداث النفيّ لم أجد دليلا واحدا يُثبت أن الرومان قاموا بتهجير شعب.
ويرى أن فرضية النفي إختلقها المسيحيون الأوائل كي يُقنعوا اليهود المتأخرين بأن أسلافهم قد طُردوا كعقوبة إلهية لأنهم لم يُؤمنوا بدعوة يسوع المسيانية.
فإذا لم يكن هنالك منفى كيف نفهم إنتشار اليهود في المعمورة؟ يجيب شلومو ساند: لقرون عديدة قبل وبعد الحقبة المسيحية كانت اليهودية دينا تبشيريا، تسعى لكسب أتباع جدد، وهذا تم ذكره في الأدب اللاتيني الروماني، لقد سافر اليهود في أصقاع الأرض لكسب مريدين في اليمن وبين برر شمال أفريقيا وبعد قرون إستطاعوا أن يُدخلوا شعب الخرز (جنوب روسيا) اليهودية، وهؤلاء هم أصل الإشكنازيين ( يهود وسط وشرق أوروبا) وأشار إلى إكتشاف الأركيولوجيين الروس العاصمة اليهودية للخزر، وإستغرب من موقف الإعلام حيث قامت الصحافة الإسرائيلية بنقل الخبر بعناوين عريضة دون أن تربط ذلك بالتاريخ اليهودي!
سؤال: إذا لم يُغادر اليهود أرض فلسطين قط، أين هم؟ ماذا أصبحوا فيما بعد؟
جواب: هذا الأمر لا يُدرّس للتلاميذ في إسرائيل. لكن معظم قادة الصهاينة بما فيهم بن غوريون يعتقدون أن الفلسطينين هم أبناء اليهود القدماء الذين كانوا في فلسطين ثم إعتنقوا الإسلام فيما بعد ( إنتهى)
ترجمة الترجمة:
في الحقيقة لم أفاجأ شخصيا بالكتاب، رغم الجهد في تقديم ترجمة حرفية للحوار ( أدعي أنها أفضل من الترجمة الفورية لجوجل) وسبب الإهتمام يعود إلى أن مرجعية المقولات تعود إلى مؤرخ إسرائيلي وهو ليس الأول الذي دخل هذه المعمعة فقد سبقه الباحث الأركيولوجي إسرائيل فنكلشتاين بكتابين ماكرين، أظهرا عجز البحوث الإسرائيلية عن تقديم ولو دليل واحد عن وجود إسرائيل القديمة، والمقصود بذلك فترة عصر البطاركة الآباء من إبراهيم _حوالي 2000ق.م حتى سليمان 930 ق.م.
ورغم أن الموضوع عموما يستحق التعقيب بلغة أكاديمية ( لايزال الموضوع قيد الإعداد) إلا أني أغتنم هذه الفرصة لقليل من الكوميديا السوداء!
فما أزال أتذكر كلمة إسحق شامير في إفتتاح مؤتمر مدريد للسلام عندما قال ( أنقل من الذاكرة):نخن (بالخاء) اليهود نعيش على هذه الأرض بدون إنقطاع منذ ثلاثة ألاف سنة (إنتهى) أجل لكنه نسي أن هذا الشعب قد إعتنق الإسلام يوما ما وأصبح فيما بعد: خماس ( بالخاء أيضا) والجهاد وكتائب القسام .. هذا مافات المرحوم شامير قوله. الأهم برأيي أن هذه الأبحاث التاريخية الأركيولوجية توجه صفعة كبيرة لمعتقدات التوحيد، فالأستاذ شلومو يقول (بطريقة فيصل القاسم) يا جماعة:
ليُعلم حاضركم غائبكم، أن إسرائيل كذبة ومملكة داوود وسليمان أقصوصة ( حتوتة عبرية) ؟؟ يا إلهي ماذا نفعل بحق السماء، إن هؤلاء الباحثين ( لعنهم الله) يتجرأون على كلمتك الأزلية؟ فإذا كانت مملكة داوود (وما قبلها) قصصا أسطورية فماذا عسى يفعل المسيحيون ، سيما وأن نبوءات أشعيا وأرميا (من أسفار العهد القديم ) قد وعدت بمخلص من نسل داوود، يصبح ملكا على يهوذا؟ ثم يموت على الصليب وهذه جوهر الفكرة المسيانية، أي أن ولادة المنقذ المخلص المبشّر بملكوت السماء أشترطت أن تأتي حصرا في"بيت داوود"!!
