صدر عن المطبعة والوراقة الوطنية الداوديات-مراكش كتاب الرياضة والسياسة والفلسفة العقل السليم في الجسم السليم لصاحبه ايف فاركاس بترجمة للأستاذين عبد الجليل بن محمد الأودي ولعز كريمة. والكتاب من القطع المتوسط وهو في127 صفحة.وقد استتبع موضوع الكتاب وطريقة معالجته،استعمال لغة مفتوحة وتنسيبية تتلاءم مع وجهة النظر المادية العقلانية التي تقرأ الرياضة في مقامها المجتمعي-التاريخي،وتنظر في هذا المقام إلى وجود الرياضة الضروري الممكن، بصفتها مكونا من مكونات الثقافة الشعبية في الزمن الديمقراطي الليبرالي.وتدور في الكتاب وتروج لغات الرياضة والتاريخ والسياسة والفلسفة. والحق،أن هذا الكتاب جدير بأن يهدى لجميع من يهتمون بالرياضة،وكذا من يناصبونها العداء،وإلى من يحبون الفلسفة ويشتغلون بها،وكذا الذين يحاربونها.. مفاهيم سردية لتزفيتان تودوروف وأزفال ديكرو عن المطبعة والوراقة الوطنية، سلسلة المنهج في النقد الحديث3-المطبعة الأولى، صدر كتاب مفاهيم سردية لمؤلفيه تزفيتان تودوروفو وأوزفالد ديكرو.وقد قام بترجمته والتقديم له الدكتوران عبد الجليل بن محمد الأزدي وعبد الرحمان مزيان. ويعترف المترجمان أن ترجمة هذا المؤلف تعتبر مغامرة ضمن ضرورة معرفية وتاريخية،إذ تبدى من خلال ترجمة هذه المفاهيم أن التعامل مع هذا المعجم يقتضي من قارئ النص الأصلي والمترجم،التسلح بترسانة معرفية ضرورية تتمثل في الدراية السابقة بتاريخ الأجناس الأدبية وخاصة السردي منها.. والمأمول أن تجد هذه الترجمة مكانا لها بين رفوف المكتبة العربية،كما المأمول إعادة ترجمة هذا المعجم كاملا لما له من أهمية بالغة في علم السرديات خاصة وعلوم اللغة عامة،ولأنه يقدم علبة من الأدوات النظرية والمنهجية التي أثبتت ملاءمتها الإجرائية في تحليل الكثير من النصوص الحكائية،القصصية والروائية والسينمائية. احتجاجا على ساعي البريد عن وزارة الثقافة، صدرت للقاص والروائي المغربي هشام بن الشاوي أضمومته السردية الثالثة: « احتجاجًا على ساعي البريد»، في سبعين صفحة من القطع المتوسط، وتتشكل من اثنتي عشرة قصة: غواية الظل، لا وقت للكلام، في بيتنا رجل، أسعدت حزنا أيها القلب، احتجاجا على ساعي البريد، أوراق مهربة، مشهد رتيب، نشيج الروح، أحلام بأربعة مكابح، خيط من الدخان، لا تصدقوا الكتاب، الطيور تهاجر لكي لا تموت (ما يشبه الديكوباج). ومن المؤتمر الخامس عشر الذي استرجع المؤلف أجواءه من خلال مذكرات حية يأخذ السارد طريقة نحو السجن المدني بالدار البيضاء عبر مسار من النضال في صفوف الطبقة العاملة (النقابة الوطنية للتعليم)، يحكي تفاصيل حية عن الظروف الممهدة لإضراب 1969، في لحظات حية بين مخافر الشرطة والسجن والمحكمة. وبعد الخروج من السجن استمر التوقيف عن العمل واستمرت معاناة