مذكرة بحث دولية تطيح بمواطن تونسي بمطار محمد الخامس    الزيادة في الأجور والدعوة إلى الوفاء بالالتزامات في قلب أولى جلسات الحوار الاجتماعي بين أخنوش والنقابات    مكناس تحتضن النسخة الجديدة من المعرض الدولي للفلاحة.. أكثر من مليون زائر مرتقب وفرنسا ضيف شرف    الانخفاض ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    ممرض البابا يكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وفاته    الاستقلال يهيمن والاتحاد الاشتراكي والبام والحركة الشعبية يقتسمون باقي المقاعد في الانتخابات الجزئية بالحسيمة    انهيار صخري جديد يعرقل حركة السير بالطريق الساحلية بين تطوان والحسيمة    ENCG طنجة تعزز شراكاتها الدولية باتفاق ثلاثي مع جامعتي سانيّو ونابولي فيديريكو الثاني بإيطاليا    جامعة عبد المالك السعدي تشارك في الملتقى الإقليمي للتوجيه بالحسيمة    أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس يعزي في وفاة البابا فرانسوا الأول    الجولة 27 من الدوري الاحترافي الأول .. الوداد ينتظر هدية من السوالم وأندية الأسفل تمر إلى السرعة القصوى    أخبار الساحة    من تداعيات شد الحبل بينها وبين الوزارة الوصية .. جامعة كرة السلة توقف البطولة الوطنية بكل فئاتها بسبب العوز المالي    العثور على أطراف بشرية داخل مراحيض مسجد يهز مدينة ابن احمد    تكريم الدراسات الأمازيغية في شخص عبد الله بونفور    تأييد الحكم الابتدائي وتغليظ التهم رغم التنازلات في حق الرابور «طوطو»    رئيس هيئة النزاهة: الفساد نتاج تنشئة اجتماعية .. ومراجعة مدة التقادم "أولوية"    الكرملين: بوتين لا يخطط لحضور جنازة البابا فرنسيس    وزير الفلاحة يعلن عن برنامج للري الصيفي بعد تحسن الوضع المائي    المفتش العام للقوات المسلحة الملكية يقوم بزيارة عمل لدولة قطر    الدولار يتراجع لأدنى مستوى في سنوات مقابل اليورو والفرنك السويسري    بسبب تكريم باسم والدته.. نجل نعيمة سميح يهدد باللجوء إلى القضاء    صندوق النقد الدولي يتوقع بالنسبة للمغرب نموا بنسبة 3.9 بالمائة خلال 2025    من السماء إلى العالم .. المغرب يحلق بأحلامه نحو 2030 بمطار ثوري في قلب الدار البيضاء    قادمة من إسبانيا.. طائرة سياحية تتعرض لحادث عرضي بطنجة    فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس ضيفا في المؤتمر 9 لحزب العدالة والتنمية    مندوبية التخطيط: معدل التضخم يسجل تراجعا خلال شهر مارس الماضي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    مبابي يستعد للعودة الى الملاعب لمواجهة برشلونة في نهائي كأس الملك    انطلاق أول نسخة لكأس أفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات اليوم الثلاثاء بالرباط    "أفريكوم" تؤكد مشاركة الجيش الإسرائيلي في مناورات الأسد الإفريقي    طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة يطالبون وزير الصحة بالوفاء بالتزاماته ويستغربون تأخر تنفيذ الاتفاق    لقجع: لاعبو المنتخب لأقل من 20 سنة هم "مشروع " فريق الكبار في كأس العالم 2030    تفاصيل انعقاد المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بالقنيطرة    بوريطة: النسخة الرابعة للدورة التكوينية لملاحظي الانتخابات الأفارقة ستحقق قيمة مضافة للقارة    "البيجيدي": نخشى أن يتحول مشروع الغاز بالناظور لفرصة "استفادة شخصية" لأخنوش    بنعلي: المغرب يطلق قريبا مناقصة لمحطة غاز مسال في الناظور لتعزيز أمنه الطاقي    إسرائيل تمنع تطعيمات شلل الأطفال عن غزة.. 600 ألف طفل في خطر    عبد الكريم جويطي يكتب: أحمد اليبوري.. آخر العظماء الذين أنجزوا ما كان عليهم أن ينجزوه بحس أخلاقي رفيع    لجنة تسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر مؤقتا تُكرّم نساء ورجال الصحافة والإعلام بالمعرض الدولي للنشر والكتاب    فيلم "زاز": حين يفرض السيناريو أبطاله قبل ملصق التسويق !!!    