استثمرت الدوحة أزيد من 6 ملايير اورو في مشاريع عقارية بالعاصمة البريطانية وحدها. وبرج لوشارد علوه 310 أمتار من ضمن الاستثمارات العقارية العديدة للامارة في بريطانيا. على ضفة التايمز. على طرف قنطرة لندن ينتصب برج ضخم قيد البناء حاليا، يرى على بعد كلمترات، البناية تنتصب شامخة وأنيقة في سماء لندن، كلما ارتفعت ازدادت رقة ونحافة قاعدتها تذكر الزائر بضخامة المشروع. على علو 310 أمتار، عندما ستنتهي الاشغال في شهر يونيه سيكون شارد( بريق الزجاج) أعلى ناطحة سحاب في أوربا. سيتشكل من حوالي 100 طابق من المكاتب والمطاعم والفنادق والشقق..سيكون جاهزا مع موعد الالعاب الاولمبية هذا الصيف في لندن. وضع تصميمه المهندس رينزو بيانو,مهندس مركز جورج بومبيدو بباريس. وسيكون البرج اسطع رمز على الحضور القوي والمتزايد لقطر في العاصمة البريطانية, اول عاصمة اوربية تدخلها هذه الدولة الصغيرة. برج "شارد" الذي كلف 1,8 مليار اورو تم تمويله بنسبة %80 من طرف اربعة ابناك وصناديق استثمارية قطرية. ويقال ان شقتين من شققه الفاخرة جدا والتي تحتل كل و احدة منهما طابقا بالكامل ستكون اقامة للعائلة الملكية القطرية. من نوافذها سيكون بامكان افراد العائلة الاستمتاع بمشاهد عاصمة الضباب التي يمتلكون جزءا مهما منها. منذ حوالي 5 سنوات. ازدادت وثيرة الاستثمارات القطرية في المملكة المتحدة. ومن خلال مختلف شركاتها (قطر هولدينغ، قطر ديار، شيسفيلد، بروة الدولية) استتمرت قطر عشرات الملايير من الدولارات.. هذه الاموال ضخت جزئيا عن طريق شراء حصص ومساهمات في شركات كبرى مدرجة في البورصة. الاسواق الكبرى سانسبوري بنك باركليز، بورصة لندن. لكن الجزء الاهم من هذه الاموال راح إلى العقار، خاصة في لندن مع ميل واضح للاحياء الراقية حول منطقة مايفير. ويقول مسؤول بأحد مكاتب الاستشارة العقارية ان قطر تعتبر احد اهم المستثمرين العقاريين في لندن.. وخلافا لأجانب اخرين يفضلون شراء عقارات موجودة. تبدي قطر استعدادا للانخراط في البناء، لكي تبقى على المدى الطويل، وحسب نفس المسؤول استثمرت قطر في العقار خلال السنوات الاخيرة اكثر من 5 ملايير جنيه استرليني (6 مليار اورو) وهذه الاموال لا تشمل سوى ثمن الاراضي والبنايات و يتعين ضخ اموال اخرى اضافية لتنفيذ برامج البناء الجارية. احدى ابرز المشتريات في هذا المجال (العقار) تمت بقيمة 1,8 مليار اورو سنة 2010 وهمت متجر هارودز الضخم, الذي كان حتى ذلك التاريخ في ملكية رجل الاعمال المصري محمد الفايد. وتملك قطر ايضا عقار تشيلسي باراكس بقيمة 1,2 مليار اورو) وهي عبارة عن ثكنة عسكرية قديمة مساحتها 5 هكتارات. قطر بنت مركبا عقاريا ضخما في قلب اوكسفورد ستريت. وهي اهم مساهم في كاناري وارف اهم حي للاعمال في شرق لندن. في فبراير اضاف الى مقتنياته برج كابوت سكوير الذي يوجد بها مقر الفرع البريطاني لبنك القرض السويسري. واخيرا من الرموز المثيرة اشترت قطر مبنى السفارة الامريكية الحالية في حي مايفيرا الراقي (السفارة الامريكية ستنتقل قريبا الى مكان اخر والبناية الحالية ستتحول الى فندق وشقق). هل كل هذه الاستثمارات مالية صرفة؟ في بعض الاحيان تختلط الدبلوماسية بالمال. في الصيف الماضي، اثارت الامارة الانتباه عندما اشترت نصف القرية الاولمبية بمبلغ 670مليون اورو. بعد الالعاب الاولمبية وبشراكة مع المنعش العقاري دولانسي ستعرض للكراء 1400 شقة المخصصة لإقامة الرياضيين. هذا القرار ازاح شوكة من حلق منظمي الالعاب الاولمبية الذين كانوا يبحثون منذ مدة عن مشتري لهذه العقارات. قطر كثفت من استثماراتها ابتداء من 2008 في الوقت الذي بدأت التمويلات الخاصة تختفي بسبب بدايات الازمة, ومشروع شارد كان متوقفا و اموال قطر هي التي استأنفته, ويعلق احد المختصين قائلا" »لقد ملأت قطر فراغا باختيارها الوقت المناسب والمثالي للشراء بأسعار منخفضة" بمعنى ان قطر لا تعطي الصدقات.