شهد مقر الأممالمتحدة بنيويورك أول مس، اجتماعا بين جلالة الملك ورئيس الحكومة الإسبانية ، خوسي لويس رودريغيث ثاباطيرو الاجتماع الذي ارتقبه الرأي العام في المغرب وإسبانيا ، بالنظر إلى التطورات الأخيرة التي شهدتها العلاقات بين البلدين ، ودام أزيد من نصف ساعة ، حظي باهتمام وحضور إعلامي كبير. وبهذه المناسبة ، جدد جلالة الملك تشبث المغرب بتطوير العلاقات المغربية الإسبانية، في إطار جو من الطمأنينة والتعاون والاحترام المتبادل. وأشار جلالة الملك إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا إيجابيا في الميادين السياسية والاقتصادية والأمنية. ومن جهته، نوه رئيس الحكومة الإسبانية تنويها خاصا بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قام بها المغرب بقيادة جلالة الملك . وجدد ثاباطيرو دعم إسبانيا لتعزيز شراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والاتحاد الأوروبي في إطار» الوضع المتقدم» ، كما أشاد رئيس الحكومة الإسبانية بالدور البناء للمغرب في بروز فضاء أورو متوسطي ينعم بالسلم والاستقرار والتنمية والرخاء، ويتميز بمبادلات إنسانية وثقافية. وقال ثاباطيرو في لقاء مع الصحافة عقب الاجتماع ، بأنه يمكن التأكيد بأن علاقات إسبانيا مع المغرب تعيش ظروفا جيدة ، وهو ما اعتبره مراقبون طيا لصفحة الأزمة التي نشبت الصيف الماضي بعد الاعتداءات التي طالت مغاربة بنقطة الحدود الوهمية بمليلية المحتلة . وفي هذا الإطار أعلن رئيس الحكومة الاسبانية أن السفير الاسباني بالرباط ، ألبرطو نافارو ، والسفير المغربي بمدريد ، أحمد ولد سويلم سيباشران مهامهما قريبا . كما أعلن ثاباطيرو أن عاهلي البلدين ، جلالة الملك محمد السادس والملك خوان كارلوس ، سيلتقيان في المستقبل القريب ، مشددا على أهمية العلاقات بين العاهلين في ما يخص تطوير العلاقات الإسبانية المغربية . وذكر ثاباطيرو أن مباحثاته مع جلالة الملك لم تدخل إلى التفاصيل وإنما تم استعراض مجمل القضايا التي تشغل الطرفين، مشيرا في هذا الصدد إلى أن اللقاء الذي سيعقده وزيرا خارجية البلدين ، موراتينوس والفاسي الفهري ، يوم الجمعة القادم بنيويورك ، سيواصل بحث هذه التفاصيل . اللقاء بين جلالة الملك ورئيس الحكومة الإسبانية حظي باهتمام إعلامي إسباني كبير ، في وقت ظلت صحافة اليمين تواصل العزف على نغمتها المعتادة ، بالتقليل من أهمية التقدم الذي أحرزه الطرفان والهجوم على ثاباطيرو ، حيث استغلت تفاصيل غير مهمة لتضخيمها ، مثل عدم وجود علم إسبانيا خلال اللقاء ، وقول ثاباطيرو لجلالة الملك « المهم هو الصورة» وهي الجملة التي التقطتها ميكروفونات الكاميرات التي حضرت في البداية لتسجيل اللقاء .