شيخ الفنانين المغاربة الرايس موحا أولحسين أشيبان، يقاوم المرض وحيدا منذ مدة، بعد أن نقل إلى المستشفى خلال شهر يناير الماضي إثر إصابته بأزمة قلبية، علما سبق له أن أجرى قبل سنوات عملية جراحية على القلب كللت بالنجاح، وحمله لصمام بالقلب منذ أزيد من ثماني سنوات. ولد موحا أوالحسين أشيبان سنة 1916 بمدينة آزرو، وعاش بقريته «أزرو نايت لحسن» ضواحي القباب بخنيفرة، عاش عالم البون ومحنة الجوع، الأيام التي كان يأكل فيها أنواعا من النبات بعد استخراجها من باطن الأرض وتسمى «يرني»، بدأ يقرأ في المسيد، لكن انقطع مبكرا، قام برعى الماشية حوالي 12 سنة وكان يسوق حوالي 300 شاة ويترجل بها بحثا عن المرعى خاصة في فصل الصيف، كان يرعى الماشية في النهار ويمارس أحيدوس في الليل، أمضى فترة في الجيش الفرنسي، ضمن الجنود المغاربة المشاركين في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا، حيث شارك في تحرير فرنسا والدفاع من أجل استقلالها. ثم بدأ في شبابه مكافحا ضد الإستعمار الفرنسي والإسباني. يعد من أشهر الوجوه في فن أحيدوس، وسيد رقصة «أحيدوس»، بدأ حياته الفنية سنة 1950، يعتبر من رواد الأغنية الأمازيغية في الأطلس المتوسط، حقق مع مجموعة «أحيدوس» إشعاعا على المستوى العالمي، هذه المجموعة التي تتكون من 21 فردا، والمؤلفة من أبناء قبيلته بجبال الأطلس المتوسط، كلهم يشاركون في الرقص والغناء، عشرة رجال مهمتهم الضرب على الدفوف، وعشرة نساء مهمتهم الرقص والتصفيق تبعا للإقاعات، بالإضافة إلى المايسترو موحا أولحسين، الذي يركض بين المجموعة من أقصاها إلى أدناها بخفة ورشاقة وبحركات فنية متميزة، يعد هذا الفنان أسطورة رقصة «أحيدوس» التي تعني في الأمازيغية الرقصة الجماعية، ويقصد بها في المعاجم العربية خفة الحركة أو الإنتقال في الفهم والإستنتاج. موحا أولحسين بدأ في التجوال بالمدن المغربية، وسافر عدة مرات إلى خارج المغرب عن طريق وزارة السياحة ووزارة الثقافة، لكن المقابل لم يكن يتجاوز في الغالب 1000 درهم وكان يحتج على ذلك، لكن لا أحد كان يسمع شكواه. يحظى موحا أولحسين بإعجاب و بشهرة داخل الوطن وخارجه، لقبه الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغن ب «المايسترو»، سنة 1984، ذلك لأنه أبهره بحركاته التنظيمية من أجل توجيه دفة الرقص والتحكم فيه. وبحكم قيادته الفريدة والمتناسقة الحركات لمجموعته الغنائية، بحيث يقال أنه اقترح عليه الإقامة في أمريكا، ولو لفترة معينة، إلا أن مسؤولين مغاربة أنذاك رفضوا وعللوا ذلك بكونه سفيرا فنيا للمغرب. سجل عدة شرائط لمدينة الألعاب «والت ديزني» بكاليفورنيا. شرفه العاهل الإسباني خوان كارلوس بالمشاركة في إيقاد شعلة بالديارالإسبانية. مثل المايسترو المغرب في عدة مهرجانات بدول عربية وبإفريقيا وأوروبا و آسيا و أمريكا، حتى أصبح رمزا من رموز التراث والفلكلور المغربي، وعلى الخصوص في فن «أحيدوس» العريق. هذا الفنان الشهير الذي يطلق عليه «نسر الأطلس» يسير فرقته بكل خفة ورشاقة، و يمتاز بحركاته المتميزة، و تحكمه في نظام الدفوف، وبصماته طبعت فن «أحيدوس». بقي يتحرك بالكثير من الخفة الآنية في رقصة أحيدوس، وببلدته يمارس بعض الأعمال الفلاحية لمحاربة الكسل والحفاظ على حيويته الجسدية إلى أن أصبح لا يقوى على الصعود فوق الخشبة. نسأل الله تعالى الشفاء العاجل له والعودة بعمر جديد وطويل إلى جمهوره وإلى فرقته. -