ماذا نفعل يا إلهي؟ وماذا نحن فاعلون إزاء إدعاء علماء الأركيولوجيا (لعنهم الله وملائكته) بأن الناصرة لم تكن موجودة زمن المسيح وإنما بُنيت زمن الحروب الصليبية (قرن12م)!! هل هناك ناصرة أخرى ترعرع وعاش فيها يسوع؟
لكن ماذا نفعل بالموروث الإسلامي الذي صدّع دماغنا بداوود وسليمان. فمنذ الواقدي حتى الهاشمي الحامدي لاتزال قصة إبراهيم وإسحق وموسى ويوسف وداوود ..إلخ محور الرواية الإسلامية. مع ملاحظة أن الإسلام كان دبلوماسيا جدا إذ منحهم جميعا رتبة النبوة وساوى بينهم ( فلم يفرق بين نبي وآخر حتى لايزعلو) بما فيهم الملوك الأسطوريين (أمثال داوود وسليمان ) لابل أنه منح "يوشع" لقب النبوة أيضا علما أنه ( مجرم حرب أسطوري) ثم وجد الإسلام الحل بإدخالهم جميعا دين الإسلام. إبتداء من إبراهيم الذي أصبح مسلما حنيفا، ومعمارا قام بشييد الكعبة؟ (حل معقول)
إن هؤلاء المنقبين في الخرائب القديمة وعلماء تاريخ اللسانيات وتاريخ الأديان المقارن يجلبون لنا المتاعب؟ الويل لهم من غضب الله فإذا ما صدقنا أن داوود وسليمان أسطورتان فماذا نفعل بأحاديث سليمان مع الطير والنمل وماذا عن الجن والعفاريت التي نقلت عرش بلقيس من سبأ إلى بيت المقدس برمشة عين. هل ننكرها هي الأخرى؟ ..يا إلهي إن هذا لأمر فظيع !!
هوامش: مصدر الترجمة:
http://www.thenational.ae/article/20081006/FOREIGN/279853798
ذ.نادر قريط "الحوار المتمدن"
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
شلومو ساند وتقويض خرافة الشعب اليهودي
«حثالة»: صاح بغضب أحد الحضور المتعصبين لإسرائيل والفكر الصهيوني واصفاً شلومو ساند المؤرخ الإسرائيلي الذي قدم كتابه «اختراع الشعب اليهودي» (The Invention of the Jewish People) مؤخراً في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن. ساند أغضب الكثيرين بمحاضرته وكتابه هذا مقتحماً حلقة «المؤرخين الإسرائيليين الجدد» باندفاعة كبرى. ساند اشتغل على كتابه الجديد أكثر من عشر سنوات مدفوعاً بتساؤلاته العلمية والأكاديمية حول عدد من المسلمات «التاريخية» المؤسسة ليس فقط للمشروع السياسي للحركة الصهيونية، بل والتي أصبحت بديهيات «علمية» و «موضوعية» في الثقافة السائدة في إسرائيل وفي الغرب أيضاً.
يقول ساند أنه تساءل دائماً لماذا تحتوي الجامعات الإسرائيلية على أقسام منفصلة لتدريس التاريخ في شكل عام، ثم تاريخ الشرق الأوسط، و «التاريخ اليهودي»، وكأن هذا الأخير منفصل عن بقية التواريخ ويمتاز باستثنائية منفردة. ولماذا يتم ترحيل التوراة، وهي كتاب ديني مقدس، من رف الدراسات الدينية إلى رف الدراسات التاريخية وتصبح بقدرة قادر كتاباً تاريخياً يدرس في الكليات والجامعات والمدارس العلمانية. وهكذا تصبح المادة التاريخية التي من المفروض أن تخضع للبحث والتمحيص العلمي مادة مقدسة ولا مجال لنقضها أو نقاشها، وهي التي يجب أن تُدقق عبر مناهج التحليل والخطاب وتتم تنقية الوقائع التاريخية والحقيقية فيها من الخرافات والأساطير. يعترف ساند بأنه لم يمتلك الجرأة الكافية لمناقشة كل تلك الأفكار في كتاب علمي ونشرها إلا بعد أن حصل على لقب الأستاذية الكامل (بروفسور) بما يضمن له نوعاً من الحصانة الأكاديمية ويجعل من الصعوبة محاصرته ومعاقبته بطرق غير مباشرة. فهو يقول إن الخروج عن «الخط الرئيسي» للتفكير السياسي والأيديولوجي المؤسس لإسرائيل يرتب أكلافاً كبيرة على «الخوارج» حتى لو تم ذلك الخروج في المؤسسات الأكاديمية والبحثية.
