سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بسبب ضعف وهشاشة البنية التحتية بالحي الحسني .. المياه تغمر المنازل وتخلف خسائر مادية كبيرة والمواطنون تركوا لوحدهم يواجهون مصيرهم في غياب تام للمسؤولين ببنسليمان
عاشت مجموعة من سكان الحي الحسني ببنسليمان حالة من الاضطراب والهلع على مدى ما يزيد عن 5 ساعات بعدما غمرت المياه منازلهم إثر التساقطات المطرية التي عرفتها المدينة صبيحة يوم الأربعاء 4 أبريل 2012; حيث فوجئ سكان الزنقة 12 بلوك A بالحي الحسني بتدفق المياه الغزيرة إلى داخل المنازل عبر قنوات الصرف الصحي. وقد زارت «الاتحاد الاشتراكي» المنطقة المنكوبة ووقفت، بعين المكان، على حجم الخسائر والأضرار التي تكبدتها المساكن المتضررة، إذ بلغ ارتفاع المياه ببعض البيوت التي غمرتها السيول والمياه حوالي نصف متر، مما تسبب في إتلاف وضياع ممتلكات الساكنة وتسبب في وقوع أعطاب في الآلات والأثاث المنزلي وفي الأجهزة الإلكترونية وتبللت كل الأفرشة والملابس وكل المحتويات التي يتوفر عليها أصحاب المنازل التي تعرضت للفيضانات. وقد قدر بعض المنكوبين حجم الخسائر بالملايين، حيث شوهد سكان المنطقة وهم يواجهون مصيرهم لوحدهم ويقاومون المياه المنسابة والمتدفقة باستعمال وسائلهم البسيطة لإفراغ المياه من المنازل في جو تضامني يطبعه التأثر والهلع جراء هول الكارثة التي حلت بهم. في حين، لم يكلف المسؤولون بالسلطات الإقليمية والمحلية وكذا بالبلدية أنفسهم عناء زيارة مكان الفيضانات وتقديم المساعدة للأسر المتضررة، مما خلف استياء وتذمرا كبيرا لدى هاته الأسر التي ارتفعت أصواتها منددة بتقاعس الجهات المسؤولة والمعنية عن الوقوف إلى جانبهم ومد يد العون إليهم وألقت باللائمة على برلماني الدائرة وعلى رئيس المجلس البلدي وعلى الأعضاء المنتخبين وكذا على كل المسؤولين بالسلطات الإقليمية والمحلية وبالوقاية المدنية الذين غابوا عن هذا الحادث الكارثي، باستثناء رجال الأمن الوطني، وتركوا المتضررين المغلوبين على أمرهم وهم يقومون بمجهودات كبيرة وجبارة وفوق طاقاتهم لإنقاذ ممتلكاتهم من الضياع ومحتويات منازلهم التي غمرتها المياه الغزيرة المنهمرة من قنوات الصرف الصحي. وحسب تصريح بعض المتضررين ل «الاتحاد الاشتراكي»، فإن حادث الفيضانات ليس هو الأول من نوعه الذي يقع بالحي الحسني، فقد سبق أن تكررت نفس الحالة في مناسبات عديدة قد تصل إلى أربع أو خمس مرات في السنة، وخصوصا عند تساقط الأمطار، حيث تغمر المياه بعض المنازل المتواجدة بالزنقة المشار إليها: وتعود أسباب هذه الفيضانات التي أضرت كثيرا بالساكنة -حسب نفس التصريح- إلى هشاشة وضعف البنية التحتية بالحي الحسني الذي يضم أكبر كثافة سكانية حيث أن قنوات الصرف الصحي التي تم وضعها أصبحت غير قادرة على استيعاب المياه العادمة المتدفقة من المنازل التي تنضاف إليها مياه الأمطار، مما يؤدي إلى ارتفاع منسوبها ويجعلها تتدفق داخل المساكن عبر قنوات الوادي الحار، خصوصا أن القنوات تم وضعها بشكل عشوائي دون مراعاة مستوى انحدار المنازل التي تم تشييدها في موقع شبيه بالحفرة. كما أن عملية تبليط الأرصفة بالمكان المذكور شابتها هي كذلك عدة اختلالات، حيث أن علوها فاق عتبات الأبواب، مما سهل انسياب المياه إلى داخل المساكن بالإضافة إلى انسداد البالوعات بالأتربة وببعض النفايات وبقايا مواد البناء وعدم قيام المسؤولين بالبلدية بتنظيفها باستمرار زاد من تدهور الوضعية بالمنطقة. تكرار الفيضانات بنفس الحي، دفع بالبعض إلى طرح عدة تساؤلات حول الإصلاحات المغشوشة التي عرفها الحي الحسني خلال سنتي 2007 و2008 والتي همت على الخصوص تأهيل بنيته التحتية ورصدت لها أموال طائلة قدرت بما يزيد عن مليار و200 مليون سنتيم; وتمت في زمن قياسي نظرا لتزامن الأشغال مع الانتخابات التشريعية لسنة 2009، حيث استغلت في الدعاية لحملة رئيس المجلس البلدي. لكن التساقطات المطرية كشفت غير ما مرة و شكل فاضح وواضح عن الغش والارتجال والعشوائية في الإصلاحات المنجزة بالحي الحسني، مما يتطلب من الجهات المسؤولة والوصية على العمل الجماعي فتح تحقيق في الموضوع لمعرفة أسباب الفيضانات المتكررة بالحي المذكور. وللإشارة، فقد علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن السكان المتضررين نظموا، مساء نفس اليوم، مسيرة احتجاجية ضمت الشباب والنساء والرجال في اتجاه مقري البلدية والباشاوية للفت انتباه المسؤولين إلى الوضعية المزرية التي أصبحوا يعانون منها جراء انسياب وتدفق مياه الصرف داخل منازلهم.