ضاعت أطنان من القمح اللين، المستورد من فرنسا، صباح أمس الخميس، بالدارالبيضاء، بعد تسرب كميات كبيرة من هذه المادة من مقطورة قطار مخصص لنقل الحبوب. وجاء تسرب القمح من المقطورة بعد عطل أصابها، في محطة السكك الحديدية الجديدة بدرب السلطان، بالقرب من شارع محمد السادس، ولم ينتبه قائد القطار لهذا العطل، وواصل طريقه نحو مخزن يستقبل أطنانا من القمح المستورد من البلدان المنتجة لهذه المادة، يوجد شمال البلاد. وشاءت الصدف أن يقع الحادث قرب سوق الحبوب في درب السلطان، بالدارالبيضاء (الرحبة)، حيث يوجد عشرات العمال، يمتهنون حرفا لها علاقة بجمع وغربلة جميع أنواع الحبوب والقطاني. وفور انتباههم إلى الحادث، هرع العديد منهم إلى السكة الحديدية، بجميع وسائلهم الذاتية لجمع الحبوب، التي غطت السكة الحديدية ومحيطها، متجاهلين الخطر، الذي قد يهدد حياتهم في النفق الصغير للقطار. وبدت السكة الحديدية قرب "رحبة" درب السلطان، كما عاينت "المغربية" ذلك، مكتظة بالعمال سوق الحبوب، إضافة إلى مجموعة من الفضوليين، رجالا ونساء، وقاصرين حاملين أكياس لجمع الحبوب، إذ كان الكل يسارع لجمع أكبر كمية من القمح العالي الجودة، حسب ما أكد عبد الكبير، عامل في "الرحبة"، الذي بدا منهكا جراء المجهود في جمع القمح. لكن مجهوده ذهب سدى، إذ حال تدخل السلطات المحلية والأمنية دون أن يحمل وزملاؤه في المهنة الأكياس، التي ملؤوها بالقمح اللين، وأجبر التدخل الأمني كل من هب إلى جمع حبات القمح الضائع، المنتشرة على مساحة فاقت 300 متر، على مغادرة السكة الحديدية والتخلي عن الكميات، التي عكفوا على جمعها منذ السابعة والنصف من صباح أمس الخميس، في حين، لاذت مجموعة أخرى بالفرار، مستغلة حالت الارتباك، التي عمت المكان. ومن المنتظر حسب مصدر "المغربية"، أن تجند السلطات المحلية في درب السلطان، بتنسيق مع الجهات المختصة، طاقما لجمع ما يمكن جمعه من القمح اللين. يذكر أن المغرب يستورد سنويا حوالي 20 مليون قنطار من القمح اللين الفرنسي، ويستحوذ السوق الفرنسي على حوالي 17 في المائة، من الحجم الإجمالي لواردات المغرب من القمح اللين.