أضحى الواقع البيئي الذي تعيش وسطه ساكنة دوار «مزاب» والدواوير المجاورة، على الشاطئ الساحلي والتابعة للنفوذ الترابي لمقاطعة عين حرودة (عمالة المحمدية)، يطرح تساؤلات مخيفة حول الوضع الصحي للساكنة، نتيجة تراكم الأزبال بشكل فظيع، والغياب التام ، حسب تصريحات السكان، لشاحنات نقل الأزبال، مما يهدد مختلف شرائح ساكنة الدواوير بأمراض تنفسية خطيرة وأعراض صحية لا تحمد عقباها في ظل واقع الحال ولا مبالاة الجهات المسؤولة حيال الوضع البيئي بالمنطقة. وقد أعربت لنا ساكنة المنطقة عن استيائها الكبير، تجاه عدم اكتراث الجهات المسؤولة بالمأساة التي تعيش وسطها والمعاناة التي يتكبدها الاطفال والنساء والشيوخ على وجه الخصوص، بفعل الروائح الكريهة التي تنبعث من مطرح النفايات ، وكذا بسبب المياه العادمة التي تراكمت بدورها بجنبات الدوار والدواوير المجاورة. يحدث كل هذا، دون التفاتة من الجهات المسؤولة بالمنطقة، لوضع حد للخطورة التي تشكلها الوضعية الحالية على صحة المواطن وسلامة البيئة التي ينادي الجميع اليوم بضرورة الحفاظ عليها والمساهمة في نظافتها. وخلال الزيارة الميدانية لدوار مزاب، اتضحت بجلاء الوضعية البيئية الكارثية التي يشهدها الدوار وكذا الدواوير الاخرى التي أضحت ساكنتها مرغمة على التعايش مع الأزبال التي باتت تتراكم بشكل مخيف وسط وجنبات المياه الراكدة، التي تخترقها ، وهو ما خلف حالة من الاستياء والامتعاض الشديدين لدى الساكنة التي تطالب الجهات المعنية بالتدخل العاجل لوضع حد للظاهرة قبل استفحالها بشكل أكبر، خصوصا وأن الإهمال والتهميش واللامبالاة بمعاناة الساكنة، قد ينعكس سلبا على فئة الشباب وقد يساهم بشكل أو بآخر في ارتماء معظهم إن لم نقل أغلبهم خلف الجريمة والعنف وكذا أشكال الانحراف مع وضع علامة استفهام كبيرة حول مآل الوضعية البيئية الناجمة عن تراكم الأزبال، وكذا عن أسباب نهج سياسة صم الآذان من طرف المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي بدوار «مزاب» والدواوير الاخرى على طول شاطئ زناتة الكبرى.