في نفس اليوم الذي كان فيه العالم يحتفل بالذكرى 63 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، اهتز الرأي العام المحلي بمريرت، إقليمخنيفرة، مساء السبت 10 دجنبر 2011، على وقع اعتداء شنيع على شقيقتين يتيمتين من طرف رئيس المجلس البلدي لمريرت، وهو في ذات الوقت مستشار برلماني بالغرفة الثانية، ولم يمر هذا الفعل دون أن يخلف موجة سخط وغضب بين مختلف الشرائح الاجتماعية بالمدينة، قبل انتقاله بالصوت والصورة بواسطة شريط فيديو عممه نشطاء حقوقيون عبر الشبكة العنكبوتية، حيث روت من خلاله الضحيتان ملابسات وتفاصيل الاعتداء الذي تعرضتا إليه وسط تضامن واسع من لدن مختلف مكونات المجتمع المدني. وتفيد المعطيات الأولية، التي حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي»، أن الشقيقتين الضحيتين، مليكة وخديجة بن محمد، اتجهتا يوم الاعتداء عليهما نحو مقهى رئيس المجلس البلدي (م.ع )، والواقعة بالشارع الرئيسي لمريرت، قصد استعطافه وثنيه عن قرار هدم مقهى اكتراها والدهما منذ عام 2000، وتوسلتا له باعتبارهما يتيمتين ولا مصدر رزق لهما غير هذه المقهى، إلا أن إصرار هذا الرئيس على تنفيذ القرار وارتقائه بالأمور إلى لغة الاستفزاز والتهديد المبالغ فيه، قبل استعماله للعنف أمام الملأ في ضربه وصفعه لإحدى الشقيقتين (خديجة - 22 سنة) بطريقة هستيرية، ولما تدخلت الشقيقة الثانية (مليكة -16 سنة) لم يتوان عن تعريضها هي الأخرى للضرب، حيث عمد إلى تعنيفها ورفسها بقوة على مستوى البطن، وأسقطها على الأرض مغمى عليها، ما استدعى نقلها إلى مستوصف مريرت ومنه إلى المستشفى الإقليميبخنيفرة لتلقي الفحوصات والإسعافات الضرورية، وهي تلميذة بإعدادية حمان الفطواكي بمريرت، بينما شقيقتها تدرس بالمدرسة الفلاحية بن خليل. وحسب مصدر حقوقي من مريرت، فوقائع هذه الحادثة تعود إلى يوم اكترى والد الشقيقتين (بناصر بن محمد) المقهى المعلومة، قبل وفاته في التاسع من أكتوبر المنصرم، وهو من متقاعدي شركة تويسيت المنجمية بجرادة، والمقهى المذكورة تابعة لنادي شباب مريرت لكرة القدم الذي يستفيد من مداخيل كرائها، قبل مصادقة أغلبية الرئيس بالمجلس البلدي لمريرت على قرار هدمها لأسباب مجهولة ومشبوهة، وخلال إحالة الملف على الجهات الإقليمية، كان طبيعيا أن يعاني مكتري المقهى نفسيا جراء هذا القرار المفاجئ الذي يكون قد عجل بتردي وضعه الصحي وانتقاله إلى جوار ربه. وفي يوم السبت عاشر دجنبر 2011، حل بعض موظفي بلدية مريرت بالمقهى المذكورة، والتي يسيرها عم الشقيقتين المعتدى عليهما، وهو بالمناسبة عامل منجمي سابق أيضا بجرادة، ويربطه عقد شراكة مع أخيه بالمقهى، حيث تم إشعاره بضرورة «الرحيل» لتنفيذ قرار الهدم المصادق عليه من طرف رئيس المجلس البلدي، ووقتها بلغ الخبر / الصاعقة إلى علم الشقيقتين اللتين حاولتا ثني الرئيس عن تنفيذ القرار، إلا أن توسلهما إليه اصطدم بالتعنيف!