خلافا لكل التوقعات فقد مر الجمع العام الاستثنائي في أجواء عادية رغم بعض الانفلاتات في إحدى لحظات الجمع، وتبين للمخرطين أن بطل هذا الانفلات مدفوع من قبل إحدى الجهات الراغبة في عدم إكمال أشغال الجمع وتأجيله إلى موعد لاحق، فتم تطويق المشكل وإخماد الفتيل لتعود الأجواء إلى طبيعتها وتستمر المناقشة. قبل انطلاق أشغال الجمع كان عدد من المنخرطين يدعون إلى تلطيف الأجواء وربح الوقت، والتصدي لكل محاولات إفشال الجمع العام خدمة للرئيس الجديد، وحبا في مصلحة الرجاء، سيما وأن مرشحا واحد للرئاسة ينتظر لحظة انتخابه بعد انسحاب المنافسين الثلاثة الذين قرروا مقاطعة الجمع . انطلاق الجمع كان بتلاوة سورة الفاتحة ترحما على روح اللاعبين الزروالي حمزة وموسى وبعض المحبين. وجاءت كلمة الرئيس عبد السلام حنات مقتضبة دعا من خلالها الحاضرين إلى التحلي بالروح الرياضية، داعيا إياهم إلى رسم صورة حضارية، كي يمر الجمع في أجواء هادئة.. ليترك بعد ذلك الكلمة للكاتب العام محمد سيبوب الذي لخص فقرات التقرير الأدبي المكون من ثلاثين صفحة في فترة زمنية قصيرة. وركز في تدخله على مسيرة الفريق خلال الموسم الكروي الذي ودعناه، مذكرا برتبة الرجاء فوق خريطة الترتيب العام، وإقصائه من منافسات كأس العرش في أول دور وإقصائه المبكر أيضا من منافسات عصبة الأبطال الأفارقة، ولم يفته التذكير باللاعبين الوافدين والذين تم تسريحم سواء على سبيل الاعارة أو بصفة نهائية، ولم يفت الكاتب العام الاشارة إلى عملية تهجير بعض لاعبي مركز التكوين من قبل سماسرة الهجرة في ظروف سرية وغامضة. وأشار محمد سيبوب في تقريره الأدبي، إلى قضايا النزاعات المعروضة على أنظار محاكم التحكيم الرياضي، كقضية محسن ياجور وملف عبد الرزاق طراوري، وقضية يونس الحواصي وملف خالد السباعي. التقرير المالي كان مختصرا جدا وأوضح أمين المال محمد اغنينو من خلال تلاوته أن المصاريف فاقت المداخيل، وأن فريق الرجاء سجل عجزا ماليا فاق أربعمائة وستين مليون سنتيم، وأشاد بارتفاع مداخيل الانخراط من 140 مليون سنتيم إلى 280 مليون سنتيم، وعزا ذلك إلى الرفع من مبلغ الانخراط إلى عشرين ألف درهم. واعترف أمين المال بتقلص مداخيل المباريات وتقلص أيضا مداخيل مدرسة كرة القدم والاستشهار. وبالنسبة للمراقب المالي خلال عملية الافتحاص فقد سجل خمس ملاحظات على التقرير، ما يعني بأن اختلالات شابت عملية التدبير المالي خلال الموسم الكروي الذي ودعناه قبل ثلاث أسابيع. مناقشة التقريرين الأدبي والمالي لم ترق إلى المستوى المطلوب، باستثناء ثلاثة أو أربعة تدخلات، وركز فيها المتدخلون على غياب التواصل بين المكتب المسير والمنخرطين والانتدابات التي لم تكن موفقة والمبالغ المالية الكبيرة التي صرفت في المعسكرات التدريبية وعدم التعاقد مع أي مستشهر خلال موسم كامل. واعتبر أحد المتدخلين البذل الرياضية المخصصة لأطفال مدرسة الرجاء غير لائقة وغير مشرفة وتم اقتناؤها بثمن بخس، ولم يكلف نفسه