تنتشر عادة في شهر رمضان المسلسلات التلفزيونية المعدة خصيصاً لاستغلال ساعات الذروة المتمثلة في اجتماع أفراد العائلة عند ساعات الإفطار، ولكن الثورات التي عصفت بالمنطقة هذا العام فرضت جدولها على الشاشات، فزاحمت برامج الترفيه الرمضانية وأزاحتها عن صدارة الاهتمام. وكانت المسلسلات في هذا الشهر تعني بالنسبة لشركات الإنتاج ومحطات التلفزة فرصة أكبر للحصول على الإعلانات والأرباح، غير أن الثورات الدائرة في المنطقة هذه السنة بدلت ذائقة المشاهدين بشكل كلي. ويبرر مدير إدارة المحتوى السمعي البصري في شبكة «إم. بي. سي»، بديع فتوح، سبب الإقبال على إنتاج مسلسلات في رمضان بالقول: «في الأيام العادية يشاهد الناس في المنطقة التلفزيون بمعدل أربع ساعات، ولكن في رمضان يتضاعف المعدل إلى ثماني ساعات، الناس معتادون على مشاهدة أنواع معينة من المسلسلات خلال رمضان، مثل الأعمال الكوميدية والدرامية، أو برامج المسابقات.» ولكن الإحصائيات الحديثة تشير إلى إن مشاهدة البرامج السياسية تضاعفت في المنطقة العربية منذ فبراير، مع انطلاقة الأحداث في المنطقة، ومازالت الأرقام المقدمة في هذا السياق تعكس حتى اليوم إقبالاً متزايداً على البرامج السياسية. ويقر فتوح، بهذا الواقع عبر القول: «نحن نراقب ما يحصل الآن، وقد تأثرت مستويات مشاهدة القنوات الترفيهية منذ بداية العام، وبالطبع نأمل أن تعود الأمور إلى سابق عهدها.» من جهته، قال المنتج المصري، صفوت غطاس: «لقد اضطررنا إلى تأجيل بعض الأعمال إلى العام المقبل، ومع كل ما يجري في مصر كان من الصعب علينا الحصول على التراخيص، كما عجزنا عن السفر إلى سوريا للتصوير فيها.» ونظراً للوضع القائم فقد اضطرت الكثير من شركات الإنتاج للاعتماد على أعمال مصورة في الخليج، وتحديداً في المملكة العربية السعودية، لملء الفراغ، غير أن القائمين على شبكات التلفزة يدركون بأن ذلك الإجراء لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة. وفي هذا السياق، قال المدير التنفيذي للشؤون التجارية في مؤسسة دبي للإعلام، أحمد الحمادي: «مصر هي مصر، وهي مركز كبير لهذه الصناعة، وتجاهلها أمر غير منطقي».