حتى آخر لحظة قبل الإعلان الرسمي، كان الاعتقاد السائد أن رئيس الحكومة الإسبانية الجديد ماريانو راخوي سيخرج عن النهج المتبع من طرف سابقيه، والذي يقضي بأن يخصص أول زيارة له إلى الخارج للمغرب، بل إن مصادر إعلامية إسبانية تحدثت حينها عن ترتيب زيارة إلى بروكسيل حتى آخر لحظة قبل الإعلان الرسمي، كان الاعتقاد السائد أن رئيس الحكومة الإسبانية الجديد ماريانو راخوي سيخرج عن النهج المتبع من طرف سابقيه، والذي يقضي بأن يخصص أول زيارة له إلى الخارج للمغرب، بل إن مصادر إعلامية إسبانية تحدثت حينها عن ترتيب زيارة إلى بروكسيل يحمل خلالها الرئيس الجديد هموم بلاده الإقتصادية إلى عاصمة الاتحاد الأوروبي ووصفته لتجاوز الأزمة، وكانت هناك أسباب عديدة تعزز هذا التوجه، فالعلاقة بين المغرب والحزب الشعبي الحاكم حاليا اعترتها العديد من الشوائب عندما كان هذا الحزب في المعارضة، وكانت رياضته المفضلة هي استعراض عضلاته أمام بلادنا، فيما اعتبر تسخينات لنزال شرس عندما ينتقل إلى الحكم ، والمؤشرات على ذلك كانت عديدة : زيارة أثنار إلى مليلية المحتلة، أحداث اكديم إزيك والحملة الإعلامية التي قادها الحزب اليميني ضد المغرب، استغلال منبر البرلمان الأوروبي لتشويه صورة الرباط أمام المنتظم الدولي ...إلخ غير أن هذه المعطيات هي التي ربما رجحت قرار راخوي بضرورة احترام التقليد الذي سنه فيليبي غونزاليث بضرورة تخصيص أول زيارة لرئيس الحكومة الإسبانية للمغرب، والتي ستتم الأربعاء، ويبدو أن الرئيس الجديد يريد أن يوجه برسالة إلى الرباط بأنه على استعداد لطي صفحة الخلافات السابقة وفتح صفحة جديدة، فشتان بين بريق المعارضة وإكراهات المسؤولية التي تحتم على راخوي التصدي لأزمة اقتصادية غير مسبوقة، يدرك أن بعضا من حلولها سيمر عبر البوابة المغربية. ولعل ما يعزز هذا التوجه، القضايا التي يريد التطرق إليها راخوي، فهو يسعى من خلال إقناع الاتحاد الأوروبي والمغرب إلى اتفاق جديد حول الصيد البحري الذي أدى عدم تجديده إلى احتجاجات عديدة للصيادين الإسبان، ويريد أن يجنب مزارعيه نتائج الاتفاقية التجارية بين الرباطوبروكسيل، ويريد كذلك تعزيز التعاون الأمني ومحاربة الهجرة، وهي، إضافة إلى آخرى، لن تجد طريقها إلى الحل عبر التصعيد، وإنما عبر استحضار ما يجمع البلدين من مصالح استراتيجية..