باحثون: الحليب بدون دسم أفضل لمرضى الصداع النصفي    الصفريوي: لا مفاوضات ولا نية للاستثمار في شيفيلد وينزداي الإنجليزي    السلطات الأمريكية تقاضي "أوبر" بتهمة غش المستخدمين    قتيل في غارة إسرائيلية بجنوب لبنان    فان دايك: جماهير ليفربول ستتذكر أرنولد في حال قرر الرحيل    عميار يكتب عن المغرب والفلسطينيين    الصين وأندونيسيا يعقدان حوارهما المشترك الأول حول الدفاع والخارجية    معهد الدراسات الإستراتيجية يغوص في العلاقات المتينة بين المغرب والإمارات    مندوبية الصحة بتنغير تطمئن المواطنين بخصوص انتشار داء السل    المغرب يخلد الأسبوع العالمي للتلقيح    نحو سدس الأراضي الزراعية في العالم ملوثة بمعادن سامة (دراسة)    دراسة: تقنيات الاسترخاء تسمح بخفض ضغط الدم المرتفع    مغرب الحضارة: حتى لا نكون من المفلسين    لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسوأ شخصيات سنة 2010
نشر في شعب بريس يوم 02 - 01 - 2011

سنة سعيدة، نحن متشبثون بهاتين الكلمتين لأنهما أمنية، وفي نهاية سنة رحلت، كل فريق يختار طريقة لتوديعها، ربما بانتقاء رجل للسنة والاحتفاء بمكرماته، وربما باختيار رجال طبعوا البلاد والعباد والتنويه بمجهوداتهم، ونحن في هيئة تحرير" الأيام" اخترنا صيغة أخرى هي مجموعة من الشخصيات المغربية التي رشحناها في ما بيننا لتكون" أسوأ شخصيات السنة". هي زاوية نظر لا علاقة لها بهؤلاء المحظوظين الأحد عشر كأشخاص، ولكن بما اقترفوه من أفعال تدبيرية أو سياسية أو عملية رشحتهم للصعود إلى المنطقة التي سويناها من أجل تتويج استثنائي، هنا تجدون الحيثيات المستفيضة لاستحقاقه. فهنيئا للفائزين وسنة سعيدة للقراء الأعزاء.

1 غانم وضحايا
كان تجسيدا للمغرب الضحية. نعم، إنه الغانم من ضحايا "المنهجية الديموقراطية". لم يكن المشكل في حزب الاستقلال، ولكن في الشخص نظرا لحالته الصحية ولبرودة أعصابه وليونة أعصاب مواقفه. كان أول المفاجئين بالوزارة الأولى، وسار يرأس الحكومة وليس في فمه سوى " تطبيق تعليمات جلالة الملك"و" برنامجنا هو برنامج جلالة الملك".
هذه السنة ظل الوزير الأول غائبا، حضور باهت لا يعلوه غائبا، حضور باهت لا يعلوه بعض البريق إلا عندما لا يعلوه بعض البريق إلا عندما يكون عباس الفاسي ممثلا لجلالة الملك في أحد اللقاءات الدولية، هو نفسه يعتبر كل تمثيل للمغرب أو لملكه في قمة أو مؤتمر بمثابة علامة رضى وصحة وخير عميم.
في أكبر حدث عرفته البلاد وكان للأسف أسود، وفي وسط نار أشعلها الماربصون باستقرارنا في العيون، ظل الوزير الأول أكبر الغائبين،لا حركة ولا سكون ولا تصريح ولا تلميح، والمعضلة أن رئيس بلدية العيون استقلالي وعضو باللجنة التنفيذية لحزب علال الفاسي، فلا الصفة الحزبية للوزير الأول حركته ولا الصفة الرسمية للأمين العام لحزب الاستقلال هزته.
وحتى بعد أن هدأت العاصفة ودقت ساعة الحساب، ظل عباس الفاسي مختبئا وراء ظواهر قيادييه الصوتية، لقد ترك حميد شباط يزمجر وفتح صحيفة حزبه لحمدي ولد الرشيد ليتهم، وما تزال أصوات الأحذية تسمع وعباس بصمته ينعم.
هو رئيس الإدارة ولم يتحرك وزلزال يضرب الإدارة، وهو زعيم الحزب ولم يتحرك وهزات تحرك التنظيم ويتم تصريفها في مواجهة حزب فؤاد عالي الهمة.
إن عباس الهادئ يستحق مكانا أكثر هدوءا في قمة المتوجين كأسوأ شخصيات السنة، مع اختلاف بسيط هو أنه في حالة عباس يمكن أن نقول :" من الخيمة خرج مايل".
عباس الفاسي
2 الوزيرة الضاحكة
"تعيش ساكنة الراشيدية عموما، وتافيلالت على الخصوص، معاناة مع حشرات غريبة تسببت في لدغ عدد من المواطنين، وفي هذا الصدد نسألكم السيدة الوزيرة عن التدابير التي تتخذونها بالنتسيق مع باقي المؤسسات العمومية لمحاربة هذه الظاهرة للقضاء على هذه الحشرة؟
انتهى سؤال مصطفى العمري الذي تحدث باسم فريق الأصالة والمعاصرة عن مرض ينخز المواطنين في القرن الواحد والعشرين.
