تدشين مرحلة جديدة بأوراش إحترافية إجماع على علي الفاسي الفهري رئيسا للجامعة يوم الخميس تعقد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم جمعها العام العادي، وذلك لانتخاب رئيس جديد ومعه أعضاء جدد لقيادة السفينة بعد أن قرر رئيس الجامعة الجينرال دوكور دارمي حسني بنسليمان عدم ترشيحه لولاية أخرى بعد 15 سنة من الإشراف على تدبير شؤون الجامعة من اللجنة المؤقتة إلى الجامعة الملكية في إطارها الشرعي· ويأتي هذا الجمع العام في سياق مرحلة جديدة، بعد أن أعلن السيد علي الفاسي الفهري ترشيحه لرئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي جاء بمشروع إحترافي على مستوى الفتح الرياضي ووضعه كنموذج يقتدى به في التدبير والتسيير واللوجستيك·· ومنذ أن أعلن السيد حسني بنسليمان عدم ترشيحه لرئاسة الجامعة تحرك الوسط الرياضي وقدمت ترشيحات في هذا الصدد لكل من محمد الكرتيلي رئيس الإتحاد الزموري للخميسات، حكيم دومو رئيس النادي القنيطري، ثم بوشعيب بندرويش رئيس إتحاد يعقوب المنصور، وقد أعلنوا فيما بعد إنسحابهم من المنافسة، حيث بقي السيد علي الفاسي الفهري وحيدا مرشحا لهذه المهمة التي ترتبط بتدبير شؤون الكرة الوطنية والإرتقاء بها إلى مستوى أفضل حتى تضمن المكانة اللائقة بها عربيا وإفريقيا، وتعود إلى البحث عن الألقاب التي غابت عن الخزانة الوطنية في السنوات الأخيرة، وهو الوضع الذي ساهم كذلك في إقصاء أنديتنا من المنافسات الإفريقية ليبقى وحده الإتحاد الزموري للخميسات حاضرا في كأس عصبة أبطال إفريقيا، والوداد على مستوى دوري أبطال العرب· ويأتي الجمع العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كذلك في ظرفية دقيقة جدا، حيث تنتظر الفريق الوطني مباراة مصيرية أمام نظيره الكاميروني والذي يتوجب على الأسود تجاوز عقبتا بعد هزيمته أمام الغابون، وهو الأمر الذي ستعطيه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الجديدة الإهتمام اللازم لدعم الفريق الوطني وإعطائه الوقت الكافي للبحث عن طريق التأهيل إلى كأس العالم بعد إخفاقات متتالية لم يتمكن على إثرها المنتخب الوطني من المرور إلى هذا العرس العالمي منذ 1988، لذلك فالجامعة الجديدة سيكون رهانها في إطار البرامج المستعجلة هو تعبئة صفوف الفريق الوطني بالدعم اللازم· وكان منتظرا أن تعرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم هذا التغيير، ولا أظن بأن السبب الرئيسي كان هو الهزيمة أمام الغابون، حيث كانت الترتيبات مهيأة منذ مدة، وملامح التغيير كانت تلوح في الأفق عندما جاء محمد منير الماجدي رئيسا للمكتب المديري لإتحاد الفتح الرياضي المقرب جدا من القصر الملكي، إذ يشغل مهمة مدير الكتابة الخاصة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله برفقة فريق عمل من أسماء لها وزنها في المجتمع المغربي، ما يعني أن التغيير كان لابد أن يأخذ بعض الوقت، وما هزيمة الغابون سوى سببا من الأسباب، من أجل إعطاء دينامية جديدة لعمل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي أصبحت في حاجة إلى دفعة أخرى لتطوير الممارسة وإخراجها من زمن الهواية إلى عالم الإحتراف الحقيقي حتى تتمكن أنديتنا من طي صفحة الإقصاءات ورد الإعتبار لها بالبحث عن الألقاب العربية والقارية وبأوراش جديدة ستنكب عليها الجامعة الجديدة· ومن المنتظر أن يكون الجمع العام فرصة كذلك للإعلان عن تغيير الترسانة القانونية،والتي هي بحاجة إلى تعديل حقيقي حتى تتمكن الكرة الوطنية