«... بالفعل اختارني الجمع العام من جديد رئيسا للفريق، وأدرك جيدا أن المرحلة ستكون أصعب نظرا للأوراش المفتوحة في مدار كرة القدم الوطنية، وتفرض الانطلاق في العمل بداية من اليوم الموالي للجمع العام.. وهناك ما هو عاجل وخاصة البحث عن مدرب ودخول السوق من أجل جلب لاعبين في مستوى ما يحتاجه الفريق.. وهذا يفرض تكثيف الاتصالات. الجمع العام مر بطريقة ديمقراطية، رغم ما حملته بعض المداخلات، وبالمناسبة أشكر السيد سعيد حسبان على ضمه أصواته إلي وانسحابه لصالحي، كما أشكر محمد بودريقة لأنه شاب طموح لم يحالفه الحظ، والوقت أمامه ويمكن أن يكسب تجارب وخبرات ميدانية. وشخصيا لم أدخل أي صراع، ولم أكن متسابقا. هناك مجموعة حملت شعار الشباب ومجموعة أخرى قالت لا واعتبروها مرحلة الخبرة والتجربة، لولوج الإحتراف وتحسين وضع الفريق في الرهانات الجديدة، ولذلك كنا أمام تيارين، وجئت تلبية لرغبة عدد كبير من المنخرطين والجمهور وقدماء المسيرين جميعهم كانوا وراء عودتي. وبدوري أعود لتلبية هذه الرغبة، وسيكون ذلك دون شك على حساب صحتي وعائلتي وأشغالي، وكل شيء سيهون في حب الرجاء...» التصريح للسيد عبد السلام حنات مباشرة بعد انتخابه رئيسا، عائدا لأحضان فريقه الأخضر، رغم أنه لم يبتعد عنه طيلة المدة التي غادر فيها منصب الرئاسة، وهو الاختيار الذي جاء لينهي خلافات عديدة عصفت بالبيت الأخضر. فقد عجل مسؤولو فريق الرجاء بعقد الجمع العام وحددوا موعده مباشرة عند انتهاء مسار الدوري الوطني، وتحرك برلمان الفريق لتحضير مكتب مسير مادام عبد الله غلام قد أعلن تخليه عن الرئاسة. وفي اليوم الموعود وقف المنخرطون في محطة تاريخية للتأمل في قيمة المنتوج التربوي والرياضي لفريقهم ومدى استعداده لدخول الاحتراف وفق ما يتهيأ من تشريع. فخلال أكثر من ست ساعات وتنسيق من امحمد أوزال من موقعه في رئاسة المكتب المديري، دار النقاش بدرجات حرارية متفاوتة ووجه جل المتدخلين العتاب والانتقادات إلى الرئيس ومن معه، واتضح أن تراكم القضايا وبروز مشاهد التوثر عوامل تترجم انقطاع حبال التواصل وغياب اللقاءات بين المكتب المسير والمنخرطين وحتى بين المسيرين؟ واختار مجموعة من المنخرطين الاحتجاج على تأخير تحضير التقريرين بردهما إلى المنصة، وطرحهما أمام الرئيس قبل انطلاق الجمع وهي سابقة في جمع الرجاء وجموع فرق كرة القدم؟ وقد علل عبد الله غلام التأخير بحصر الحسابات في 31 ماي وانعقاد الجمع العام في رابع يونيو؟ أشغال الجمع سجلت حضور 229 منخرطا من بينهم 37 جدد وانطلقت بافتتاحية للرئيس، ثم تلاوة التقرير الأدبي الذي تضمن جردا لأنشطة الرجاء مع النتائج. كما بين التقرير المالي بالأرقام أن تكاليف الرجاء في هذا الموسم بلغت 34 مليون درهم. وفي صندوق الفريق فائض مالي يناهز مليار سنتيم. وفي مرحلة النقاش أثار المنخرطون المتدخلون مجموعة من النقائص ونبهوا المكتب المسير الى المشاكل التربوية وغياب الانضباط اضافة الى هزالة النتائج على صعيد جميع الفئات العمرية، واتهموا المسيرين بالتقشف في تعزيز الفريق بلاعبين مميزين لتقوية تشكيلته. ومن بين الذين ناقشوا التقريرين المسير المستقيل منصف أبيض الذي كشف أسباب ابتعاده، وأشار الى وجود من يسيء الى الفريق في حرم التسيير، وختم معلنا أن الرجاء ينبغي أن تبقى للرجاويين حتى لا يصبحوا غرباء فيها. وناشد المنخرطين والرجاويين عامة بحماية الرجاء وأن لا يبيعوها وبثمن بخس. في فترة الاقتراع وبتسيير من أمحمد أوزال، صادق الحضور على التقريرين برفع الأيدي، وانتقل الجمع لاختيار رئيس من بين المرشحين الثلاثة: عبد السلام حنات، سعيد حسبان ومحمد بودريقة. وقدم المرشحون برامجهم وعرضوها على الجمع، وهناك أعلن سعيد حسبان سحب ترشيحه وضم صوته الى المرشح عبد السلام حنات الذي بقي في التنافس مع محمد بودريقة. وأفرز الانتخاب عبد السلام حنات برئاسة الفريق بإحرازه 137 صوتا مقابل 57 صوتا لمنافسه محمد بودريقة. وانفض الجمع في الساعة الثانية والنصف من صباح يوم الجمعة. فهل بانعقاد الجمع وتحريك التغيير تكون الرجاء قد وجدت الحل وستكون في مستوى الرهانات المقبلة. لقد صب برلمان الرجاء انتقادات كثيرة مقرونة بالعتاب على رئيس الفريق رغم إنهاء الدوري الوطني في الرتبة الثانية، وعبد السلام حنات يدرك جيدا ما ينتظره في مرحلة تفرض دعم الجميع. وقد أعلن أنه سينطلق في العمل دون تأخير لمواجهة الأولويات مع تحضير تركيبة المكتب المسير. عودة الهدوء إذن للبيت الرجاوي، بعد نهاية موسم صاخبة، فهل يعود مسلسل النتائج الإيجابية؟...