عناء إشهار نموذج بذلة أمام الحاضرين وتساءل أحد المتدخلين عن نسبة الفائدة التي يجنيها الوسيط من مداخيل الاستشهار، واعتبر هذه النسبة مبالغ فيها مادامت تفوق نصف المداخيل. أحد المتدخلين وجه سهام الانتقادات للرئيس حنات متهما إياه بالدخول دائما في صراعات مع المنخرطين سواء خلال الولاية الأولى أو الثانية، ووصف الصفقات التي أبرمها حنات مع المدربين هنري ميشال وبلاتشي ومارشان بالفاشلة، واعتبر التعاقدات مع لاعبين وافدين غير مجدية، ودعا إلى عرض التقرير المالي على القضاء. أجوبة الرئيس عبد السلام حنات التي جاءت مباشرة بعد كل تدخل، كانت تارة مقنعة، وأخرى على شكل اعتراف، لكن الأهم في ردود حنات هو سعيه إلى تلطيف الأجواء وتفادي التشنجات والحرص على إخماد أي فتيل قبل اندلاعه. الرئيس حنات كان ذكيا في امتصاص غضب بعض المنخرطين، وكان هادئا وهو يستقبل مهام الانتقادات، وختم أجوبته بمطالبة كل الحاضرين بالسماح له وداعيا في ذات السياق المنخرطين إلى التعاون مع الرئيس الجديد خدمة لمصلحة البيت الرجاوي ونسيان الموسم الأخير الذي عرف العديد من التصدعات، بدءا بالمسيرات والاحتجاجات مرورا بجمع التوقيعات، والمطالبة بإقالة المكتب ورحيل الرئيس وصولا إلى الدعاوى القضائية.. انتخاب الرئيس الجديد بعد المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، دون تسجيل أي تحفظ خلافا لما كان متوقعا، حيث راجت أخبار تفيد بتعليق التقرير المالي، لكن جميع المنخرطين الحاضرين، فضلوا طي الصفحة، وإعلان انطلاقة جديدة مع رئيس جديد. ومباشرة بعد انسحاب أعضاء المكتب المسير من المنصة، قرر ممثل الجامعة انتداب أكبر منخرط وأصغر منخرط لتسيير الجلسة، ومادام الجمع يعرف مرشحا واحدا لرئاسة الرجاء، بعد انسحاب المرشحين الثلاثة، بل مقاطعتهم اشغال الجمع، انتخب محمد بورديقة رئيسا جديدا وهو بالمناسبة أصغر رئيس في تاريخ الفريق الأخضر، حيث لا يتجاوز عمره ثلاثين سنة. ومباشرة تسلمه مشعل الرئاسة أكد محمد بودريقة في تصريح خص به بعض وسائل الإعلام بأن له برنامجا طموحا، وهو نفس البرنامج الذي سبق أن عرضه قبل موسمين حين ترشح كمنافس لحنات، لكنه استدرك بأن بعض التغييرات ستطرأ على برنامجه السابق ، موضحا في السياق ذاته «بعد مرور سنتين، تغيرت أشياء كثيرة داخل منظومة كرة القدم الوطنية، وداخل فريق الرجاء، ولزاما علي أن أعدل برنامجي وفق المتطلبات والأهداف التي سنرسمها. ولم يفته التأكيد أنه سيشرع في عمله منذ لحظة انتخابه، وسيسابق الزمن في التفاوض والتعاقد، وفضل بورديقة عدم الكشف عن أسماء بعض اللاعبين الذين اتصل بهم لتعزيز صفوف الرجاء، كما رفض ذكر اسم المدرب الذي سيتعاقد معه، وإن كان امحمد فاخر مرشح فوق العادة للعودة إلى بيت الرجاء، وأوضح بودريقة في معرض أجوبته التي كانت مقتضية «كل شيء سيتم الإعلان عنه في وقته، لقد أعطيت لي صلاحية تشكيل مكتبي، ومهمتي الآن تكثيف الاتصالات مع بعض الاعضاء لخلق مكتب مسير منسجم وطموح..».