تقف كرة القدم الوطنية اليوم عند محطة تاريخية، تنهي زمن حكم الجنرال حسني بنسليمان للشأن الكروي بالبلاد بعد 15 سنة من رئاسة الجامعة، وتفتح صفحة الحكم المدني لجهاز ظل منذ فجر الاستقلال تحت سيطرة العسكريين تارة والسياسيين تارة أخرى. ويختلف الجمع العام للجامعة هذا اليوم عن بقية الجموع العامة خلال العقد الأخير، حين كان المؤتمرون يحضرون من أجل تزكية الرئيس، دون الحاجة إلى أكسوسوارات الديمقراطية، من صندوق الاقتراع إلى التقارير الأدبية والمالية والنصاب القانوني. اليوم يجد رؤساء الفرق والعصب أنفسهم في موقف صعب، وهم يجلسون أمام علي الفاسي الفهري المرشح الوحيد لرئاسة جامعة كرة القدم، بعد أن أكد الرئيس بنسليمان عدم تجديد ترشيحه، سيما وأن المرشح الوحيد لا يتوفر على المعايير المحددة لرئاسة الجهاز الجامعي، لعدم توفره على رصيد زمني من تسيير الشأن الكروي داخل ناد مغربي، رغم رئاسته للجنة المؤقتة لتسيير الفتح الرباطي، ولظرفية الجمع الذي يعقد في غير موعده المحدد قانونيا، أي قبيل انطلاقة الدوري، ولأن الضوابط القانونية تفرض إرجاء الجمع إلى ما بعد انعقاد الجموع العامة للعصب وللمجموعة الوطنية للهواة والنخبة. كل المؤشرات تدل على أن المشاركين في الجمع العام سيباركون الرئيس الجديد، وسيمنحونه بسخاء أصواتهم، بعد أن كشفت الوقائع التي سبقت الجمع العام عن سير المسؤولين في هذا الاتجاه، من خلال تزكية رؤساء فرق المجموعة للوافد الجديد والإشادة بمرحلة الجنرال. كانت الإشارات الأولى لجمع استثنائي، أريد له أن يكون عاديا من خلال منطوق بلاغ الجامعة، هي الاكتفاء بمرشح واحد، بعد أن تبين أن المرشحين سرعان ما يسحبون ترشيحاتهم في اليوم الموالي، كما حصل مع محمد الكرتيلي وبوشعيب بندرويش وحكيم دومو، قبل أن تبادر جبهة الرفض التي تأسست عقب صدور البلاغ، إلى إصدار بيان ملطف يتضمن إشادة بمرحلة الجنرال واستعدادا للمساهمة في تسيير دواليب الكرة في عهد علي الفاسي الفهري، وهو ما أقدمت عليه ودادية المدربين المغاربة ورؤساء الفرق المنتمية للمجموعة الوطنية للصفوة في اجتماع بغولف الجديدة، بل إن الجنرال بنسليمان ألح في آخر اجتماع للمكتب الجامعي على ضرورة مساندة الوافد الجديد والتعبئة من أجل مساعدته على تدبير الوضع الكروي، وهو نفس الطرح الذي ذهبت إليه بقية أجهزة الكرة كالعصب الجهوية في اجتماعها الأخير والمجموعة الوطنية للنخبة والهواة. وعلى الرغم من الطابع الاستثنائي للجمع العام، فإن المكتب المسير للمجموعة الوطنية للنخبة قد هيأ لائحة تتكون من 10 أفراد من أجل وضعها رهن إشارة الرئيس لانتخاب 6 منها لعضوية الجامعة، كما أعدت العصب الجهوية 6 أعضاء من بين 11 رئيسا قصد انتخاب الجمع ل3 منها، والمجموعة الوطنية للهواة 6 مرشحين من أجل انتخاب ثلاثة، علما أن القانون يمنح للرئيس صلاحية اقتراح 6 أشخاص يختار منهم الجمع 3، طبعا في حالة ما إذا سار الجمع وفق ما تحدده الضوابط القانونية، على الأقل في مسطرة الترشيح والاقتراع. كرونولوجيا الجمع العام 28 مارس 2009: هزيمة المنتخب المغربي ضد المنتخب الغابوني برسم التصفيات المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم 2010 عن المجموعة الأولى. 31 مارس2009: بلاغ للجامعة الملكية يحدد تاريخ 16 أبريل كموعد لانعقاد جمع العام، مع إعلان الجنرال حسني بنسليمان عدم نيته في الترشح لولاية جديدة فاتح أبريل 2009: إعلان علي الفاسي الفهري عن تقديم ترشيحه لرئاسة جامعة كرة القدم. 3 أبريل 2009: تقديم محمد الكرتيلي رئيس الإتحاد الزموري للخميسات ترشيحه لرئاسة الجامعة. 4 أبريل 2009: تقديم محمد دومو رئيس النادي القنيطري ترشيحه لرئاسة الجامعة. 4 أبريل 2009: تقديم بوشعيب بندرويش المدير العام للمجموعة الوطنية للهواة ترشيحه لرئاسة الجامعة. 6 أبريل 2009: سحب المرشحين الثلاثة لترشيحاتهم من رئاسة جامعة كرة القدم. 6 أبريل 2009: ودادية المدربين المغاربة تشيد بالإجماع بالخدمات التي أسداها الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان وتعبر عن جاهزيتها للعمل مع الجهاز الجديد. 6 أبريل 2009: اجتماع لمكتب المجموعة الوطنية للصفوة للإشادة بعمل الجنرال خلال فترة رئاسته، مع تزكية على الفاسي الفهري رئيسا جديدا. 8 أبريل 2009: اجتماع للمجموعة الوطنية هواة لدراسة الوضعية الراهنة وتأجيل موعد الجمع العام إلى ما بعد جمع الجامعة. 9 أبريل 2009 : اجتماع بالجديدة لرؤساء الفرق المنتمية للمجموعة الوطنية للصفوة، واتخاذ موقف مشترك في قضية خلافة الجنرال حسني بنسليمان يقضي بشكر الرئيس السابق والاستعداد لدعم المرحلة الجديدة. 14 أبريل 2009: آخر اجتماع للمكتب الجامعي ينتهي بالمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، مع شكر الجنرال والاستعداد لخدمة الفهري. 14 أبريل 2009: اجتماع المجموعة الوطنية للصفوة من أجل اقتراح أسماء لعضوية المكتب الجامعي. 15 أبريل 2009: اجتماع رؤساء العصب الجهوية والمجموعة الوطنية للصفوة والهواة من أجل الاتفاق على الأسماء المقترحة للمكتب الجامعي.