المطرودين ليكونوا من جملة وقود أحداث 1981 بالدار البيضاء. كما تصور الرواية الصراع في أحضان الجامعة، بعد التحاق السارد بها أوائلَ الثمانينيات، بين المحافظين والحداثيين ذلك الصراع الذي أفشل محاولة الإصلاح الأولى سنة 1983. هذا الفصل عنونه الكاتب بالمغارة، استعارة لشعبة اللغة العربية. وتتحدث السيرة عن رفقة «القلم» التي أنتجت تجربة علمية ثقافية متميزة تمحورت حول مجلتي دراسات أدبية ولسانية، ودراسات سيميائية. وتنتهي بفصل قصير بعنوان: رعشة في فضاء الموت، وهو تصوير حي مؤثر لتجربة إنسانية. قدم محمد العمري سيرته الذاتية بمقدمة نقدية تأملية بعنوان: لماذا نكتب سيرة ذاتية؟ جاء فيها: « «تحكي هذه السيرة كيف عَبرتْ ذاتٌ حاضرةٌ وغائبة، مؤمنةٌ ومرتابة، جماعية ومفردة، هذه المسالكَ الوعرة الشائكة قادمة إليها من الهامش. إنها إحدى الروايات عن حياة جيلِ ملتقى العقدين السادس والسابع من القرن الماضي: جيل الخيبة والمغامرة والانكسار. رواية حمراء تشتاق إلى روايات بألوان أخرى». (ص10). وفي الجواب عن سؤال لماذا نكتب سيرة ذاتية يسترجع الكاتب قلم البلاغي، ليجيب: «لماذا نكتبُ سيرةً ذاتية؟ هل الكتابةُ مجردُ تأبين لزمن ننفصلُ عنه؟ هل نكتبُ لننسى ما وقعَ فعلاً لصالح روايتنا الخاصة، وصياغتنا المتميزة؟ هل نكتبُ لنَصدمَ الآخرين مبرزين أمام العالم ما نختلف معهم فيه؟ الحقيقة أننا نكتبُ لأساببٍ مُباشرةٍ عديدة، يمكن الحديثُ عنها بالنسبة لكل سيرة على حِدَه. ولكنَّنا نكتبُ خلْفَ ذلك لسبب بعيد يحكُم كلَّ تلك الأسباب القريبة، هو السببُ نفسُه الكامنُ وراءَ القراءة، هو لذةُ المعرفة. وما سوى ذلك هَذَرٌ. نقرأ لكي نَعرِف، ونكتبُ لنَعرف ونُعرِّف. نقرأ لمعرفة ما عندَ الآخرين، ونكتبُ لمعرفة ما عِندنا. وحين نعرفُ ما عندنا ونجدُه مختلفاً عما عند الآخرين، أو نتوهمُ ذلك لقوة ما نرغبُ فيه، وقتَها تتكون لدينا رغبةٌ في الوشاية بأنفسنا. ننتقل لمستوى العَجَبِ، مستوى الفُرجة. فحيناً نقول: أُنظروا ما ضاع منّا، أو من أين جئنا، كم تخطينا من حواجز! وَأخرى نقول: أُنظروا ما فُعِل بنا! إلى آخر الاحتمالات، حسَب الأوضاع والاستراتيجيات. ولكن لا سيرة بدون عَجَب. السيرةُ اختيارٌ واختزال، تذكُّر ونسيان. القراءة فُرجة على الآخرين، والكتابة الذاتية استدعاءٌ للمشاركة في فرجةِ المرء على نفسه ظالما أو مظلوما. ثم أليست الكتابةُ، بعدَ القراءة، مطاولةً وملاونةً، أي استعراضَ قاماتٍ وألوانٍ؟ ألا يتحدثُ الجميعُ عن التجديد والتفرد؟ ثم أليس مُؤدَّى ذلك كلِّه التميُّزُ، أي الانفصال؟ إذن نحن نقرأ ونكتب لنتصل وننفصل. وكل قراءة أو كتابة لا يتعاقب فيها الاتصال والانفصال بشكل عجيب، أو مُعجِب، جثةٌ هامدةٌ جاهزة للدفن. والكتابة بهذا المعنى سعيد بنسعيد العلوي.