تحتضن مدينة سطات الدورة الثانية للمهرجان الوطني ل «لوتار»، مابين الفترة الممتدة مابين 13و15 أكتوبر 2012، الذي تشرف على تنظيمه جمعية المغرب العميق لحماية التراث ووزارة الثقافة بتعاون مع ولاية جهة الشاوية ورديغة. برنامج الدورة الثانية، سيعرف تكريم شيخين من أعمدة فن «لوتار» هما الشيخ عويسة، واحد من أشهر العازفين لهذه الآلة خلال سبعينيات هذا القرن، اشتهر بتطويره لآلة لوتار بإضافة وثر ثالث لهذه الآلة التي لم تكن يتعدى عدد أوتارها اثنين، وبإدخاله لأول مرة التعريجة كآلة إيقاعية مرافقة للوتار. والشيخ أوهاشم بوعزمة، شاعر أمازيغي ينحدر من إقليم الراشيدية، ينظم قصائده مرفوقة بآلة لوتار، وهو من أشهر العازفين بالجنوب الشرقي، بالاضافة إلى الثنائي قشبال وزروال، اللذين اشتهرا في بداية مسارهما الفني من خلال «الحلقة» بالأسواق الأسبوعية لمنطقة الشاوية التي ينتميان إليها. في هذا السياق، اعتبر جلال كندالي، الكاتب العام لجمعية المغرب العميق لحماية التراث، أن «اختيار هذه الوجوه الفنية، جاء نظرا لاعتبارات جغرافية وثقافية، حيث اختير الشيخ عوسية لأهمية إسهاماته في تطوير آلة لوتار، وهو يعيش الآن، وضعا اجتماعيا صعبا جعله ينقطع كليا عن مواصلة مشواره الفني. في حين الثنائي قشبال وزروال ينفردان بخاصية العزف والغناء والفكاهة في آن واحد، وهما من الرعيل الأول لهذا التراث. أما أوهاشم بوعزة، فهو اسم معروف على المستوى الوطني، لكن إسهاماته الشعرية الغنائية في منطقة الجنوب الشرقي للمملكة جعلت منه أحد أعمدة هذا الطرب، مما دفعنا كمنظمين لهذا المهرجان إلى الالتفات إليه وتقديمه للجمهور وللشباب على الخصوص، إذ يمثل المدرسة الامازيغية لهذا الفن، وبذلك يكون المهرجان قد وازن بين شيوخ آلة لوتار عبر تراب المملكة»، مضيفا «أن تنظيم مهرجان وطني ل «لوتار» ، جاء كمحاولة لرد الاعتبار لهذه الآلة التي رافقت أجيالا من «شيوخ العيطة» بمختلف أشكالها وأنواعها وتجلياتها، فإذا ما استثنينا بعض الأسماء التي لا زالت متشبثة بهذه الآلة للتعبير عن فن مغربي أصيل مثل الشيخ جمال الزرهوني والفنان عابدين وقشبال وزروال وأسماء قليلة أخرى، فإن استعمال هذه الآلة أصبح يعرف تراجعا». هذا، وستعرف الدورة الثانية، مشاركة 15 فرقة، بمعدل ثلاث سهرات ستحتضنهما سطات، بالإضافة إلى فقرة التكريم ستنظم بمناسبة المهرجان ندوة في موضوع «لوتار كآلة موسيقية وكتعبير ثقافي» بمشاركة كل من حسن نجمي، حسن البحراوي، مصطفى بنسلطانة، سالم كونيدي، ومعرض لآلة لوتار والكنبري، سيعرف عرض مختلف أصناف آلة لوتار كآلة موسيقية في فن الملحون والعيطة والطقطوقة الجبلية والأغنية السوسية والصحراوية... جانب آخر، سيتم تقديمه خلال هذه الدورة، هو إسهام الشباب عازفي هذه الآلة الذين تم اختيارهم عبر مباراة نظمت بهذه المناسبة، حيث سيتم تقديم لجمهور الدورة الثانية «سمفونية شبابية»، إسهاما من المهرجان لإعطاء نفس جديد لهذا الفن وجعله ينمو ويتطور مع وجوه شابة (أقل من 24 سنة) قادرة على ضمان استمرارية هذا الفن وصيانة آلة «لوتار» . ومن فقرات هذه الدورة، أيضا، تقديم سمفونية «الأطلس» برئاسة ادريس الكيسي، وهي معزوفة أطلسية تغنى جماعة بمشاركة أكثر من عشرة عازفين لوتار.