شكل حفل تكريم محمد عبد الرحمان برادة، الجمعة الماضية بالدارالبيضاء، لحظة وفاء كبيرة استحضرت خلالها عدد من الشخصيات الوازنة المنتمية لكل الأطياف الخصائص المهنية والانسانية وروح المبادرة وكذا الانفتاح التي تميز محمد برادة. كما كانت هذه اللقاء الذي نظمه المعهد العالي للصحافة والإعلام الخاص، الجمعة الماضي بالدارالبيضاء، مناسبة أسهم في سموها استعراض زخم من الذكريات الجميلة التي ميزت المسار المهني والإنساني لمحمد برادة قدمتها شخصيات واكبت مسيرته وجايلته. وفي هذا الإطار ساهم الزميل حسن عمر العلوي بكلمة في هذا الحفل التكريمي استهلها كالتالي: «.. سبق وأن تحدثت عن الصديق محمد برادة في أكثر من مناسبة حتى بت أخشى أن ما أقوله لا يعدو أن يكون تكرار لما سبق، لكن خاصيات المحتفى به المتعددة والمتجددة.. تجعلني لا أشعر بأدنى إحراج في المساهمة كلما منحت الفرصة للاحتفاء بمحمد برادة. لم يعد الأمر يعني من هو محمد برادة أو ماذا فعل، لم يعد الأمر يعني تعداد منجزاته في الميدان الإعلامي ببلادنا، فمعرفة ذلك صار أمرا سهلا، إذ يكفي بالنسبة للشباب الناشئ أن يضع أنامله على مفاتيح هذه الآلة التي يسمونها الأنترنيت وما وقع فيها من تطورات مذهلة حسب أجيالها التي تتناسل بسرعة خارقة، ويطلب معلومات عن محمد برادة وشركة سبريس حتى تتوافر لديه الكثير مما ينشده. لذلك، فان مداخلتي هذه تتضمن وباقتضاب، اقتراحا بأن يفيدنا محمد برادة بما اكتنف تجربته من ملابسات ومواقف تتسم أحيانا بالمغامرة وأحيانا أخرى بالمفاجآت. نعم، كانت سبريس تحديا لأكثر من طرف، ولكن ماهي تفاصيل هذا التحدي؟ وكيف استطاع أن يجمع بين أطراف ولو كانت ترجع في الأصل إلى أرضية وطنية مشتركة، فقد كانت تفرقها، وربما لازالات حيثيات تاكتيكية ومرحلية؟ ثم، كيف استطاع أن يتغلب على عوامل التيئيس، بل والمناورات الرهيبة، وهو يحاول تأسيس ورق بريس بقصد توفير مزيد من الأمان لاستمرار صدور الصحافة الوطنية وازدهارها وتوسعها؟ وماهي العراقيل التي صادفته في هذا السبيل؟ فإذا كان مشروع سبريس يصطدم بقوى ظاهرة بوجود شركة أجنبية احتكارية قد يدعو عملها التمييزي الذي يرجع أصلا لعهد الاستعمار في ميدان التوزيع وإعطاء الأولوية للصحافة الأجنبية إلى ظهور موجة من الحنق والاستنكار، فإن مشروع ورق بريس كشف المسكوت عنه في هذا المجال الحيوي على أكثر من مستوى. وبدا، ولأول مرة، أن هناك قطاعا استراتيجيا وحيويا يخضع لاحتكار غير معلن ويخضع لإجراءات عرفية جعلت كل من يحاول الاقتراب منه يكتوي بالنار. عالم الورق، عالم غريب، دخل إليه صاحبنا على أساس أن الميدان مفتوح أمام الجميع، وأنه، وببساطة، يخضع لقانون التجارة الحرة، فإذا به يصطدم بعالم ملئ بالمخاطر إلى حد التهديد بالتصفية الجسدية، ولو بشكل غير مباشر. قوات ذات نفود تجعل من الباخرة المبحرة من هامبورغ محملة بشحنة الورق إلى الدارالبيضاء تغير مسارها لتصل بشحنتها إلى أحد الموانئ النائية من آقاصي آسيا! نعم، كل هذا حدث، وظل محمد برادة صامدا أمام العواصف الهوجاء. تفاصيل ما حدث سواء بالنسبة لظروف وملابسات تأسيس سبريس أو ورق بريس أمانة في عنق محمد برادة، وهي أمانة تاريخية، عليه أن يقدمها في شكل مذكرات خدمة للتاريخ وخدمة للشباب المنقطع عن مواكبة ما حدث، لأننا مسؤولون عن عدم التبليغ، ويعلم القانونيون أن عدن التبليغ جنحة إن لم يكن جريمة في مثل حالتنا هذه يعاقب عليها،لذلك، فنحن جميعا، أي الجيل الذي عاش وعاين الأحداث وعانى منها مدان إلى إشعار آخر». محمد مرادجي: محمد برادة يكشف ألاعيب الجزائر والبوليزاريو كشف محمد مرادجي خلال لقاء تكريمي لمحمد عبد الرحمان برادة، المدير العام السابق للشركة الإفريقية للتوزيع والنشر «سابريس» نظم على شرفه لاستحضار مساره، بعضا من ألاعيب ومناورات الجزائر وجبهة البوليساريو خلال انعقاد إحدى القمم العربية في الجزائر سنوات السبعينيات. وتحدث المصور المغربي محمد مرادجي خلال هذا الحفل، كيف نجح كمصور رفقة محمد برادة في تقديم دليل إلى الراحل الملك الحسن الثاني على وجود عناصر من جبهة البوليساريو في جلسة عمومية لمؤتمر القمة العربية المنعقد في الجزائر العاصمة الجزائر. وقال محمد مرادجي، خلال لحظة الوفاء و التكريم هاته التي حضرها عدد من ممثلي وسائل الاعلام وشخصيات وازنة تنتمي إلى عالم السياسة والثقافة والاعمال والفن والرياضة والمجتمع المدني، كيف لاحظ محمد برادة خلال جلسة عمومية لمؤتمر القمة العربية «انسلال وفد البوليساريو من أحد الأبواب الخلفية للجلسة العامة لينضم إلى القادة العرب». وأوضح محمد مرادجي خلال حفل تكريم محمد عبد الرحمان برادة، الذي أسهب الصحافيون والإعلاميون الذين واكبوا مسيرته وجايلوه أو عرفوه عن قرب، في الحديث عن مزاياه المهنية والإنسانية، أنه «حينما اكتشف برادة أمر انسلال أعضاء جبهة البوليساريو إلى القاعة طلب مني أخذ صورة لأعضاء جبهة البوليساريو وتأريخ هذه اللحظة التي ستتحول في ما بعد إلى دليل». وقال محمد مرادجي، إن «ملاحظة برادة دخول الوفد جبهة البوليساريو، و أن الفطنة جعلته يطلب الصور من أجل تمكين الراحل الملك الحسن الثاني من دليل». وأضاف محمد مرادجي أنه تم بعد ذلك إخبار الراحل الملك الحسن الثاني، الذي كان حينها يقيم في باخرة «مراكش» بالواقعة، وأشار إلى أن الملك فاتح الرئيس الجزائري الشادلي بن جديد بخصوص هذه الواقعة . وأكد الراحل الملك الحسن الثاني للرئيس الجزائري الشادلي بنجديد أنه لن يشارك في أشغال المؤتمر إذا حضرت جبهة البوليساريو «الأمر الذي نفاه الرئيس الجزائري جملة وتفصيلا». غير أن الراحل الملك الحسن الثاني، يقول محمد مرادجي، واجه الشادلي بنجديد بالرغم من نفيه حضور أعضاء وفد جبهة البوليساريو».