انظر من هناك .! نبهني أحد الزملاء ، فشخصت بعيني صوب بهو مجلس النواب ،كان هناك يتحدث إلى زميل آخر وهو يجلس على حافة إحدى الأرائك الحمراء التي تؤثث البهو الفسيح . كان الرجل يتحدث إلى محاوره وعيناه لا تكلان من الدوران، وتفحص الداخلين والخارجين من والى هده البناية التي خال أنها حصنه الحصين ،ضد دوائر المحاكمات ،وسدا منيعا أمام تنفيذ الأحكام. يجلس النائب المحترم داخل قاعة الجلسات العامة، بل قيل لي إنه يحضر أشغال اللجان ،وربما حضر أشغال لجنة العدل والتشريع ،وقد يناقش سياسة إصلاح القضاء. ولست أدري كيف يستطيع كل ذلك وهو ينوء بثقل حكم قضائي أدانه بأربع سنوات حبسا نافذا وإرجاع مليار سنتيم ( فقط ) من المليارات التي بددها من الأموال العامة التي ائتمن عليها عندما كان رئيسا للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية. ربما لا يهمني الآن من يحمي الرجل ويحول دون تنفيذ الأحكام الصادرة ضده ،ربما قانون الحصانة البرلمانية الذي حال دون اعتقاله من الجلسة ،أو أشخاص نافذون هنا أو هناك. لكن ما يهمني هو الاستفزاز الذي شعرت به داخل مؤسسة من المفترض أن تحافظ على هيبتها. انتبهت من تأملاتي بفعل الأصوات التي تناهت إلى سمعي من حناجر محتجين ينادون في الخارج قبالة البرلمان بإسقاط الفساد والمفسدين وصورة الرجل يوزع الابتسامات والتحايا.