احتفاء بالفيلم السينمائي الوطني القصير، وتقريبا لهذه الإنتاجات من الجمهور المغربي العريض، وتفعيلا للبرنامج الوطني «أنسنة السجون»، نظمت «جمعية تنمية الفضاء المدرسي» و»جمعية أصدقاء مراكز الإصلاح والتهذيب وحماية الطفولة» بتعاون مع أكاديمية الرباط للتربية والتعليم، نشاطا سينمائيا مشتركا يهدف إلى دعم تعلمات التلاميذ بالمؤسسات الإصلاحية والتشجيع على اعتماد طرائق تربوية فنية في التدريس ومعالجة مشاكل النزلاء، عبر اعتماد منهجية «التعلم بطريقة مغايرة». وبالمناسبة تم عرض أفلام مغربية قصيرة ثلاثة، منها: فيلم «ميكا» للمخرج عبد الكبير الركاكنة، فيلم «فوق السحاب» لليلى الأنصاري وفيلم «حب محصن» للمخرج يونس مومين. وقد لقيت عروض الأفلام القصيرة المذكورة تجاوبا فنيا وتربويا كبيرا، من خلال التتبع الواسع لعدد من النزلاء الذي زاد عن 200 مستفيد، ثم من خلال النقاش المفتوح والمباشر مع المخرج والفنان الركاكنة حول الفيلم وتجربته الفنية عامة. وبحضور عدد من الأطر التربوية والإدارية وفعاليات المجتمع المدني وفنانين وممثلي الصحافة الوطنية، تم عرض الفيلم القصير الأول «بلاستيك»، الذي عبر بعده المخرج الركاكنة عن سعادته بالحضور وعرض الفيلم لفئة اجتماعية محتاجة بشكل أكبر إلى الدعم الإجتماعي والتربوي والفني، ومباشرة بعد انتهاء عرض الفيلم، تم فتح نقاش مباشر مع المخرج. للتذكير فالفيلم القصير «بلاستيك» هو عمل سينمائي قصير كتب السيناريو عبد الإله بنهدار، وشخصه كل من : رشيد الوالي، لطيفة أحرار، الحسين الشعبي، سهام حراكة، خديجة الزهواني، لبنى المتوكل، رشيد بورشكيك، عمر سحنون، حسنية المذكوري، عبد الحكيم حاتم، مصطفى كعكاع، جيهان الوردي، لعلو خديجة، بدر الركاكنة، سمير لارغو، الأطفال : رانيا حاتمي وأكرم البركة، ساعده في الإخراج محمد معناوي، أما الإنتاج فلمؤسسة «آدم للإنتاج الفني». وعلى مستوى الموضوعة ، عبر فيلم «بلاستيك» على تيمة تأثيرات الضغط النفسي والاجتماعي على الحياة اليومية خاصة على الأسرة المغربية الجديدة (المحدودة العدد) في ارتباط وتأثير على الطفل. وبالمناسبة قدم المخرج تحية خاصة للمرأة المغربية، والتي اعتبرها المخرج امرأة تعيش حالات من القهر والتمزق بسبب طبيعة العمل خارج البيت وداخله. فيلم «بلاستيك» يسلط الضوء إذن على تيمة اجتماعية جد حساسة، يحكي بالصورة حالة نفسية متوترة لأسرة تنقلب حياتها - في ظل العنف اليومي- إلى مأساة.. وتابع النشاط السينمائي التربوي فقراته لفائدة نزلاء مركز الإصلاح والتهذيب بسلا، تفعيلا للبرنامج الوطني «أنسنة السجون» بعرض فيلم «فوق السحاب» بطولة الطفلة إسراء الدحاني للمخرجة ليلى الأنصاري، عن النادي السينمائي للثانوية التأهيلية ابن سينا بالرباط، وهو الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم التربوي بفاس أبريل 2011، وجائزة الإخراج بمهرجان الفيلم التربوي بمكناس ماي 2011، حيث تم فتح نقاش هام حول دلالاته الفنية والتربوية الهامة. واختتم اللقاء بعرض فيلم «حب محصن» للمخرج الشاب الواعد يونس مومين، الذي قدم عملا سينمائيا يحمل نكهة شبابية، خاصة وأن موضوعته شبابية وأبطاله شباب، وهو الفيلم الذي يحكي مسار حب يعرف منعرجات بين شاب وشابة في عمر الزهور. ولأن مثل هذه الأنشطة الفنية تساعد في تحسين ظروف البيئة التربوية للنزلاء وتسهل اندماجهم داخل المجتمع، كما أن مثل هذه الأنشطة الثقافية تساهم في صقل مواهبهم ودعم قدراتهم، اعتبر عدد من النزلاء أنهم واعون بما ينتظره المجتمع منهم بعد الإفراج عنهم ويدركون أن ما ارتكبوه في حق المجتمع هو زلة وعثرة وأن اندماجهم داخل المجتمع أمر حتمي، بناء على ذلك انتهى اللقاء بجملة توصيات، منها برمجة تكوينات وندوات وورشات وعروض سينمائية متنوعة، مساهمة من المحيط الخارجي في تعميق أسس «المدرسة المغربية الجديدة»، ودعما للمبادرات الفنية والتربوية المتميزة.