تبحث ثم تعيد البحث في اللائحة التي نشرتها «تايم» عن تأثير مغربي، بالخير فلا تجد لنا أثرا. لا أحد فينا يستطيع أن يصنف من ذوي النفوذ الأكثر طيبوبة في مغرب اليوم أو حتى مغرب ما بعد يومين؟ وتعود بخفي حنين، وتتذكر أن حنينا على الأقل عاد له حديث بسبب حذاء قديم وبسبب قصة مسلية. لا تجد أنك في لائحة الأشرار، التي وضعتها«التايم» مرة أخرى، وتبتسم، بالرغم من كونك تعرف أن هناك من يستطيع أن يأكل لحمك ويمضغه في ساعة الذروة على قنوات الإعلام العمومي. وتشكر الحظ أن لك، لا في العير ولا في النفير.. تكون الأشياء عادية تماما في هكذا وضع، وندخل نحن لائحة الشعوب الأقل سعادة لا غير. نغيب في الزحام... نغيب في كل اللوائح ونجلس القرفصاء أمام الحضارة غير قادرين على التعاسة تماما، وعلى السعادة كلها، غير قادرين على الخير كله، ولا على الشر كله.. نحن في الوسط، في وضع مريح للغاية .. لا تعني اللوائح شيئا، اللوائح بدعة، نحن لا نحتاج إلى مؤشرات دولية لكي نكون، أو لا نكون، نحتاج إلى أنفسنا فقط، ونحتاج أن نجلس، حيث نشاء من كراسي العالم.. ودائما تكون الكراسي التي لاتراها العين. نحن لا نحب العين ولا نحب الحسد، لا أن نحسد ولا أن نحسد، هكذا أفضل، بعيدا عن كل اللوائح.. وعن التصنيفات والترتيبات.. نحن نفضل أن نقارن بين أنفسنا. هكذا يكون الأمر معقولا. أكثرنا خيرا، أكثرنا شرا، أكثرنا سعادة، أكثرنا تعاسة، أكثرنا فقرا، أكثرنا غنى.. ما شأننا بالعالم؟ هذه مقدمة جيدة لكي نعود إلى أسلافنا، ونعود إلى كهفنا وغارنا الأول.. هي مقدمة تحكيها الصدفة الماكرة وينسجها التاريخ المحتال.