لم تكن في سؤاله أية نكتة. لكن، فجأة انفجرت نجلة عبد الرحمان بادو وعائشة الفاسي بالضحك.
ويكفي أن تنقروا اسم وزيرة الصحة ياسمنة بادو كي يطالعكم الشريط المضحك/ المبكي، حيث ستلاحظون كيف تحول رد وزيرة الصحة على معاناة ساكنة إلى قهقهة غير عادية.
"السيد الرئيس (تضحك ملء فمها، وتتمادى في القهقهة)".
ولأنها نسيت نفسها وهي تضحك، فقد ذكرها رئيس الجلسة في البرلمان، وهو يقول " السؤال حول الحشرة إذا سمحتم.." وفيما حاولت الوزيرة أن ترد على السؤال، وظن السادة النواب أنها تغلبت على الضحك من دون سبب، فإذا بها تستأنف لاهة الرد على الماسي بالقهقهة، وحماقة الضحك على الذقون: "استسمح (كاخ بالضحك).. من فرط الضحك بكت، وكان عليها أن تمسح دموعها وأن تأخذ كل وقتها لتزجية الوقت في البرلمان، وأن ينتظرها باقي النواب حتى تنتهي عملية استعراض أسنانها، كي توضح، وبين كلمة وأخرى سمحت الوزيرة لنفسها بالضحك:" أستسمح إذا كنتم تتحدثون عن مرض " اللوشمانيوز"، وهو مرض جلدي يصيب الإنسان وينتقل صراحة من الفئران (تضحك مرة أخرى) بواسطة بعوض، وهذه الفئران تتواجد في الحقول، إذا كان هذا هو المرض الذي تتحدثون عنه فلا يوجد فقط في الراشيدية بل في أقاليم أخرى، ووزارة الصحة تقوم بواجبها من خلال توفير الأدوية داخل المراكز الصحية وداخل المستشفيات...".
بالله عليكم، هل في هذه العبارات ما يمكن أن يثير الضحك؟ فهل الحشرات هي التي تضحك، أم أن سكان المناطق النائية الذين يعيشون على هامش المغرب هم الحشرات في نظر الذين يضحكون على الذقون؟
ألا تستحق لهذه الغاية، ولغايات أخرى جعلت من وزير الصحة ومن رئيسه مقاطعة أنفا الحاضرة/ الغائبة باستمرار أسوأ شخصيات السنة بامتياز؟ ألا تعطي صورة معبرة عن المسؤولين، الذين يفترض أن يتحملوا المسؤولية لتفادي هذه الماسي أو لإيجاد حلول لها، فإذا بهم يسخرون منا ومن مأساة المواطنين الذين عزلهم المرض في الحقول المنسية مع الجرذان واستفحلت فيه الأمراض في غياب تغطية صحية وحس حكومي مسؤول؟
ولا عجب إذا سألها الوزير الأول عباس الفاسي أو استفسرها عن سر كل هذا الضحك، ستقول له" أستسمح خالي، في بيت بابا وماما، في بيت ال الفاسي الفهري لا مكان للجرذان وللحشرات. اكتشفت هذه الحشرة فأضحكتني".
ياسمنة بادو
3 "وهبطنا لك ذكرك"
لم يكن يتوقع أن يستمر حميد شباط شخصية مثيرة للجدل في الأوساط السياسية والحزبية إلى هذا الحد، فيصر على الحضور في كل المناسبات الكبرى مع أنه كان خلف الأضواء لسنوات، ثم يقفز للواجهة بسرعة خاطفة حيرت حتى رفاقه في الحزب، فالكل مازال يتذكر تلك الرسالة الشهيرة التي وجهها بعض المسؤولين الشباب في حزب الاستقلال إلى الأمين العام عباس الفاسي يشرحون له علاقة خطورة التدخلات التي يقوم بها في المنظمات الموازية للحزب في المرأة والشبيبة بالأجهزة إياها... لكن عباس الفاسي لم يطل النظر في تلك الرسالة إلى أن أصبح حميد شباط عضوا باللجنة التنفيذية للحزب، ثم القائد الأول والوحيد للمركزية النقابية الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بعد إزاحة عبد الرزاق أفيلال في معركة الكلاب والحراس، وإزاحة محمد بنجلون الأندلسي في معركة السب والقذف والوعيد بالافتحاص المالي الذي يقود الأندلسي للسجن..."...
