رغم أن الزيارة التي قام بها الوزير الأول خوسي رودريكيز ثاباطيرو إلى بلادنا يوم الجمعة الماضي لا تصنف في إطار الزيارات الرسمية التي تقوم بها الشخصيات الكبيرة ببلادنا، ورغم أن هذه الزيارة تندرج في إطار تقليد متميز في العلاقات المغربية الاسبانية حيث يحرص كل رئيس وزراء إسباني جديد بتدشين زياراته الخارجية إلى المغرب وهي القاعدة التي احترمها رئيس الوزراء الاسباني ثاباطيرو الذي فاز حزبه في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت خلال شهر مارس الماضي، مع ذلك كانت زيارة الوزير الأول الاسباني الأخيرة فرصة مهمة مكنت العلاقات بين البلدين بكثير من الأكسجين، وزادتها حيوية ونشاطا. بل إن طابعها المتفرد أتاح للمسؤولين في البلدين الحديث في كافة القضايا، حيث تطرقت المباحثات الجدية والمسؤولة التي جرت بين الوزير الأول المغربي عباس الفاسي وضيف المغرب الوزير الأول الاسباني إلى كافة القضايا التي تحظى باهتمام البلدين بما في ذلك بعض القضايا التي تبدو شائكة من قبيل قضية سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما التي طرحها الوزير الأول المغربي عباس الفاسي وتم الحديث عنها في إطار جو من التفاهم والمسؤولية. ومن المحقق فإن هذه الزيارة التي توجت باستقبال جلالة الملك محمد السادس للوزير الأول الاسباني بما يؤشر على العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك للعلاقات مع الجارة إسبانيا. وكان الوزيران الأولان، في المغرب وإسبانيا قد توجا هذه الزيارة بتنظيم ندوة صحافية مساء يوم الجمعة الماضي بمدينة وجدة، وفي هذا السياق أكد الوزير الأول الإسباني السيد خوصي لويس رودريغيز ثاباتيرو أن زيارته إلى المغرب تعكس إرادة إسبانيا في إقامة علاقات متميزة مع المغرب. وأشاد ثاباتيرو بمتانة العلاقات البناءة التي ربطت بصورة دائمة بين المغرب وإسبانيا. وقال أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا جيدة وستظل كذلك على الدوام"" . وبعد أن وصف المغرب بالبلد ""الجار والصديق"" الذي تجمعه بإسبانيا روابط تتقوى أكثر فأكثر في المجال الاقتصادي أكد أن هذا التعاون يشمل أيضا مجالات الأمن ومحاربة الهجرة السرية. وذكر السيد ثاباتيرو في هذا الصدد بمشروع الربط القار بين البلدين عبر مضيق جبل طارق والذي سيعزز التعاون المغربي الإسباني الذي يوجد اليوم في وضعية متميزة وسيشجع المبادلات بين القارتين الإفريقية والأروبية. وفي السياق ذاته نوه السيد ثاباتيرو بالدور الذي يضطلع به نحو 500 ألف مغربي يقيمون بإسبانيا والذين يساهمون في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلدين على حد سواء. وفي معرض تذكيره بوجود أزيد من 600 مقاولة إسبانية بالمغرب شدد المسؤول الإسباني على ضرورة تكثيف العلاقات بين الرباط ومدريد كما أشار من جهة أخرى إلى أهمية اجتماع اللجنة العليا الذي ينعقد سنويا في المغرب أو في إسبانيا. وأشاد الوزير الأول السيد عباس الفاسي بالآفاق الواعدة للعلاقات بين المغرب واسبانيا البلدين الجارين اللذين لهما "" حقوق وعليهما واجبات أملتهما متطلبات القرب"" . وقال السيد الفاسي خلال الندوة الصحفية""إنه أمر طبيعي أن يلتقي البلدان بشكل منتظم من أجل بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك "" . وشدد السيد الفاسي بهذه المناسبة على العلاقات العريقة القائمة بين المغرب واسبانيا مؤكدا أن المملكتين تربطهما علاقات الاحترام المتبادل وتتطلعان معا إلى مستقبل مشترك ومزدهر. وذكر بأن الاتحاد الأوروبي وإسبانيا يعترفان "" بالجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب, والتي مكنت من تراجع تدفق المهاجرين السريين نحو أوروبا "". كما نوه بمبادرة الحكومة الإسبانية التي سمحت بتسوية وضعية الآلاف من المهاجرين المغاربة بإسبانيا.