جاء تعيين خوسي مانويل غارسيا مارغايو ، 67 سنة ، وزيرا جديدا للخارجية الاسبانية مفاجئا للمتتبعين ، الذين كانوا يتوقعون أسماء أخرى في هذا المنصب كميغيل أرياس كانييتي ، الذي عين وزيرا في الفلاحة. فبالنظر إلى تكوينه الاقتصادي وتحدره من عائلة ذات تقاليد عسكرية، كان الاعتقاد السائد حتى اللحظات الأخيرة قبل الإعلان عن تشكيلة حكومة ماريانو راخوي، أن غارسيا مارغايو، صديق ومقرب من رئيس الحكومة ، سيتولى حقيبة ذات علاقة بما هو اقتصادي أو وزارة الدفاع، غير أن التعاليق الصادرة أمس في إسبانيا اعتبرت أن تعيين غارسيا مارغايو ، النائب الأوروبي والذي سبق له أن تولى مناصب عدة في الإدارة الإسبانية، والنائب البرلماني منذ 1977 والمطلع عن كثب على علاقات إسبانيا مع أمريكا اللاتينية ، تعكس التوجه الجديد لسياسة راخوي على الصعيد الخارجي ، وهو التوجه أكثر نحو أوروبا وأمريكا اللاتينية وتوطيد أكثر لعلاقات إسبانيا مع الولاياتالمتحدة ، خصوصا في المجال الاقتصادي والتجاري في ظرف تعاني فيه إسبانيا أسوأ أزمة اقتصادية في العقود الأخيرة. والملاحظ أن وزير الخارجية الاسباني الجديد، وعلى عكس سابقيه، ليست له دراية عميقة بالعلاقات الاسبانية المغربية أو سابق علاقة بهذا الملف الشائك الذي يعتبر على رأس الملفات التي يجدها على طاولته كل وزير خارجية جديد. وكان عدد من الملاحظين قد سجلوا على خطاب راخوي أمام كونغرس النواب الاسباني، الذي منحه ثقته الثلاثاء، عدم توضيح السياسة التي سينهجها مع جواره القريب ، المغرب والمنطقة العربية ، خصوصا في ظل التحولات الحالية المترتبة عن الربيع العربي ، وهو ما ترجمه راخوي بالتعيين الذي هم وزارة الخارجية. حكومة راخوي ضمت 13 وزيرا ، بمن فيهم رئيس الحكومة، سيرا على النهج الإسباني في تقليص عدد الحقائب الوزارية (كانت حكومة سلفه ثاباطيرو تضم 14 وزيرا ) غير أنه تراجع عن المكسب الذي حققته المرأة الإسبانية في عهد الحكومة السابقة، حيث كانت آنذاك تتوفر على نصف الحقائب الوزارية ، كما أنها ألغت وزارة الثقافة بشكلها المستقل ودمجتها مع وزارة التربية ،وقامت بإلغاء وزارة العلوم والتكنولوجيا ، ولم تشر إلى الصيد البحري في وزارة الفلاحة والتغذية والبيئة وهو ما استنكره الحزب الاشتراكي العمالي المعارض ، الذي اعتبر أن الثقافة الاسبانية تعد أهم كنوز إسبانيا ومصدر إشعاعها في العالم ، منتقدا عدم اهتمام الحكومة الجديدة بقضايا البحث العلمي والصيد البحري.