و أخيرا تصالح فريق أولمبيك أسفي مع جماهيره العريضة بتحقيقه الإنتصار ضد فريق الوداد البيضاوي في مباراة شهدت حضورا لافتا لعدد كبير من أنصار الفريقين، كما قادها باقتدار الحكم محمد سيدي يارا رفقة الكاسمي و أيت عبو. فبمعنويات مرتفعة نتيجة عودته بالنقطة الكاملة ضد شباب المسيرة في الدورة الماضية، استطاع الفريق الأسفي استغلال مجموعة من الظروف للظفر بالنقاط الثلاث: انفصال الوداد عن دوكاستيل، غياب عدد من اللاعبين الأساسيين خصوصا في خط الوسط: أجدو-برابح-فتاح و انضاف اليهم في آخر لحظة المدافع الأوسط يوسف رابح. المدرب السكتيوي اعتمد نفس التشكيل المنتصر ضد المسيرة، في حين اعتمد المدرب المؤقت الجيلالي فاضل نهجا تكتيكيا هجوميا و هو يغامر بالدفع ب4 مهاجمين: العلاوي-القديوي- الحواصي و ياجور، مما ترك فراغا مهولا وسط الميدان استطاع لاعبو الأولمبيك استغلاله في لحظات كثيرة من عمر المباراة التي ابتدأت حارقة منذ الدقيقة 5 حينما انسل بلخضر من الوسط ليمرر نحو المهاجم الأوسط نديون الذي سيضيع تسجيل هدف السبق و بعدها بثواني قليلة سيتدخل الحارس المياغري لينقذ مرماه من هدف على إثر رأسية المهاجم المتحرك رفيق. لكن الفريق الزائر لم يبق مكتوف الأيدي، بل سيرد بقوة عبر الهجومات المضادة السريعة التي سيضيع خلالها لاعب الوسط هدفا محققا على بعد مترين من الحارس مارويك. بعدها تبادل الفريقان الهجومات حتى حدود الدقيقة 36 حينما انسل اللاعب رفيق من اليمين، المدافع الأيسر لمسن يعرقله وسط مربع العمليات، ليعلن الحكم عن ضربة جزاء واضحة سيسجل من خلالها المهاجم نديون هدف السبق لفريقه. هذا الهدف سيلهب حماس الجماهير الغفيرة التي شكلت بالفعل عنصرا بارزا في هذه النتيجة الإيجابية. الجولة الثانية ستشهد حربا تكتيكية من نوع آخر بين المدربين الوطنيين و ذلك بمحاولتهما الإستفادة من كل التغييرات الممكنة: إشراك المهاجمين لكحل و الطلحاوي و بكاري كوني من جانب الوداد، في حين أشرك الأولمبيك كل من المهاجم المتألق حمد الله و لاعب الوسط البزغودي و المدافع العماري. و بالفعل سيرتفع إيقاع المباراة بشكل ملحوظ: العلاوي سيضيع أحسن فرصة للتعادل في الدقيقة 46 بعد ارتطام كرته بالقائمين الأيمن و الأيسر للحارس. بعدها قذفة الحواصي ستمر محادية للمرمى في الدقيقة 57. بعد ذلك ستنطلق السيطرة للفريق المضيف بتضييع مجموعة من الفرص المهمة: حمد الله د76 و الدمياني د89، و كان اللاعب البديل حمد الله قد استطاع تسجيل هدفا ثانيا في الدقيقة 78 حينما استغل ضربة خطأ مباشرة سينجح في إسكانها مرمى الحارس الدولي الذي لم يحرك ساكنا و تابعها فقط بعينيه و هي تسكن الشباك. و على بعد 4 دقائق من نهاية المباراة، خطأ فادح للحارس مارويك الذي أسقط المهاجم ياجور بعيدا عن الخشبات الثلاث، الحكم لم يتردد في الإعلان عن ضربة جزاء سجل منها المهاجم العلاوي هدفا وحيدا لفريقه الذي لم يستطع الرجوع في المباراة التي انتهت بفوز مهم و مستحق للفريق الأسفي الذي كان ينتظره بصبر كبير ليختتم نهاية الشوط الأول بانتصارين متتاليين مهمين كفيلان بالرفع من معنويات الفريق و إدخال الروح إلى محيطه في انتظار دخول المنعرج الثاني من عمر البطولة. للإشارة فقد غابت مكونات الفريق البيضاوي عن الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء، في حين أكد المدرب السكتيوي عن أهمية الانتصار على فريق من حجم الوداد البيضاوي، مضيفا بن لاعبيه أبانوا هذه المرة عن قتالية كبيرة و يستحقون هذا الانتصار الذي سيكون بالفعل تأكيدا عن صحوة الفريق الأسفي الذي قال بأنه يبقول كلمته في الشطر الثاني من عمر البطولة الوطنية.