أكد السيد كوسرت رسول علي نائب رئيس إقليم كردستان العراق أن مستقبل كردستان الكبرى، رهين بتعميم الديموقراطية على كل البلدان التي توجد فيها شعوب الكرد، مما سيساهم في حل المسألة الكردية، مشيرا إلى وجود لهجات كردية متنوعة في كل بلد، إذ يتحدث كرد إيران مثلا لهجة مخالفة لكرد تركيا وسوريا والعراق، لكنهم جميعهم يتفاهمون فيما بينهم ويستطيعون التواصل. وأضاف نائب رئيس الإقليم في إجابة عن سؤال حول تقييمه للواقع الكردي في الإقليم، أن إقليم كردستان يتمتع بالاستقرار والتنمية الدائمة وحرية الرأي وإقرار حقوق الإنسان، وحرية المرأة، ويشتغل في إطار الدستور العراقي، كما أنه في ظل هذا الاستقرار يرنو إلى تحقيق الرفاهية والرخاء. وعن سؤال حول كيف ينظرون إلى علاقة العرب بالكرد على ضوء التجمع العربي لنصرة القضية الكردية الذي انعقد بمدينة أربيل عاصمة كردستان العراق، اعتبر أن أمر المؤتمر مسألة جيدة جدا، وهو يعبر عن مساندة العرب للشعب الكردي «ونحن نفتخر بذلك»، مشيرا إلى أنه ربما كان من الأفضل لو عقد المؤتمر في دول عربية مثل لبنان أو مصر. وبخصوص الدعم الدولي لإقليم كردستان، أجاب كوسرت رسول نائب الرئيس، أنهم في حاجة لدعم معنوي أكثر منه مادي، ف»إقليم كردستان غني بنفطه ومعادنه»، وإن ما يهمهم في الواقع هو الدعم المعنوي، والتعرف عليهم وعلى قضيتهم، ومن ثم جلب الاستثمارات الخارجية لنماء الإقليم. وعن سؤال حول إمكانية إحداث جمعية الصداقة الكردية الأمازيغية، قال إن رئاسة الإقليم مع جميع حركات التحرر في العالم، وأنها ستكون مستعدة لتوطيد العلاقات مع الشعب الأمازيغي واستدعائهم كضيوف ودعم جمعية الصداقة على جميع المستويات. للإشارة فكوسرت رسول يشغل أيضا منصب نائب رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه رئيس العراق الحالي السيد جلال طالباني، كما أنه شغل منصب رئيس الحكومة المحلية لكردستان حتى سنة2001. وللتذكير، فقد حصل إقليم كردستان على حكم ذاتي شكلي سنة 1970، وفعلي سنة 2003، ورغم الصراعات التي حدثت في غضون ذلك مع السلطة المركزية، والتي بلغت درجة محاولة إبادة جماعية للكرد من طرف جيش العراق، خاصة في سنة 1988، فيما عرف بحملة الأنفال، وانتفاضة الشعب العراقي على صدام حسين سنة 1991، واضطرار عدد كبير من الكرد إلى الفرار الجماعي إلى إيران وتركيا، قبل إنشاء منطقة حظر الطيران بعد حرب الخليج الأولى في العام ذاته لتسهيل عودة اللاجئين الكرد. وتنظر كردستان العراق إلى نفسها كجزء لا يتجزأ من العراق الموحد. وكردستان العراق عبارة عن ديمقراطية برلمانية يحكمها الرئيس مسعود البارزاني، الذي انتخب سنة 2005 وأعيد انتخابه في عام 2009 ، ويقع الإقليم في ثلاث محافظات هي أربيل والسليمانية ودهوك، ويأخذ سنويا حصة 17 في المائة من مداخيل الدولة العراقية، ويوجد على مساحة 40 ألف كيلومتر مربع، رغم أن المساحة أكبر من ذلك، بالنظر إلى وجود أراض كثيرة مستقطعة من الجسد الكردي، تم إسكان العرب فيها، مثل كركوك وخانقين وسنجار وغيرها. ويتجاوز عدد سكان إقليم كردستان الخمسة مليون نسمة.