الأطروحة الأساسية لهذا الكتاب الذي صدر أولاً بالعبرية ثم بالفرنسية والآن بالانكليزية، ويصدر قريباً بالعربية عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) في رام الله، هي أنه لا وجود لقومية يهودية نقية أو شعب يهودي واحد يعود في أصوله الإثنية والبيولوجية إلى جذر منفرد كما يزعم الفكر الصهيوني. هناك الدين اليهودي وأتباعه ينتسبون إلى قوميات وإثنيات وجغرافيات متنوعة ومتباعدة، ولا يربطهم سوى الانتساب إلى هذا الدين، كما هي حال المسيحيين أو المسلمين أو غيرهم في التاريخ الماضي والحاضر. والمشروع الصهيوني الذي تطورت بذوره في القرن التاسع عشر متأثراً بالقومية الألمانية وبزوغ وتجذر عصر القوميات في أوروبا قام عبر استنساخه التجربة الأوروبية بخلق واختراع قومية يهودية ليست موجودة من ناحية تاريخية وعلمية.
الاختراع الصهيوني لفكرة الشعب اليهودي قام على ركنين أساسيين، ضمن أركان أخرى، ينتميان إلى التاريخ التوراتي غير الممحص، وكلاهما يتعرضان إلى تفكيك وهدم في كتاب ساند. الأول هو فكرة طرد الرومان لليهود سنة 70 للميلاد بعد تدمير الهيكل، وهي التي أسست لأطروحة «الشتات اليهودي» الذي انتشر في أصقاع الأرض، وتطورت في ثقافة ذلك الشتات نوستالجيا «العودة إلى أرض الميعاد». والركن الثاني هو أن الدين اليهودي لم يكن ديناً تبشيرياً، بل ظل محصوراً بالإثنية التي حملته واعتنقته في بداياته، بما يعني أن الشتات الذي رحل إلى مناطق مختلفة من العالم وبقي على قيد الحياة يعود في جذوره الإثنية والقومية إلى القبائل اليهودية الأصلية التي كانت في فلسطين وطُردت منها، وأنه لم تدخل اليهودية أجناس وقوميات أخرى أثرت في نقاء العرق اليهودي. ساند يثبت أن كلاً من هذين الركنين لا يصمد أمام البحث العلمي والتاريخي، وأنهما مجرد تفاسير تلمودية لاحقة لخلق استثنائية يهودية قومية، شيدت على أساسها الحركة الصهيونية مقولاتها المعروفة حول عودة اليهود إلى «وطنهم الأصلي».
وهكذا فإن «الطرد الروماني لليهود» لم يحدث. هذا ما يثبته ساند عبر البحث والتحليل في كل مصادر هذه الرواية التاريخية. إلى ذلك لم تكن فلسطين هي المكان الوحيد الذي عاش فيه اليهود في الفترة الزمنية التي يُنسب إليها حدوث الطرد. وبحسب ساند فإن اليهود الذين كانوا يعيشون في بلاد فارس والعراق ومصر والمناطق المجاورة تجاوزوا الأربعة ملايين، وبطبيعة الحال كانوا أكثر بكثير من يهود فلسطين، بما يعني أن خصوصية المكان، أي فلسطين، تم اختراعها في مراحل لاحقة لتتناسب مع الأساطير التي تأسست.
