عبر بعض سكان حد بوحسوسن عن استغرابهم الشديد حيال إقدام مسؤول بالمجلس الإقليمي على مفاجأة الجميع، عقب حضوره في تظاهرة بيئية بخنيفرة، باستبشار الناس خيرا بقرب إحداث "نافورة عظمى" وسط مدينة خنيفرة، و في ذات السياق أكد أن هذا الإقليم الذي "حباه الله بموارد طبيعية هائلة سينخرط في عدة أوراش تنموية"، متناسيا أو متغافلا أن جماعته الأم، تفتقد ساكنتها لأبسط شروط العيش الكريم، إذ لا وجود لمستوصف بمفهومه الحقيقي، ولا وجود لقاعة الولادة أو حتى لأبسط وسائل العلاج، سيما وأن هذه المنطقة تعيش صيفا حارا على إيقاع تعرض العديد من المواطنين للسعات و لدغات الأفاعي والعقارب ولشتى أنواع التسممات، على حد تعبير أحد السكان من رجال التعليم، هذا الأخير الذي زاد معبرا عن امتعاضه إزاء إقصاء القرية من حقها في الولوج إلى شبكة الانترنيت، وإزاء البطء في أشغال تأهيل الشارع الرئيسي وانعدام البنيات التحتية الأساسية. ولم يفت مصدرنا الغاضب الإشارة بمرارة ل"تدفق مياه قنوات الصرف الصحي بعدة أحياء القرية"، خاصة بالقرب من القنطرة في اتجاه بلدة "اعوينات" والتي يعبرها "معالي الرئيس الإقليمي" جل أيام الأسبوع بسيارته دون اكتراثه بمنظر المياه الملوثة المضرة بصحة وبيئة الساكنة، وما تستقطبه روائحها الكريهة من حشرات، ورغم ذلك لم يحرك أدنى ساكن بخصوص هذه الآفة وبباقي الآفات التي تعاني منها هذه القرية المحكومة بمظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي، اللهم بعض المشاريع المعدودة على رؤوس الأصابع والمحسوبة على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ولو أن بعض الرؤساء لا يخجلون من نسب هذه المشاريع إلى رصيدهم الهزيل عوض الاهتمام الجدي بمبادئ المقاربة التشاركية مع الفعاليات المحلية لتدارس القضايا الحيوية وانتظارات وحاجيات المنطقة التي تزخر بموارد طبيعية هامة وساكنة نشيطة، إلا أن واقع الحال يغني عن السؤال والجواب.