تسابق العشرات من المواطنين للبحث عن وسيلة للنزول إلى خط السكة الحديدية الرابط بين طريق اولاد زيان ومحطة محج محمد السادس، في اتجاه محطة بوشنتوف المعروفة بمجاورتها ل «رحبة الزرع»، وذلك في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، من أجل محاولة الظفر بكمية من القمح المتناثر على جانب خط السكة الحديدية، بما فيها استعمال عمود حديدي للإنارة الكهربائية بالنسبة للاماكن التي تعذر منها النزول إلى الأسفل! تفاصيل السباق نحو الظفر ب «كمشة قمح»، انطلقت بعد تدفق كميات كبرى منه عبر باب إحدى حاويات قطار ، فتح على حين غرة لسبب من الأسباب، وهو الذي كان قادما من الميناء محملا بأطنان القمح في اتجاه وجهته المعتادة، وذلك مساء أول أمس الأربعاء، إذ بمجرد عبوره المحور الرابط بين اولاد زيان وبوشنتوف حتى شرع في ترك خط اقتفاء آثاره المتشكل من القمح، الذي أسال لعاب العديد من المواطنين وأثار شهيتهم صباح أمس الخميس، وهم يعاينون الأرض تكسوها صفرة قمح هو من النوع الجيد ، الأمر الذي دفع كل واحد منهم إلى تدبر كيس بلاستيكي أو قفة أو حتى «خنشة» من أجل حشوها بدقيق قد يكون زادا ومعينا على تشكيل كسرة خبز أضحت «حارة» في زمن الهشاشة والعوز! المصالح الأمنية وأمام هذا «الغزو» البشري للسكة الحديدية، عملت على نشر عناصر تابعة لها وتحديدا بمحطة «رحبة الزرع» قصد ثني المواطنين عن جمع حبات القمح المتناثرة ومنعهم من الإقدام على هذه الخطوة، إلا أن أشخاصا آخرين آثروا العمل بالمثل القائل « اللي عندو باب واحد الله يسدو عليه»! وتوجهوا صوب منطقة «لاجيروند» حيث لم تكن تتواجد هناك أية حراسة أمنية، وشرعوا في تسلق الأعمدة الكهربائية ذات التردد العالي نزولا نحو «الغنيمة الصفراء»، من أجل جمع ما تيسر منها، سيما أن كمية القمح التي شكلت بساطا أصفر على جانب خط السكة، لم تكن بالهينة. مشهد التسابق من أجل الظفر بالقمح الذي «تهاوى» من قطار الشحن، شكل لحظة قوية للتأمل بالنسبة للعديدين، ورسم علامة استفهام كبرى، هي عنوان عريض على الحاجة الدفينة في نفوس العديد من المواطنين، الذين يحملون فوق ظهورهم أعباء الحياة اليومية بتبعاتها المختلفة، والتي قد لاتبدو ظاهرة للعيان إلا أن حادثا بسيطا من هذا القبيل الذي عرفه خط السكة الحديدية كفيل بتعريتها وفضحها، وفضح كل الترقيعات التي يتم «التطبيل» لها بهذا الشأن!