في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات بضرورة إصلاح شامل وموضوعي لمنظومة التعاضد، وكيفية تسيير الشأن التعاضدي، تسعى بعض الجهات إلى الحفاظ على الوضع الحالي من خلال تثبيت أساليب العقلية المتحجرة والقمعية واللامبالاة والمواجهة بالتهديد والوعيد وبالتالي إخلاء سبيل المنخرطين دون تحقيق مصالحهم. النموذج الفاسد هذه المرة من فرع مراكش والذي يشكل النقطة السوداء لجل منخرطي التعاضدية العامة لموظفي التعليم كلما وطئت أرجلهم هذا المقر من أجل قضاء مآربهم وكأنهم في ضيافة معتقل. معاناة واستخفاف أحيانا ومشادات يومية بسبب غياب تواصل حقيقي وغياب مسؤولية واقعية للواجب وبالتالي تكريس الإدارة الفاشلة والعبث بمصالح المنخرطين. شكايات وشكايات لم تجد من يصغي إليها في غياب مجموعة من المقومات التي تجعل من هذا القطب الحيوي شريانا للإصلاح، وقاطرة حقيقية لتحسيس رجل التعليم بحقه في الاستفادة من خدمات فرع التعاضدية العامة لموظفي التعليم بمراكش وعدم تبخيس حقه. المشاكل بالجملة حيث عاينت «الاتحاد الاشتراكي» يوم الجمعة الماضي مشادة كلامية بين أحد الموظفين بالفرع ومنخرطين يودون إيداع ملفاتهم المرضية بالمكتب المذكور ،حيث اصطدموا بفراغ جل المكاتب من الموظفين وعدم مراعاتهم للتوقيت الإداري المعمول به وطنيا، وبالتالي تضيع مصالح المواطنين. ففي غياب أي مسؤول للاستفسار تتوجه جموع المنخرطين لمكتب وحيد به موظف، هذا الأخير الذي انزعج من تقاطر المنخرطين وصب جام غضبه على الجمع الغفير، مذكرا إياهم أن لا موظف بالمصلحة وأنه غير مستعد لاستقبال أحد أو حتى الإنصات لشكاياتهم في غياب مسؤول مباشر عن الفرع والكفيل بحل هذه المشاكل. «الاتحاد الاشتراكي» والتي حضرت الواقعة استفسرت أحد المنخرطين حول أسباب الخلاف وكانت الصدمة أن معظمهم من مدن مجاورة وملفاتهم مستعجلة، وبالتالي ضياع مسلسل الإجراءات وحقهم في الاستفادة، ناهيك عن الجهد والوقت والذي يلزم للحضور إلى مكتب يبعد بمئات الكيلومترات عن مقرات عملهم. غياب مسؤول فعلي عن الفرع وتحميل فرع التعاضدية العامة لموظفي التعليم بمراكش لملفات ثلاث جهات جغرافية، إضافة إلى نقص حاد في الموظفين وغياب تواصل سلس مع المنخرطين، إضافة إلى أن ثقل الملفات والتي تعد بالآلاف يشكل عقبة حقيقية أمام مصالح المنخرطين وهو ما يستوجب الوقوف على الثغرات بهذا الفرع، وملامسة معاناة الواردين عليه من مدن بعيدة وتحيين وضعيات مستعصية والتي تشكل الحلقة المفرغة وضحيتها منخرطون أبرياء يؤدون واجباتهم بانتظام، واقتطاع من رواتبهم لصالح التعاضدية لكن بدون مقابل ولو بتواصل رحب، مع العلم أن جهة مراكش تانسيفت الحوز بلغ مجموع قاعدة منخرطيها 10،65 في المائة على المستوى الوطني، أي أن مجموع منخرطيها أزيد من 34000 ، هذا يعني أنها تأتي في المرتبة الثانية بعد الدارالبيضاء الكبرى بنسبة 15،65 في المائة، وهو التناقض الحقيقي حيث مستوى الخدمات لا يعكس حجم المنخرطين وانتظارا تهم. طوابير الانتظار بالساعات، الحصول على بطاقات يزيد عن الستة أشهر، المطبوعات الخاصة بالملفات المرضية تسلم بالتنقيط هذا إن وجدت، ظروف مزرية وتوقيت مبهم لتمرير العشوائية في التواصل والانضباط وبالتالي ضرب مصالح المنخرطين والذين يواجهون بالوعيد والتهديد إن أقدموا على وضع الأصبع على ثغرات اللامبالاة، فهل سيتم إيقاف هذا النزيف؟