لم يكترث حميد شباط للملاحظات التي كان يسجلها ضده رفاقه في قيادة الحزب، ولا تراجع هن التصريحات المثيرة التي جعلت القيادة الرشيدة في وضع محرج مع الاتحاد الاشتراكي حينما أصر على ان يجعل بنبركة قائلا، ولا حينما انتقد وزراء الحزب علانية أمام المئات من الاستقلاليين والاستقلاليات في تلك المناسبة الحزبية بفاس قائلا" نحن من يصنع الوزراء"... ولا يهم إن غضب احجيرة أو بادو أو غلاب... الذين سبق بعضهم شباط إلى الحزب وإلى الكثير من فضاءات التكوين...
وها هو حميد شباط يعود هذه السنة ليسجل الحدث في قضية مخيم "كديم إيزيك"، حينما طالب في البداية بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية هذه الأحداث المؤلمة، وحينما أحس أن في هذا الكلام مسا بالشعور الوطني الذي شاهد الصور البشعة لمشاهد القتل والذبح والتبول على الجثث، عاد ليشرح أنه طالب بإطلاق سراح المعتقلين من غير المتورطين في هذه الأعمال، وكأنه يجلس مكان القضاة، مع أن هذه الشجاعة المحتملة كانت تفترض دق ناقوس الخطر في بداياته للدفاع عن القضية والمدينة بدل الدفاع فقط عن ولد الرشيد.
الشجاع شباط هو ذلك الشخص الذي تصدرت صورته الصفحة الأولى للجريدة التي تصدر من فاس وتحت الصورة عنوان" ورفعنا لك ذكرك". إن الله في خلقه شؤونا.
حميد شباط
4 كيف تغير جلدك السياسي 180 درجة في سبعة أيام
حينما سقط سقطته المدوية في استحقاقات 2007، على الرغم من أنه دخلها وهو نائب برلماني، ورئيس فريق، وعضو مكتب سياسي، لم يجد إدريس لشكر، الوزير الحالي في حكومة عباس الفاسي، غير فتح جبهة جديدة لتغيير وجهة النقاس الذي أعقب هذه المحطة التي رمت بالاتحاد الاشتراكي إلى مراتب متأخرة.
ولم يكن الخصم الجديد الذي اختاره لشكر غير محمد اليازغي، الكاتب الأول للاتحاد وقتها.
لقد اتهم اليازغي من قبل رفيق الأمس الذي ظل يعتبر من أقرب المقربيين له بكونه لم يحسن تدبير ملف دخول الاتحاد حكومة عباس الفاسي، وأنه لم يختر الأسماء المقترحة للأستوزار بتوافق مع أعضاء مكتبه السياسي. والحصيلة هي أن إدريس لشكر دفع بكاتبه الأول إلى تجميد مهامه في الكتابة الأولى للحزب، ثم إلى الاستقالة عقب مؤتمر وطني دبر أموره لشكر نفسه، وظل خلاله يدعو إلى الخروج من حكومة عباس الفاسي.
وحينما أنهى مهمته في إسقاط اليازغي من الكتابة الأولى للحزب، بعد أن ناور كثيرا مرة مع عبد الواحد الراضي، الذي سينتخب بعد شوطين كاتبا أول خلفا لليازغي، ومرة مع المالكي وفتح الله ولعلو، اللذين كانا مرشحين لنفس المنصب، اختار أن يضع اليد مع خصوم الأمس، العدالة والتنمية، التي قال إن الاتحاد يجب أن يضع يده في يدها لمواجهة من سيسميه الاتحاد الاشتراكي في أحد بلاغاته بالوافد الجديد، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة.
كان لا بد لموقف إدريس لشكر الجديد أن يثير الانتباه: كيف لحزب حداثي كالاتحاد، الذي سيحمل كاتبه الأول وقتها اليازغي المسؤولية المعنوية لأحداث 16 ماي الإرهابية في 2003 للبيجيدي، أن يفكر في التقارب معه من جديد؟
انتظرنا شهورا وأسابيع ومناورات إدريس لشكر السياسية لم تنته.
وحينما لم ينجح في إقناع رفاقه في الاتحاد بجدوى الخروج من حكومة عباس الفاسي لأن الاتحاد غير ممثل فيها بالشكل الذي يجب، سيجد لشكر نفسه عضوا في نفس هذه الحكومة التي ظل ينتقدها ويكيل لها ما يكفي من سباب، بل ويصفها بأضعف الحكومات التي تعاقبت على تدبير الشأن العام.
فجأة سيتحول لشكر إلى " محامي الحكومة" من داخل البرلمان باعتباره وزيرا مكلفا بالعلاقة مع البرلمان باعتباره وزيرا مكلفا بالعلاقة مع البرلمان. وسنكشف كيف غير عضو المكتب السياسي من درجة خطابه مائة وثمانين درجة دفع واحدة.
