تصريحات الفقيه الريسوني لا يمكنها أن تمر مرور الكرام، ولا يمكنها أن تقف عند إبداء الوعظ والمشورة بقدر ما تتجاوز ذلك الى مرحلة التعبئة ضد جزء من الدولة. فقد كان الفقيه صريحا وهو يجرم جزءا منها، بل يذهب الى حد اتهام أن الدولة «رهينة» في يد الملحدين ، إذا ما فسرنا قوله بالتغلغل أي السطوة والقدرة على الإمساك بتلابيب الدولة وتوجيهها. كما اتهم الإعلام بوقوعه في يد الملحدين، وهي مقدمة، لا بد أن تنضاف إليها مواقف أخرى، للمزايدة والبحث عمن يكون الأكثر قدرة على التكفير والتجريم والتحريم ...الخ. نحن أمام موقف غير مسبوق يتطلب بالفعل أن تدافع الدولة عن نفسها، وهي الدولة التي تقوم بمقتضى الدستور ومقتضى إمارة المؤمنين على قاعدة إسلاميتها وقاعدة شرعيتها الدينية. الموضوع أخطر من أن يدرج في سياق العمل الصحافي، إن الفقيه عائد من السعودية لكي يقوم «بالفتح» مجددا!!.