معنى ذلك أن نظرية «شتات الجنس اليهودي» ليس لها جذر تاريخي، وأن أي وجود يهودي في العالم مرتبط باليهودية كدين وليس كقوم، وهذا يُفسره أكثر تفكيك الركن الثاني لأطروحة وجود شعب يهودي نقي ويعود لعرق موحد. فهنا ينقض ساند فكرة أن اليهودية كانت على الدوام ديناً حصرياً على القبائل التي اعتنقتها في بدايات الدعوة الموسوية، واستمرت كذلك إلى يومنا هذا. حصرية الدين اليهودي ونفي أي نزعة تبشيرية فيه، كما هو الحال في المسيحية والإسلام اللذين أنطلقا لإقناع القبائل والشعوب أينما كانت للدخول فيهما، هو تركيب مسيس لاحق لخلق تاريخ موهوم يخدم مشروعاً أيديولوجياً محدداً ولا علاقة له بالواقعة التاريخية. يسوق ساند إثباتات تاريخية قوية تدلل أن اليهودية لم تختلف عن بقية الأديان التوحيدية (وغير التوحيدية) الأخرى لجهة النزعة القوية الى التبشير وإقناع أفراد وقبائل وشعوب أخرى بالدين الجديد.
وقد انتشرت اليهودية بقوة خلال قرون عدة، وبقيت تتمدد هنا وتنحسر هناك بحسب الظروف السياسية والاقتصادية والعسكرية، لكنها حافظت دوماً على نزعتها التبشيرية والإستقطابية. وكان حوض البحر الأبيض المتوسط هو أهم وأكثف جغرافيا لانتشار اليهودية، التي اعتنقتها قبائل عربية ورومانية وبربرية وحميرية ولم يعد هناك أي بقية ل «النقاء القومي للعرق اليهودي» كما تزعم الأطروحة الصهيونية المعروفة. ويتوقف ساند بإسهاب عند إمبراطورية الخزر على ضفاف بحر قزوين في القرن الثامن الميلادي وكيف اعتنقت الدولة الدين اليهودي كديانة رسمية، وذلك حتى تحافظ على نفسها من الذوبان في الإمبراطورية الإسلامية أو الرومانية. ومثل يهود الخزر المصدر الأساسي ليهود القارة الأوروبية وبخاصة في الشرق منها، وهم لا يمتون بصلة إلى فلسطين أو إلى أي إثنية لها علاقة بالمنطقة. ويسخر ساند إلى درجة الاشمئزاز من بعض التوجهات البحثية في إسرائيل والتي تحاول أن تثبت الأصل الجيني لكل يهود العالم، بالاعتماد على آخر اكتشافات العلوم البيولوجية وال DNA.
ما يريد تأكيده ساند في أطروحته، وهو ما لم يقبله الغاضبون من أنصار إسرائيل الذي صرخوا في وجهه في جامعة لندن، أن تركيب قومية إثنية واضحة المعالم على الدين اليهودي، تنسج على منوال القوميات الأوروبية، كان مشروعاً سياسياً وأيديولوجيا وأطروحاته يجب أن ترى من منظار الأيديولوجيا وليس التاريخ. وهي بعملها ذاك لا تقوم بما هو غير استثنائي من ناحية سياسية وأيديولوجية. وهو يبدأ كتابه العميق بقراءات مطولة واستعراض لنظريات بندكت أندرسون وآرنست غلينر في القوميات ونشوء الأمم، وكيف يتم تخيل واختراع الكثير من المكونات والأساطير ونسبتها إلى التواريخ الماضية والسحيقة بهدف توفير أسس وارتكازات تقوم عليها القوميات الحديثة. وهذه الآلية المحدثة في تخيل أسس نقية وعرقية أو لغوية وثقافية ودينية موحدة وصاهرة للتشكيلات القومية الحديثة تنطبق على معظم إن لم يكن كل القوميات المعاصرة، وتنطبق أيضاً على القومية الصهيونية التي اخترعت تاريخها الخاص باليهودية والتاريخ اليهودي.
لا ينتهي ساند في آخر كتابه إلى تبني أطروحة تنسجم مع ما جاء فيه من تفكيك للمقولات الصهيونية، الأمر الذي أثار ضده انتقادات من معارضي الصهيونية هذه المرة. فهو يقول، وكما أكد في محاضرته اللندنية، أنه غير طوباوي ويؤمن بأن الحل الأفضل للصراع يقوم على أساس الدولتين، على رغم احتوائه على ظلم تاريخي للفلسطينيين. يقول إن حل الدولة الواحدة مريح ضميرياً وأخلاقياً لكنه ليس عملياً وصعب التطبيق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.