يتقدم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، للانتخابات التشريعية 25 نونبر 2011، تحت شعار «من أجل بناء مغرب المواطنة» وهو الشعار الذي ينطلق مما حققه المغرب من إصلاح دستوري مع إقرار دستور الفاتح من يوليوز، لتدشين مرحلة جديدة، في اتجاه تحقق المغرب الديمقراطي الحداثي. ويعتبر الاتحاد الاشتراكي، أن التجسيد الحقيقي لهذه الخطوة التاريخية، لا يمكنه أن يتبلور على أرض الواقع، إلا إذا تقدمت بلادنا في تنفيذ ما حمله الدستور الجديد من مبادئ وقيم لإرساء قواعد الدولة الديمقراطية، التي تقتضي احترام إرادة الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة، وإعمال مبادئ حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية واستقلالية القضاء وسيادة القانون. ويلخص مفهوم المواطنة هذه العلاقة الجديدة التي ينبغي أن تربط بين المغاربة ودولتهم، والتي من اللازم أن توفر لهم شروط العدالة والكرامة بواسطة مؤسسات ديمقراطية، ومجتمع تحترم فيه الحريات والحقوق والواجبات، وينعم فيه الفرد بكل شروط الانتماء لوطن يوفر له الحياة الحرة والكريمة. يعني مفهوم المواطنة، تغيير الصورة التقليدية التي يصطلح عليها بعلاقة المسؤول بالمواطن، والتي من الضروري أن تتحول إلى تعاقد واضح مبني على الاحترام المتبادل بين المواطنين والمسؤولين على تدبير الشأن العام، والذين ينبغي أن يخضعوا كلهم وعلى اختلاف سلطهم، للمحاسبة والمراقبة، في إطار دولة الحق والقانون. إن المواطنة، كما جاء بها الدستور الجديد، لا تكتمل في بنائها إلا إذا توفرت شروط التضامن بين كافة الفئات الإجتماعية، للقضاء على الفوارق الطبقية، ولمحاربة الفساد والرشوة والمحسوبية ووضع حد لاقتصاد الريع والامتيازات اللامشروعة، واتخاذ الإجراءات الفعالة للتنمية المتوازنة بين كل الجهات واللغات والثقافات. إن المبادئ التي ناضل من أجلها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، منذ أكثر من نصف قرن ، والتي قدم فيها كافة اشكال التضحيات ومن مختلف المواقع، تقتضي منا جميعا تجسيد القيم النبيلة للمواطنة من خلال مشاركة مكثفة في اقتراع 25 نونبر لتحصين المكتسبات الديمقراطية، والمساهمة الفعالة في بناء مستقبل شعبنا وتشييد مغرب الإنصاف والتضامن والديمقراطية. من أجل بناء مغرب المواطنة، موعدنا جميعا يوم الجمعة 25 نونبر 2011 للتصويت على مرشحات ومرشحي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.