لقد حمل إلينا آخر تعديل حكومي اسم إدريس وزيرا جديدا، في الوقت الذي غادر فيه كاتبه الأول الراضي حقيبة العدل وعاد رئيسا لمجلس النواب. أما كيف استقبل لشكر هذه الهدية، التي سيصفها الكثيرون بالهدية المسمومة، فلم يكن بغير ابتسامة ماكرة ردد معها أنه " لا توجد في السياسة عداوة دائمة، ولا صداقة دائمة، ولكن هناك مصالح مشتركة".
اية مصالح كسبها إدريس لشكر حينما قبل حقيبة فارغة في حكومة عباس الفاسي وهي تعيش أواخر عمرها الافتراضي؟
بل كيف استطاع أن يقنع نفسه بهذا الإختيار؟
في 2007 قال إن الدخول إلى الحكومة يعتبر خطأ قاتلا سيؤدي بالاتحاد إلى الهاوية.
وبعد ذلك قال إن الخروج من نفس الحكومة سيكون هو عين العقل. واليوم بمهام محامي نفس الحكومة من خلف مقاعد البرلمان.
لهذا يستحق إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، أن يكون واحد من أسوأ شخصيات 2010.
إدريس لشكر
5 مقدمات مريد ابن خلدون الغريبة
ظل بنسالم حميش منذ منصب وزير الثقافة في غشت 2009 يلبس جبة الكاتب ويحاول التأقلم مع جبة الوزير التي تضيق به تارة حد الاختناق، وتارات أخرى ينفلت جسده من داخلها على وقع أكثر من سقطة.
سقطات أشهرها تقديمه للفنان المغربي عبد العظيم الشناوي خلال تكريمه في مهرجان المسرح الوطني بمكناس في يوليوز الماضي على أنه " فنان مصري شهير" أمام جمهور واسع لم يخف ذهوله من فرط جهل الوزير، قبل أن تنبهه إحدى مستشاراته ليستدرك خطأه بطريقته المعهودة: بابتسامة واسعة، نفس الابتسامة علق بها على إلغاء تعويض الأدباء المشاركين في أنشطة المعرض الدولي للكتاب في فبراير الماضي، والتي تعود المعرض منها دائما للمشاركين في الندوات.
هذه المفاجأة غير السارة لم ينسها انذاك تأجيل تسليم جائزة التي جرت عادة منحها سنويا في افتتاح المعرض، والتي فاز بها في صنف الرواية محمد برادة الذي لم يحضر تسليمها الذي تأخر بأسبوعين ولأول مرة في تاريخ المعرض.
دشن مريد ابن خلدون الحاصل على جائزتين تحملان اسمه أولى خرجاته بالمعرض أيضا بعد مرور ستة أشهر فقط على تعيينه بتنظيم ما سماه ب" الأولمبياد" تخص التياري في حفظ النصوص الأدبية، المسابقة التي قال إنه يروم من خلالها تعود الشباب على القراءة.
لم تنته بعد دون شك خرجات وزير الثقافة التي تعددت بتعدد التعيينات الجديدة التي يعرفها كل مرة ديوانه، والانتقادات التي ترافق ذلك من كل حدب وصوب.
صاحب " مجنون الحكم مرشح لجائزة " البوكر" بروايته " معذبتي" إلى جانب وزير الثقافة الأسبق محمد الأشعري، لكن هل على تعيينه عن تعذيب قطاع كان يعول عليه للدفع به إلى آفاق جديدة؟ المهم إنه اليوم في خانة الأسوأ في انتظار الأحسن.
بنسالم حميش
6 عباءة السياسة ومنطق " حانوتي"
هو واحد من أخطاء التعديلات الجينية التي وقعت على حكومة عباس الفاسي منذ 2007.
لقد جاء بديلا للبطلة نوال المتوكل في وزارة تعني بقضايا الشباب والرياضة. إنه منصف بلخياط، أو الشاب الذي يفخر أنه يدبر حقيبة وزارته بعقلية" ماما أمريكا". الكثير من البراغماتية، ولو على حساب مبادئ تعلمها المغاربة واعتقدوا أن حكومة بلادهم تفكر بمنطقها.
حينما جاء إلى الوزارة ملتحفا برداء أزرق بعد أن لونه أصحاب الوقت بلون التجمع الوطني للأحرار، قال قولته الشهيرة إنه استقلالي، لكنه يذكر أن عمه كان في يوم من الأيام عضوا في حزب الحماية، لذلك ليس غريبا أن يعود اليوم إلى حضن حزب عمه، في صورة كاريكاتورية عن فهم معنى الانتماء السياسي في هذه البلاد.
وحينما قيل له إن نوال المتوكل فشلت في تدبير ملفات الرياضة والشباب، خصوصا وأن رسالة ملكية تليت في مناظرة للرياضة نظمتها البطالة الأولمبية السابقة عرت عن كل المسكوت عنه، قال الشاب منصف إنه حفظ فقرات الرسالة الملكية عن ظهر قلب، وإنه مستعد لجعلها خارطة طريق.
