أسدل الستار أخيرا على عملية بيع حصتي «تيلفونيكا» الإسبانية و«بورتيغال تيلوكوم»البرتغالية في شركة « ميديتيل »، حيث تم التداول حول هذه الصفقة لمدة طويلة استقطبت اهتمام العديد من الشركات العالمية في مجال الاتصالات ، وتوجت هذه العملية بمغربة شركة «ميديتيل» التي أحدثت في أبريل 2000، وأصبحت فاعلا مهما في مجال الاتصالات بالمغرب ، إلى جانب الفاعل التاريخي « اتصالات المغرب ». وكانت بورتيغال تليكوم استأجرت خلال شهر ماي المنصرم بنك مورغان ستانلي للبحث عن مشتر لحصتها، و ذكرت شركة الوساطة البرتغالية «بي.بي.اي » ان ميديتل جذبت بالفعل عروضا من شركات عربية بينها اوراسكوم المصرية وشركة البحرين للاتصالات ومؤسسة الامارات للاتصالات (اتصالات) وشركة الاتصالات السعودية، كما أن شركة اتصالات قطر تحدثت عن دراسة وتقييم العرض . وقد أعلن ، يوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أن «ميديتيل» أصبحت مغربية مائة في المائة ابتداء من فاتح شتنبر الجاري بعد شراء صندوق الإيداع والتدبير و«فينانس كوم» لحصتي «تيلفونيكا» الإسبانية و«بورتيغال تيلوكوم» البرتغالية في الشركة، والتي تصل إلى 36ر64 في المائة ، حيث تم التوصل إلى اتفاق نهائي متعلق بشراء نسبة رأسمال الشركتين المذكورتين في شركة «ميديتيل» . وأكد عثمان بنجلون رئيس مجموعة «فينانس كوم» للصحافة أن العملية المذكورة كلفت 800 مليون أورو ، أي ما يزيد عن تسعة ملايير درهم، وهو ما يعتبر مؤشرا قويا على مكانة هذه الشركة بعد أقل من عشر سنوات على إنشائها. وذكر أن زبناء الشركة يبلغ عددهم حاليا 5ر8 مليون زبون ورقم معاملات يزيد عن 5 مليار درهم، ودخل صافي سنوي يتجاوز 500 مليون درهم، مبرزا أن الشركة استثمرت منذ إنشائها 25 مليار درهم، كما أن مخططها الإستثماري برسم الفترة الممتدة من 2008 إلى 2011 ، يتوقع أربعة ملايير درهم كاستثمارات منها 75 في المائة كتمويل ذاتي. وأضاف بنجلون أن «ميديتيل»، التي تشغل حاليا حوالي ألف عامل بشكل مباشر و18 ألف شخص بشكل غير مباشر، تتوفر على شبكة للتوزيع تتكون من سبعة آلاف نقطة بيع، فضلا عن أزيد من 30 ألف أخرى تضع منتوج الشركة رهن إشارة الزبناء. وأشار إلى أن حصة الشركة في السوق تشهد تطورا بشكل مضطرد، حيث حصدت ثلاث نقط إضافية خلال ستة اشهر الماضية لتبلغ 7ر36 في المائة . وعبر بنجلون رغبته في إعطاء الشركة بعدا دوليا عبر عقد شراكات وتوسيع أنشطة ميديتيل لتتخطى حدود المملكة خاصة في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء . وهو ما أكده أيضا المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير أنس العلمي الذي عبر عن إرادة المجموعتين في العمل من أجل عقد شراكات دولية خاصة على المستوى الإفريقي، مضيفا أن سوق الاتصالات بالمغرب شهد خلال السنوات الأخيرة تطورا كبيرا ، وهو ما سيكون له أثر على تطوير جودة الخدمات المقدمة للزبناء.