من بلوغ مستويات متميزة، وإعطاء دينامية أخرى للممارسة، بحيث أن القانون العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الذي تم العمل به لسنوات خلق عدة مشاكل لدى بعض الأندية والمسيرين، فكلما وقعت كارثة إلا وتم إنزال بند قانوني من القوانين العامة الجاري بها العمل داخل أروقة الجامعة، لذلك فالفريق الجديد أصبح منكبا على تغيير جذري لقانون الجامعة، خاصة في ظل التحول الكبير الذي ستعرفه على مستوى الهياكل واللجان، بوجود تصور عام يعطي لهذا الجهاز حق التمرد على وضع أصبح بحاجة إلى تغيير·· والواقع أن الجينرال دوكور دارمي حسني بنسليمان لا يتحمل وحده المسؤولية فيما وقع لكرة القدم الوطنية بحكم إنشغالاته المهنية، فالرجل إستطاع أن يضع عدة أوراش لتأهيل كرة القدم المغربية، من خلال العقد الحكومي وتعبئة الأندية ماديا من خلال مستحقات الإستشهار والبث التلفزيوني، لذلك فلا يمكن بأي حال من الأحوال عبور السكة بدون قول كلمة حق، فالأخطاء الكثيرة التي ظهرت في مسار الجهاز الجامعي كانت صادرة أصلا محيط رئيس الجامعة والذين كان عليهم الإخلاص للرجل الذي وضع فيهم الثقة، حيث كان يراهن على تطوير الكرة الوطنية بالدخول إلى الإحتراف الحقيقي، لكن إخفاقات الفريق الوطني كانت تقف دائما حجر عثرة دون المرور إلى هذا الإحتراف بحكم أن نتائج المنتخب هي الوسيلة الوحيدة لوجود رواج كروي وطني وعربي وإفريقي، والجامعة الجديدة قد وضعت ذلك نصب أعينها، بحيث هناك مشروع جديد لإعادة النظر في كثير من الأمور الخاصة بتأهيل الكرة الوطنية وإقرار نظام الإحتراف، وهو المشروع الذي جاء من أجله السيد علي الفاسي الفهري· إن المرحلة الجديدة أصبحت تتطلب إصلاح الأعطاب بشكل استعجالي، خاصة وأن هناك رغبة كبيرة من الأندية الوطنية للإنخراط كليا في سياسة التغيير بعد ثلاثة إجتماعات لجهاز المجموعة الوطنية لكرة القدم، حيث أكد المكتب التنفيذي على مباركة المولود الجديد الذي جاء بإرادة ملكية بعد توجيه الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات، والتي تضمنت أوراشا كثيرة من شأنها أن تكون محطة أساسية لتدبير الشأن الكروي ببلادنا والعمل على تطبيق ما جاءت به من فلسفة جديدة للرقي بالمنتوج الكروي الوطني إلى مستويات رفيعة، لذلك فالسيد علي الفاسي الفهري المرشح الوحيد لرئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سينطلق من هذا المعطى الهام، بحكم أن الرسالة الملكية السامية فتحت نقاشا عميقا حول مضامينها، إذ أن صاحب الجلالة يعرف جيدا المشاكل الحقيقية للرياضة الوطنية وكرة القدم على وجه الخصوص، وأعطى إشارة قوية للذين تسببوا في هذه الأزمة للإبتعاد عن التسيير وإعطاء الفرصة لوجوه جديدة، حيث أكدت الرسالة السامية عن وجود مرتزقة ومنتفعين إلا من رحم ربي، وستكون هناك أولوية في العمل إنطلاقا من الرسالة الملكية لأنها مليئة بالتوجيهات، بل هي خارطة الطريق للإقلاع بالرياضة المغربية إلى مستوى إحترافي· هذا هو المنطلق الأساسي الذي سيسير عليه السيد علي الفاسي الفهري بدعم من الأسرة الرياضية التي انخرطت تلقائيا في هذه الفلسفة، منوهة بالمقابل بما قدمه الجينرال حسني بنسليمان الذي يستحق التنويه والتكريم، والذي سيحظى بتنويه خاص من الأسرة الكروية في الجمع العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والذي سيكون محطة مهمة لقراءة الواقع واستشراف أفق جديد يريده الجميع أكثر دينامية وتفعيلا لما جاءت به الرسالة الملكية التي هي مفتاح الفرج·