غير أنه سقط في أول الطريق حينما عجز عن إصلاح حال عدد من الجامعات الرياضية التي وصفتها رسالة الملك بأنها مرتع لتفشي الارتزاق، وسوء التدبير، والتبذير، والحصيلة هي أنه ساهم في تكريس منطق التعيين بدلا من أن يترك الأمر لأهله في عدد من الجامعات التي غيرت جلها سواء في السباحة، أو التيكواندو، أو كرة السلة وغيرها، وفي كل محطات هذه الجامعات كان للوزير رجاله هناك.
منذ جاء الشاب وزيرا، تكلم كثيرا حتى بون حدث.
تكلم في الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية. وتحدث مطولا عبر أمواج كل الإذاعات العامة والخاصة، وفي كل كلامه حديث عن مشاريع جديدة يحملها معه، لعل أهمها هي هذه المراكز السوسيو ثقافية التي بشر بها.
انتظرنا حلم الوزير، لنكشف أن الأمر يتعلق بفضاءات بنتها الدولة على عقار للدولة، وبإمكانيات الدولة، لكن الراغبين في الاستفادة من خدماتها مطالبون بالدفع، بعد أن فوتها الرجل للقطاع الخاص، والحصيلة هي أن دور الشباب، التي تفتح أبوابها منذ عهود في وجه أطفال وشباب ويافعين، يجب أن تغلق، بمنطق الشاب منصف بلخياط،لأنها محتلة من طرف جمعيات تمارس فيها السياسة، لتفتح هذه المراكز أبوابها كبديل.
إنه منطق "حانوتي" الذي جاء منه بلخياط إلى الوزارة، تجاري لا يعبر لنبل السياسة والحق العام أي فتحها الوزير في كل اتجاه منذ وطأت قدماه مقر الوزارة.
أخر سقطات الوزير، الذي يستحق أن يكون واحدا من أسوأ شخصيات 2010، هي هذه الشركة الجديدة التي رعاها وجعلها تشرف على تدبير ملاعب الكرة، حيث سيكون على الفرق التي ترغب في استغلالها أن تدفع الثمن.
هو وزير صبغ بلون السياسة، لكنه يتحرك بمنطق التجارة، لذلك كان قد طالب بفرصة ليبيع كل أراضي الوزارة، التي لا تصلح لشيء بمطنق الشاب منصف.
منصف بلخياط
7 والي العيون الدامعة
هذه هي حكاية محمد جلموس الوالي الذي غادر ولاية العيون بعد الانفجارالكبير الذي عصف بعاصمة الجنوب بعد خمس وثلاثين سنة من استرجاع الصحراء المغربية إلى الوطن، ولكم التعليق.
في الشهر ما قبل الماضي، أصبحت مدينة العيون تغلي بسبب المخيم الذي لم يعرف كيف اسثنبت في الضواحي القروية للمدينة، حيث خرجت مجموعة من سكان المنطقة لنصب بضعة خيام لا تتجاوز العشرين خيمة في منطقة تدعى " أكديم إيزيك"، لاحتجاج على ما يعتبرونه أوضاعا اجتماعية مزرية
فكان اللقاء مع الوالي محمد جلموس الذي كان موضوعه مناقشة الملف المطلبي المكون من نقطتين وهما السكن والتشغيل.
انتهى اللقاء بعدما وعد الوالي ممثلي النازحين إلى المخيم بحل القضايا العالقة. وفي اللحظات الموالية التي من المنتظر أن يشرع فيها محمد جلموس في تنفيذ تفاصيل الاتفاق الأول، وأن يشرع النازحون بدورهم في تفكيك الخيام، أصبح الوالي خارج التغطية، فتطورت الأحداث إلى لم يكن في الحسبان، حيث أصبح بالمخيم الالاف من الغاضبين بدل بضعةغاضبين كان بالإمكان احتواء طلباتهم.
جاء الوالي إلى مدينة العيون بعد أن مر في العديد من الأقاليم والجهات كطانطان وقبلها قلعة السراغنة، وهناك رسمت له صورة من طرف جمعيات مدنية تحكي قصة الوالي الذي لا يقبل بفلسفة الحوار، ثم أضيف إليها عنصر قربه من فؤاد عالي الهمة الذي يتحدر من نفس المنطقة...
وقبل أن يرحل الوالي محمد جلموس إلى العيون قبيل الانتخابات الجماعية للسنة الماضية، سبقته هذه الصورة التي رسمتها الفعاليات المدنية والسياسية بكثير من التفاصيل، ولذلك كان الرأي العام بعاصمة الجنوب قد استوعب قصة الوالي الذي جاء ب" تلك المقاربة الجديدة التي تهدف القطع مع فلسفة الريع"، وهي نفس المقاربة التي تحدث بها فؤاد عالي الهمة في ذلك المهرجان الكبير في الحملة الانتخابية الجماعية في العيون...
