الجهة الشرقية من بين الجهات الأكثر تعرضا للدغات العقارب والأفاعي حالات التسمم بسبب لدغات العقارب والأفاعي تشكل مابين 50% و60 % من مجمل حالات التسمم بالمغرب، إلى جانب آثار سلبية من نفقات وتدخل طبي مكلف سواء داخل المستعجلات أو بأقسام الإنعاش الطبي وما يتطلب ذلك من عناية طبية ضرورية، لكل حالة على حدة حسب درجة الإصابة. لهذا وجب التحسيس، وتوعية المجتمع المدني والطبي من أجل الحد من هذه اللسعات واللدغات الخطيرة ومواجهة أعراض التسمم بطرق طبية سليمة مع محاربة كافة أشكال التدخلات التقليدية والتي غالبا ماتسبب في مضاعفة المخاطر مثل «التشريط، المص، شد أماكن اللدغ بواسطة أحزمة....» بل يجب الاتصال بأقرب نقطة صحية ، إضافة إلى الاتصال المباشر بالمركز الوطني لمحاربة التسمم ومع إمداد الطاقم الطبي بكافة المعطيات المرتبطة بكل حالة بدءا من تحديد نوع العقرب أو الأفعى مع الاحتفاظ بها، الإدلاء بالأعراض وتداعيات اللدغة وآثارها على المصاب، خاصة، أن الفئة العمرية الأكثر تعرضا لهذه اللدغات هي الأقل من 15 سنة. ومن جهة أخرى ،إذا نظرنا للخريطة التي تحدد الجهات الأكثر تعرضا لهذا النوع من التسمم وطنيا وجهويا وإقليميا نجد جهة سوس ماسة درعة، والجهة الشرقية وكذا جهة تادلة أزيلال،خاصة كلما ارتفعت درجة الحرارة. وقد حددت الدراسات كذلك الأصناف من العقارب والأفاعي المتواجدة بكل منطقة، مع تحديد درجة خطورة كل صنف على حدة ونوع المصل المضاد، رغم عدم توفر العديد من الأنواع في حين تظل لدغات بعض الأفاعي والمتواجد البعض منها بجهة تادلة أزيلال مميتة مع غياب مصل مضاد، وخصت الدراسة بالذكر أفعى : الدابويا، بيتس أريطانس، كوبرا نجاحاج، واعتبرتها أفاعي مهاجمة ومميتة من أصل 08 أصناف أخرى متواجدة بالمغرب ولها تقريبا نفس الخطورة، في حين يظل مابين 20 و 25 نوعا لا تشكل أية خطورة، وحسب نفس الإحصاء فإن عدد أنواع الأفاعي بإفريقيا يصل إلى حوالي 400 صنف. هناك كذلك ضرورة تفعيل كافة آليات التواصل للتحسيس والتوعية، إضافة إلى خلق خلايا طبية تعنى بمحاربة هذه التسممات، وأطقم طبية خاصة داخل المستعجلات خلال فترات ارتفاع درجة الحرارة لمواجهة الحالات الحرجة. وعلى كل الجهات المعنية والقيمين على الشأن الصحي - إعطاء العناية لهذا النوع من التسممات ووضع إستراتيجية مندمجة والمخطط الصحي الوطني 2012/2016 - عقد شراكات مع كافة المتدخلين وخاصة الجامعات والكليات - توسيع قاعدة التحسيس من خلال برامج ومناهج تربوية داخل المؤسسات التعليمية - إجبارية مسك المعطيات والإحصائيات داخل المراكز الصحية والاستشفائية مع تحيينها - تسطير برنامج جهوي تحسيسي في إطار مقاربة تشاركية - تكوين فاعلين في مجال التسمم - توفير الوسائل والإمكانيات لضبط المعطيات والأرقام والإحصائيات. - تفعيل المقاربة التشاركية بين وزارة الصحة وكافة المتدخلين - - وضع مخطط عمل على مستوى كل إقليم تستهدف النقط التي تسجل أكبر عدد من الحالات، وذلك من خلال القيام بورشات تحسيسية بالقرب من الساكنة. ومع كل هذاندعو الجميع إلى ضرورة الوقاية والحذر من هذه اللدغات والتي تتوزع إلى صنفين : لدغة بدون أن يحصل التسمم، واللدغة التي يترتب عنها التسمم والتي تتضح من خلال أعراض كلينيكية وهذه الأخيرة تتطلب مايلي : - نقل المصاب على وجه السرعة لأقرب قسم إنعاش. - تجنب كافة الوسائل التقليدية خاصة وأن المواطنين بإمكانهم ربط الاتصال المباشر بالمركز الوطني لمحاربة التسمم بواسطة الهاتف الأخضر المجاني مع التتبع المسترسل لكل حالة على حدة. - توفر الدواء بالمجان والكفيل بمعالجة حالات كثيرة بأقسام الإنعاش على الصعيد الوطني.