طاب يومك وبعد،،، فاطمة ... «رغبة أخرى لن تتعبك» و« ثورة أخرى لن ترهقك »، ثورتك برأسين: الرأس الأول ضدا على بقايا النظام البائد، والثاني ضدا على ألأولياء الضالعين في فقه الاستحواذ . أعرف أنهم لن يروضوك، لن تهدئي، لأن لا أثر لليأس في كفيك، ولا طيور مذعورة في حدائق حروفك . فاطمة ... حبرك لا يقبل الجفاف، ولا أرضك العطش، ولا فرائصك ترتعد لرسائل التهديد والهداية المغشوشة . أعرف أنك سيدة الياسمين، تقولين « ما لم يقله القصيد...»، وتكتبين « ما لم تكتبه معارك الأمل» شكرا لثورة الياسمين ... وشكرا، أيضا، لشهداء القصرين ... فاطمة ... لأنك تونسية يا صديقتي، لك أن تعيشي كما ترغبين ، مليئة بالبحر ، وبالوطن الذي لن تلوي عنقه تلك الأكياس المدنسة التي تتطهر بحب الله. أحفظ عن ظهر قلب أن : «هذي البلاد ... لك ولاتسع حلمك هذي البلاد ...لك نجمة تتفتح وهلالها يسبح ...في دمك» فاطمة ... كانت زخات المطر تلك الليلة بمطار قرطاج خفيفة كريش الحمام، كنت حينها مفردا بصيغة المغاربة، وكنت والسلامي بجواري مثنى تونسي، و يفوح منكما عطر الياسمين والمشاعر الموغلة في إنسانيتها. قبل قليل بمقهى المطار، تحدثنا عن سيوف وقصور «الطرابلسية»، عن خرائب الآثار، عن محجبات وسافرات، عن ملتحين وحليقين، وعن عربة البوزيدي التي تحمل الياسمين لشهداء الثورة هناك بالفراديس. فاطمة ... لا تملكين سكينا ولا عصوات ... فقط، قصائد وقصصا قصيرة جدا تسهرين معها حتى الفجر ... لا تملكين رصيدا في البنك، فقط ، رصيدا من الغرام للقصة المغربية في حجم كعكة، وصباحا بهيجا ودائما لتونس الثورة. فقط، طعما مختلفا للحياة، حاسوبا، سيارة رمادية، أصدقاء منحدرين من القصيدة والسرود الغير السيئة، وكتابا عن الثورة ينتظر أن تسدلي الستار عليه. فاطمة ... أعرف أنك ستكونين سعيدة برسالتي في هذه الليلة الاستثنائية، ليلة عادت فيها تونس لمنع التجول، ولرصاص القناصة وهراوات البوليس . رجاء لا تحزني، ستعود الثورة من ساحة التحرير الى الحياة سالمة، وفي جيدها عقد من ياسمين. فاطمة ... يافاطمة ... شكرا لك على امتداد الطريق لسوسة ذات صباح بارد... شكرا للسلامي لأنه كان نشوانا وفرحا وسكرانَ في كل لحظة ... شكرا لزوجك الذي أهداني مذياعا، لأسترق السمع لتطاوين و قفصةوالقصرين ... وشكرا لعزيز الذي أهداني هاتفه مؤقتا كي نبقى على اتصال مع كل الجميلين .. تحياتي لشاعر المعنى شمس الدين العوني الذي التحق بنا بالمقهى المطلة على تلك البحيرة التي حولتنا إلى بجع في سن الخامسة ... دام لك البهاء وللسلامي الذي أحبه كما سوسة الفقيه بن صالح / المغرب في 07 ماي 2011