كان متتبعو مؤجل الجولة التاسعة عشرة بين أولبيك آسفي والوداد البيضاوي يعتقدون أن المباراة ستنتهي إما بغالب أو مغلوب أو بنتيجة التعادل، إلا أن كل هذه المعادلات تكسرت في هذه المباراة، إذ أبى لاعبو الفريقين إلا أن يحولوا المباراة إلى حلبة للملاكمة بدل كرة القدم. وجاء التحول في المباراة في حدود الدقيقة الثالثة والسبعين من عمر المباراة، بعدما اصطدم مدافع اولمبيك آسفي عماد العمري بمهاجم الوداد البيضاوي مصطفى العلاوي، ليضطر حينها العمري إلى محاولة إبعاد الكرة حتى يمكن من إسعاف العلاوي، لكنه فوجئ بأن الكرة ذهبت مباشرة إلى مهاجم الوداد، الكونغولي فابريس اونداما، الذي توغل نحو معترك عمليات المسفيويين وتمكن من إيداع الكرة خلف شباب حارس اولمبيك آسفي مارويك، معلنا تفوق الوداد، حينها أقدم العمري وزميله عبد العزيز بن شعيبة على تتبع خطوات اونداما الذي انطلق مسرعا نحو جماهير الوداد للتعبير عن فرحته بعد تسجيل الهدف، ليفاجأ وهو يعانق جماهير الوداد في السياج الحديدي بتدخل لارياضي من قبل كل من عماد العمري وعبد المالك بنشعيبة، اللذين أظهرت الصور التلفزيونية تدخلهما العنيف في حق فابريس اونداما، إذ تعرض لوابل من اللكمات ليضطر حينها مدافع الوداد جمال العليوي إلى الدفاع عن زميله فابريس بتوجيه لكمات مضادة إلى العمري، وتتحول المباراة إلى ساحة لمباراة في الملاكمة بين الطرفين. والغريب أن تصرف عبد الملك بن شعيبة وعماد العمري، والذي لا يقبله أي عاقل، لم يدفع حكم المباراة إلى الإعلان عن خطأ في حق العلاوي وطالب بمواصلة المباراة وأعلن مشروعية الهدف، وهو ما يفسر أن اللاعبين في حاجة ماسة إلى معد ذهني في أي حصة تدربيبة، فسلوك بنشعيبة والعمري والعليوي لم يتقبله أنصار الفريقين ومتابعو الدوري الوطني، خاصة انه صدر من لاعبين يجدر بهما أن يمثلا الروح الرياضية في أبهى حلة. فالعليوي مثلا منادى عليه لتعزيز المنتخب الوطني في مباراة الديربي المغاربي ضد منتخب الجزائر، ولاعب محترف سبق أن جاور فرقا فرنسية وسويسرية، أما العمري فسيرته الذاتية تؤكد تورطه في واقعة سابقة في عام 2007 بعد الأحداث اللارياضية التي شهدتها مباراة بين أولمبيك آسفي ومولودية وجدة بالملعب الشرفي بوجدة، تم حينها إيقاف العمري مدى الحياة قبل أن تتدخل لجنة الاستئناف ويتم تخفيف العقوبة إلى ستة أشهر. ومن الغريب أن المباراة شهدت كذلك أحداثا لارياضية أخرى، كواقعة مدافع الأولمبيك خرماج ضد مدرب الوداد فخر الدين رجحي والتي كانت بدورها ستتحول إلى ما لا تحمد عقباه لولا تدخل لاعبي الفريقين. يذكر أن المباراة انتهت بتفوق للوداد بهدف للاشيء وسجلت استمرار نزيف الوداد في عدد البطاقات الحمراء بعد طرد كل من العليوي واونداما في حين طرد من صفوف اولمبيك آسفي عماد العمري.