خاض مؤخرا تلاميذ ثانوية ابن بطوطة التأهيلية المتواجدة بمدينة أكليم والتابعة لنيابة وزارة التربية الوطنية ببركان، إضرابا مفتوحا استمر ثلاثة ايام متتالية، تخللتها مسيرة سلمية حاشدة، جابت اهم شوارع المدينة في اتجاه مقر الباشوية. وقد ردد المحتجون،الذين لقوا تضامنا من قبل اساتذتهم وجمعية اباء واولياء التلاميذ، شعارات استنكروا من خلالها ما آلت اليه الوضعية الامنية بمؤسستهم، منددين، في الوقت ذاته، بصمت الجهات المعنية عن تلك الوضعية وذلك بالرغم من تنبيهها سواء من طرف التلاميذ او من طرف الاطر التربوية الذين استنفدوا كل الوسائل انتظارا لتدخلات عملية لحماية امن وسلامة التلميذات والتلاميذ وكذا جميع العاملين بالمؤسسة، الا ان اسلوب التراخي في معالجة المشكل، تسبب في اشتداد حدة التهجمات المتواصلة على المؤسسة المذكورة من طرف غرباء مسلحين بأسلحة بيضاء، يقتحمون فضاءها واقسامها وحتى مراحيضها، بل لم تنج حتى داخلية التلميذات من ذلك . هذا وقد أفادت مصادر من داخل المؤسسة جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بأن الحدث الذي افاض الكأس كان يوما قبل الدخول في الاضراب، حيث اقتحم أحد الغرباء المؤسسة، فاحتجز تلميذة داخل أحد المراحيض شاهرا في وجهها سلاحه الابيض، مما خلق رعبا حقيقيا في اوساط التلميذات والتلاميذ والاطر التربوية والادارية، لهذا ، تتابع مصادرنا، كان لابد من ان يتحرك التلاميذ للفت انتباه المسؤولين عن تدبير الجانب الامني بالمدينة الى خطورة الوضع وما يتطلبه منهم من أخذ المشكل مأخذ الجد لاسيما وان الامور تحولت الى ظاهرة يعيشها التلاميذ والتلميذات بشكل يومي . وقد توج الاضراب والمسيرة السلمية بلقاءات مكثفة جمعت ممثلي التلاميذ بباشا المدينة الذي اعترف ،حسب ذات المصادر، بعدم وجود امكانات لوجيستيكية لحماية المحيط التربوي للمؤسسة بشكل مستمر . ممثلو التلاميذ انتقلوا بعد ذلك الى مقر عمالة بركان ،حيث طرحوا مشكلهم على مختلف الاطراف المعنية بأمن المؤسسة ومحيطها ليتم التوصل الى حلول اعتبرتها مصادرنا مهمة اذا ما ظل الالتزام بتنفيذها قائما، مما جعل التلاميذ يفكون اضرابهم ويعودون الى اقسامهم،لكنهم أكدوا على ان أي إخلال بما تم الاتفاق حوله سيفتح الباب واسعا امام اشكال نضالية فورية وتصعيدية حتى تنتزع كل الاطراف التربوية بثانوية ابن بطوطة التأهيلية حقها في التمدرس ضمن شروط تربوية وأمنية ملائمة . من جهتهم ربط بعض آباء تلاميذ الثانوية المذكورة في تصريح للجريدة بين تردي الوضعية الامنية بالثانوية المذكورة وبين عدم توفر مدينة اكليم على مفوضية للشرطة بالرغم من ان مساحتها قد اتسعت وعدد سكانها يتجاوز 10 الاف نسمة، وقد استغرب الآباء من عدم تفعيل المركز المخصص للامن الذي تم تشييده منذ مدة طويلة وظل مطلبا ملحا للساكنة تداوله المجلس البلدي في دوراته غيرما مرة ومن شأن هذا المركز تقول ذات المصادر ان يلعب دورا مهما في التغطية الامنية بالمدينة على غرار ما تعرفه جارتها زايو التي استفادت من تواجد دائم لرجال الشرطة الذين احدثوا تحولا نوعيا بالمجال الأمني المحلي .