لعنة المرض بدأت تتناوب على فناني الأطلس منذ أيام. فبعد أن فوجئ المغاربة بالفنان الأمازيغي رويشة ينقل على عجل إلى مستشفى الشيخ زايد لإجراء عملية جراحية على مستوى القلب كللت بالنجاح، نزل أول أمس خبر دخول المايسترو المغربي الفنان أمازيغي موحا الحسين أشيبان إلى نفس المستشفى ولنفس العلة بعد أن باغتته وعكة صحية تطورت لتجبر عائلة الفنان على نقله إلى مستشفى الشيخ زايد من أجل المزيد من الفحوصات. موحا أشيبان أو المايسترو حسب ما تحكي زوجته، مرزاق ماما، كان أصيب يوم الأربعاء الماضي بحمى شديدة تطورت إلى سعال حاد ما استدعى، تقول زوجته، نقله إلى قسم المستعجلات بمستشفى خنيفرة. المايسترو ونظرا لكبر سنه ولحساسية وضعه اضطر إلى الانتقال إلى المستشفى الجامعي الشيخ زايد لإجراء مزيد من الفحوصات وهو الذي كان أجرى قبل سنوات من الآن عملية جراحية على القلب كللت بالنجاح. وضعه الصحي، حسب بعض المصادر، مستقر، ويخضع للعناية الطبية وتحت مراقبة الأطباء الذين أكدوا أن صحته في تحسن وسيتم الحسم في أمر خروجه من المستشفى بعد التأكد من تجاوزه لمرحلة الخطر. يعد موحا أشيبان واحدا من علامات الفن المغربية. وما يجعل شيخ الفنانين المغاربة كذلك، سنه المتقدم جدا والذي لم يكن قط في يوم عائقا أمام الرجل الذي ولد في سنة 1916من التحرك وتسيير فرقته بكل الخفة والرشاقة الممكنة كما لو أنه شاب يافع.. موحا أوحمو أو البوابة التي كانت المنطلق لإشعاع رقصة وفن أحيدوس بل وانتشارها عالميا، واحد من آخر علامات التميز الفني المغربي. تميز عصامي على مستوى فن أحيدوس الذي وهبه الرجل حياته كلها ليتدرج في درجات إتقانه والتفنن فيه حتى وصل قمته بأن أصبح مايسترو فن أحيدوس العريق. وهو اللقب الذي ناله الرجل ليلازمه طيلة مشواره الفني بعد أن منحه إياه الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغن الذي أُبهر بالعرض الذي قدمه أشيبان وفرقته أمامه بالولايات المتحدة. موحا أشيبان الرجل البسيط. من كلامه وحركاته تكتشف هرما متواضعا وبسيطا مغربي حتى النخاع. عفو في كلامه من دون تصنع أو مبالغة. بساطته جعلته يدخل قلوب كل من يشاهده وهو يؤدي حركات من فن أحيدوس العريق الذي يرتبط بتربة وثقافة هذا البلد من ارتباط موحا بهذه الأرض وبالحفاظ على واحد من أهم وأنبل موروثات الثقافة والهوية الأمازيغيتين بإيصاله إلى العالمية. قلب فناني الأطلس مريض هذه الأيام. ما يجعل الكثير من التساؤلات تطرح حول تصادف قدر المرض هذا ومن نفس المنطقة الأطلسية التي لا تقوى على علاج أبنائها ما يضطر إلى نقلهم على وجه السرعة إلى مستشفيات المركز لمزيد من العناية وتفادي مضاعفات كادت تفقد المشهد الفني الأمازيغي المغربي اسمان من أهم ما أنتجته السنوات الماضية والتي تحظى بتعاطف وإعجاب كبيرين من قبل المغاربة جميعا.