انطلقت الأسبوع الماضي ليلا بشارع طارق ابن زياد بالعرائش الدورة السادسة لمهرجان ليكسا بالعرائش بحضور فنانين مغاربة وتونسيين وفرنسيين وفعاليات سياسية ومدنية وإعلامية وطنية ليشاركوا في حفل الافتتاح والاحتفاء برائد المسرح الفردي الفنان عبد الحق الزروالي . وخلافا للدورات الخمس السابقة التي افتتحت إما بفضاء برج اللقلاق أو بقاعة سينيما أبينيدا، تميزت هذه الدورة بافتتاحيتها في الهواء الطلق بعرض مسرحية «العرائش بعين الغريب وفي قلب عاشقها» للفنان خالد ديدان . وتحكي المسرحية قصة هرقل والتفاحات الثلاث عبر راو يربط الحاضر بالماضي ويمزج الخيالي والأسطوري بالواقعي معتمدا في ذلك على السينيما والمؤثرات المسرحية في إطار ما يسمى ب«مسرح الشارع»، مستحضرا في هذا الصدد التراث الشعبي والصوفي بالمنطقة وموظفا في هذا السياق قصص للا منانة والابتهالات الصوفية للولي الصالح مولاي عبد السلام إلى جانب الروبورتاج والرقص والأناشيد. العرض استغرق حوالي ساعة من الزمن شد خلالها المخرج أنفاس الجماهير الحاضرة والمتعطشة لأبي الفنون، خصوصا وأن العرض أقيم في الشارع في الهواء الطلق وهي تجربة كانت محفوفة بالكثير من المخاطر إلا أنها في نهاية المطاف نجحت في مسعاها وأضفت على هذه الدورة بعدا جماليا متميزا كان غائبا في الدورات السابقة. وخلال هذا الحفل الافتتاحي المتميز تناول الكلمة الفنان عبد الحق الزروالي وأبرز مكانة العرائش في عمقه الإنساني، كما أشار إلى أهمية مهرجان ليكسا في الخريطة المسرحية الوطنية، مشيدا بمجهودات هذه المجموعة من الشباب التي تحدت الصعوبات لتقديم فرجة فنية راقية لجمهور مدينة العرائش العزيز على ضيف المهرجان . وفي تصريح لمدير المهرجان الأستاذ محمد الكراب خص به الجريدة أوضح أن هذه الدورة تميزت بالاحتفاء بالمسرح الفردي وتكريم رائده عبد الحق الزروالي، كما تفردت هذه الدورة في نسختها السادسة في رأيه بالافتتاحية التي أقيمت في الهواء الطلق في الشارع إضافة إلى توقيتها الذي يتزامن مع شهر رمضان المعظم وهو توقيت له خصوصيات على مستوى التنظيم لذلك فان هذه الدورة في رأيه تتطلب مجهودات خاصة وإمكانيات استثنائية ناهيك عن التنوع في العروض سواء من تونس أو من فرنسا أو من المغرب مع الاستحضار الكبير لنوع المسرح الفردي . من جانبه أشار الفنان خالد ديدان في تصريحه للجريدة أن مدة عرض مسرحية «العرائش في عيون الغريب وفي قلوب ساكنيها» حوالي خمسة وخمسين دقيقة وهو عرض متنوع حسب هذا الفنان استثمرت فيه مجموعة من الأمور تخص الذاكرة الثقافية لمدينة العرائش تهم الخرافة المتجسدة في أسطورة هرقل والموقع التاريخي لليكسوس والنبش في للا منانة على مستوى العقيدة الدينية. هذه العمليات كلها أفضت إلى الاهتمام بالبحار العرائشي ومكانته في المغرب لينتهي هذا العمل الفني باستعراض عمل جمعية ليكسا للمسرح في الخمس السنوات الماضية عبر الفيديو وعبر الصورة والملصقات لمهرجان هذه الجمعية إضافة إلى الأغنية الختامية التي ستبقى شعار الدورة السادسة. وبخصوص الفرق المشاركة في هذا العرض الافتتاحي أوضح خالد أن أربعة مدن شاركت فيه هي مدن سلا والقنيطرة والدار البيضاء إضافة إلى مدينة العرائش وهو عمل يمكن اعتباره مزهرية فنية تمنى أن تكون قد أمتعت الجمهور الحاضر