همنا الأساسي هو السينما والفن ولا دخل لنا بالإيديولوجيا والسياسة، بهاته العبارة افتتح أحمد الحسني مدير مهرجان تطوان السينمائي، الندوة الصحافية ليوم الإثنين 19 مارس الجاري بدار الثقافة، مؤكدا أن مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر البيض المتوسط نقطة ضوء مشعة في سماء المدينة، ولا يمكن محوها من ذاكرة أهل تطوان العاشق لكل ما هو جميل، مشددا على أن التطوانيين استمتعوا على مدار 18 دورة بأجمل الأفلام العالمية والعربية، و أصبح المهرجان محطة أساسية في تشكيل الوعي السنيمائي وتربية الذوق لأهل المدينة عامة ولعشاق الفن السابع على الخصوص، مؤكدا أن تصريحات البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية، تصريحات إيديولوجية لا تهم إدارة المهرجان، مستغربا في الوقت نفسه التحول الرديكالي للبرلماني المذكور، الذي دأب على حضور الأنشطة السينمائية المنظمة من طرف الأندية السنيمائية بالمغرب، و كان منفتحا على الفن السابع، وعادة ما كان يدخل في نقاشات فنية وتحليلية مع أسماء وازنة في الحقل الثقافي والأدبي أمثال يونس مجاهد و جمال بنعمر وعبد العزيز الطريبق والأمين مشبال، دون أن يجرح أحدا أو ينال من أحد، معتبرا تصريحاته الأخيرة تراجعا فكريا وتدهورا في المستوى الفكري للبرلماني الأمين بوخبزة. وأضاف أحمد الحسني أن رئاسة الجماعة الحضرية أخلت بإلتزاماتها تجاه الإتفاقية الموقعة بين هاته الأخيرة وإدارة المهرجان، وأن على الجماعة صرف 2 مليون درهم لفائدة المهرجان، مستغربا كيف أن الجماعة الحضرية اعتمدت في مخططها الإستراتيجي على ثلات محاور هي السياحة والخدمات والثقافة، توقف الدعم لأكبر نشاط ثقافي تعرفه المدينة بمعية مهرجان أصوات نسائية، سيما وأن إدارة المهرجان لم تتوصل بأي قرار أو رسالة تلغي فيه الاتفاقية المبرمة، معتبرا أن الاتفاقية قائمة ولن نلتجأ إلى القضاء. كما عبر عن اندهاشه لرفض رئيس الجماعة استقباله لمرات عديدة، و بنبرة مليئة بالحسرة قال مدير المهرجان إن مدينة تطوان قد تتحول إلى قرية معزولة لا علاقة لها بالتمدن و الحداثة، حيث أصبحت حاليا مدينة بئيسة و مظلمة زاد من ظلمتها إقبار مثل هاته الانشطة الثقافية التي غالبا ما تبعث الروح في هاته المدنية، الحسني من شدة توجيهه انتقادات لرئيس الجماعة، تحول إلى مدافع عن والي تطوان والمشاريع التي ينجزها بالمدينة . وفي رده على أسئلة الصحفيين التي تمحورت حول المواضيع المرتبطة بدفتر التحملات لتنظيم المهرجانات، غياب النجوم بالمهرجان، وكذلك مستجدات فقراته أوضح أحمد الحسني أن وزراة الاتصال بصدد وضع اللمسات الاخيرة على دفتر التحملات و الذي نتوخى منه دعم المهرجانات على ضوء أهمية كل مهرجان و إشعاع الذي يحظى به و مهرجان تطوان نتوقع أن يكون على رأس القائمة بالنسبة للمهرجانات الوطنية. وبخصوص غياب النجوم عن المهرجان أجاب الحسني أن جلب هؤلاء يتطلب ميزانية كبيرة بحكم الشروط التي يطلبونها تهم الإقامة و السفر وحاجيات أخرى، و المهرجان حاليا غير مستعد لتلبية أو زيادة في مصاريفه. و بالنسبة لفقرات المهرجان أوضح أن المهرجان منفتح على كل القضايا التي تهم السينما المتوسطية، فالأزمة الاقتصادية هي حاضرة في الأفلام المنافسة و كذا الربيع العربي الذي أصبح يشكل اهتمام كبار المخرجين العرب، كما تمت برمجة ندوة حول صورة تطوان في السينما المغربية من خلال العديد من الأفلام التي صورت في المدينة، و لم يخف انتقاده الشديد للأفلام التي تعرض في التلفزيون المغربي خاصة الأفلام التركية والهوليودية، واصفا إياها بالرديئة، ويجب محاربتها و مواجهتها عوض الوقوف ضد ما يعرض في مهرجان تطوان الذي دائما يبقى مخلصا لتوجهاته الرامية إلى خلق ذوق سينمائي رفيع.