ولذلك أيضا فهم الذين يهمهم الأمر أن حزب الأصالة والمعاصرة حمل المعاول لتكسير القواعد الخلفية الكبيرة التي شيدتها الجهة الأخرى التي لم تكن تعني إلا ال الرشيد، ولذلك أيضا تسرب في العيون أن الوالي الذي رفض تلبية مطالب " الساكنة الأصلية" بدعوى أن محاوريه الذين كانوا يتفاوضون معه تحت الضغط من المقربين لحمدي ولد الرشيد رئيس المجلس البلدي لمدينة، وتصبح موضوعا ساخنا في الأمم المتحدة والبرلمان الأوربي... وبقية الحكاية المؤلمة تعرفونها.
محمد جلموس
8 زعيم الركيبات الاستقلالي الذي طبع سنة "كديم إيزيم"
لم يكن لحمدي ولد الرشيد أن يدخل خانة الشخصيات التي طبعت هذه السنة لولا انفجار المخيم الشهير" كديم إيزيك" في شهر نونبر الماضي في المدينة التي يترأس مجليها البلدي، وإذا كان الكثير من المتتبعين قد حملوا الوالي السابق للمدينة جزءا من مسؤولية تفاقم المخيم إلى أن أصبح يضم الالاف من النازحين الغاضبين، فإن جزءا اخر من الفاعلين السياسيين والمدنييون يعتبرون أن رئيس المجلس البلدي مسؤولا بدوره.
ليس بالضرورة هؤلاء الفاعلين من رفاق فؤاد عالي الهمة، لأن حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة تبادلا ما يكفي من الاتهامات في قضية مخيم العيون وغير مخيم العيون، ولكنهم رفاق نبيل بنعبد الله في التقدم والاشتراكية الذين كشفوا في نهاية الأسبوع الماضي بمدينة بوزنيقة ما قد يعتبر جزءا من الأسرار في هذا الموضوع الكبير:" يتضح اليوم أن التدبير السيئ للمشاكل الإجتماعية من قبل السلطات المحلية، وعمليات التجاذب وشد الجبل في ما بينها وبين الهيئات المحلية المنتخبة، قد أفضت إلى تغليب حسابات سياسوية ضيقة على مصالح الدولة، ومحاولة تصفية هذه الحسابات من خلال استغلال تطورات مخيم" كديم إيزيك"، فكمن يلعب بالنار ويتلاعب بالمصالح العليا للوطن؟"
الصورة واضحة لدى رفاق نبيل بنعبد الله، وهي كذلك بالنسبة للمتتبعين للشأن المحلي بالعيون من السياسيين والمدنيين الذين تحدثوا عن سوء التدبير الاجتماعي في السكن وتوزيع البقع والأراضي قبيل الانتخابات الجماعية السابقة... باعتباره الحلقة التي أججت غضب جزء مهم من ساكنة المدينة، وهو ما دفع حزب العدالة والتنمية- كنموذج- إلى الحديث عن ضرورة تبني مقاربة تنموية تولي عناية لمعالجة المطالب الاجتماعية للساكنة، والحد من الامتيازات غير المشروعة ومحاربة مظاهر استغلال النفوذ ونهب المال العام وتحقيق التوزيع العادل للثروات".
حمدي ولد الرشيد اليوم في الواجهة بسوء فعله، إلا أن غده يبقى مفتوحا على كل الإحتمالات.
حمدي ولد الرشيد
9 مسقط الطائرات
"... السيد الوزير، سمح لي، قلت لي أنا عندي الحق في حرية التعبير أكثر منك، معمرنا سمعنا الرأي المعارض في قطر. السيد الوزير، لم تنقب" الجزيرة ولو لمرة واحدة في تاريخ ومال الأشخاص الذين تورطوا في الانقلاب المضاد الذي عرفته قطر في السنوات الأولى من تغيير الحاكم، السيد الوزير، معمرنا سمعنا " شاهد على العصر" في أحداث قطرولا " الاتجاه المعاكس" ناقش دور السيدة موزة في تدبير الشأن القطري، ولا الخلافات الحدودية عند قطر، ولم نشاهد في " الجزيرة" أسمها بيانية في برامج خاصة ونشرات تسطر لنا مناطق الخلافات الحدودية لجزيرة قطر مع جيرانها.
مكيعرفش المشاهد العربي متى سترحل القوات الأمريكية المتواجدة في قطر ولكن نعرف أن عددهم يفوق عدد سكان قطر الأصليين.
لم يسبق لنشرات قطر أن نفت أو أكدت زيارة أمير البلاد لإسرائيل رغم العلاقات بين قطر.." سميتو" مصالحهم متعددة.."
