تشعر الجهات المسؤولة عن التأهيل الحضري لمدينة وزان بنوع من الارتياح والاطمئنان، وهي ترى كيف أن حرب المنابر الإعلامية والتقارير المرفوعة إلى سلطات الوصاية، تحصر مشكل تأهيل دار الضمانة الذي سبق أن أشرف جلالة الملك على اعطاء انطلاقته، في البطء الذي صاحب انجاز الأوراش المفتوحة بالمدينة، فكان أن ترتب ما ترتب عنه. مشكل التأهيل الحضري لدار الضمانة أعمق وأخطر من ذلك. فهل هناك أخطر من أن تتعرض مشاريع ترعاها السلطات العليا للبلاد للإهانة والتلاعب والاستخفاف؟ التأهيل الحضري لدار الضمانة نموذج صارخ لتبديد المال العام، وعلامة صادمة للفساد في أبشع صوره. لا يحتاج المرء إلى كثير عناء للتدليل على الهدر الذي طال المال العام.فيكفي الانتقال إلى مدخل المدينة من جهة شفشاون ليصاب بالصدمة وهو يقف على «الفساد» الذي طال تزفيت الشارع.....يكفي الانتقال إلى شارع محمد الخامس وبالضبط مقطع عين أبي فارس، حيث سيسقط المرء مغشى عليه وهو يرى كيف أن الزليج البشع للرصيف قد تطاير....والناجي منه كما في أرصفة أخرى مكسر .....يكفي الوقوف على الترقيع الذي عرفته ساحة حي الرويضة بعد أن جرفت مياه الأمطار ما تم انجازه بمآت الملايين....نعم أمطار الرحمة التي تهاطلت على المدينة ،قدمت تقريرا مفصلا ودقيقا عن درجة «الفساد» الذي لحق العديد من مشاريع تأهيلها الحضري ....يكفي الرجوع إلى البشاعة التي ستلحق تأهيل ساحة الاستقلال إن تم اعتماد التصميم الذي صادق عليه بالإجماع المجلس البلدي السابق ! نفس الوضع ينطبق على ساحة 3 مارس، وحديقة للاأمينة.. . عندما كان جلالة الملك يقود، على قدم وساق، مسلسل الإنصاف والمصالحة، قلنا إن مطالب أهل وزان تتلخص في ترقيتها إلى عمالة، ومصالحتها مع جهة الشمال، ورصد ميزانية استثنائية لكي تقلع المدينة. فلم يتأخر جلالته في تفاعله الإيجابي مع هذا النداء، وزار المدينة مرتين أواخر شهر شتنبر2006، وأشرف على اعطاء انطلاقة مشاريع جبر ضرر دار الضمانة الذي كان تجاوز غلافه المالي الأول أزيد من 19 مليارا......نعم إنها الميزانية التي يتفرج البعض اليوم على تبديدها....فرجة ليست مجانية ! المغاربة يتطلعون اليوم إلى تنزيل الدستور المصادق عليه ،ويرون بأن قوته في تفعيله، وإذا كان من بين ماجاءت به هذه الوثيقة ربط المسؤولية بالمحاسبة، فإن ساكنة وزان تدعو كل الجهات الرسمية والمدنية التي توجد في علاقة تماس بحماية المال العام، بالنزول إلى ميدان دار الضمانة، لتقليب صفحات مشروع تأهيلها الحضري للوقوف على حقائق صادمة!