هذا جزء فقط من السعار الخطابي الذي أصاب رجلا من زمن مضى في اخر حلقة استضاف فيها وزير الاتصال خالد الناصري.
ففجأة تحول مصطفى العلوي أمام رئيس رئيسه الناصري، إلى ضيف وهو يتحدث عن مشكلة المغرب مع قناة " الجزيرة" وقد جمع أطرافه وشحذ لسانه، ورفع يديه إلى السماء وهو يتلو بحماسة ما حضره في ورقة شتم فيها أمير قطر وقطر وأم قطر وجد قطر، أما الوزير أحمد الناصري فكان يضحك، والجمهور مذهول مما يجري.
وليست هذه المرة الأولى، فقد غدت قضية الجزيرة نقطة في جدول أعمال برنامجه " حوار"، فكلما دعا أحد ضيوفه إلا ويدس في تناوله لهذه القضية الكثير من السم في الدسم.
هو الجديد مع الهد الجديد، إلى بعض توابل العهد القديم، وهو الدوار، بحيث إنك يمكن ان تجد " مصطفات علويات" بين ساعة وأخرى، واحد معارض في المساء وهو يحاور ضيفا سياسيا واخر مداهن مداح زعيم لمدرسة العام زين في الصباح.
وحسب درجة الحرارة في دار البريهي، قد يغازل أحد ضيوفه، مثلما قد تتحول إحدى حلقاته الحوارية إلى حصلة جلد، بحيث يحدث أن يختطف منه دوره ويتغير لون العبد المأمور، والمجتهد غير المشكور أحيانا، وهو يثبت السماعة التي تربط بين أذنه ورؤسائه، فيشرع فجأة في الصراخ وهو يطرح الأسئلة على ضيفه الفاه، هذا ما حدث له مثلا مع ضيفه مصطفى الرميد.
مصطفى تقاعد، ولكنه بتواطؤ مع حراس مدرسة تلفزة البؤس يأبون إلا أن يكرروا هذه المأساة، وهي مأساة تخلق الفرجة فعلا وتتحول إلى ملهاة طبعا ويصبح صاحبها في صدارة أسوأ شخصيات سنة 2010.
مصطفى العلوي
10 خريف عمدة الدار البيضاء
في الحلقة الأخيرة لبرنامج " مباشرة معكم"، الذي يبث على القناة الثانية، بدا عمدة الدار البيضاء مجانيا للصواب في الحديث عن تحديد المسؤوليات في الفيضانات التي ضربت العاصمة الاقتصادية قبل بضعة أسابيع.
مياه الغرق انصرفت عن مدينة الدار البيضاء لكن أثرها ما زال قابعا في نفوس سكان مبروكة ولهراويين والشيشان وجمايكا بعين حرودة... مازالت أثار التهديم المقاول الهادئ ساكنا. إنها إحدى النقط السوداء في سجل ممثل النقط السوداء في سجل ممثل حزب الاتحاد الدستوري، المنكسرة شوكته بسبب أغلبية هشة في مجلس المدينة.
إذ ما زال الحديث عن ترهل الأغلبية المسيرة حول إمكانية استمرار هذه الأغلبية في تسيير العاصمة الاقتصادية.
وقد تعرف الرأي العام أحد مستشاري " البام"، لعضويته بمجلس المدينة احتجاجا على تمركز جميع السلط في يد العمدة، وذلك غداة إعلان القرطاوي أن التفويض الذي تحصل عليه من ساجد ليس إلا حبرا على ورق.
المدينة تسير ببطء رغم ريادتها للاقتصاد المغربي، فأوراش البناء تعطلت إلى درجة أن النار تلف أثمنتها، وتخلف نقل سكان دور الصفيح عن موعده، وتسود وجوه البيضاويين عندما يتذكرون مشاكل النقل وتقشعر أبدانهم حين يرون فاتورة الكهرباء والماء، التي يدافع باستماتة المنتخبون عن الشركة المسؤولة عنها، وتشتعل نار الفيظ في أفئدتهم عندما يقضون ساعات من يومهم وسط اكتظاظ صمت الجميع أمامه إلا أصوات" الكلاكسون"...إنه بحق رجل يستحق مكانه في منصة التتويج كأسوأ شخصيات السنة.
محمد ساجد
11 الميداوي يعلق الوسام المدير المطارات
جلد تقرير المجلس الأعلى للحسابات المدير العام السابق للمكتب الوطني للمطارات عبد الحنين بنعلو بعد أنأخرج من قمقمه عشرات الفضائح التي تبدأ بأوراش وهمية وتنتهي بالهدايا والسيكار على حساب أموال عمومية.
وفي سابقة بالمغرب، قام الوكيل العام للملك لدى المجلس الأعلى للحسابات بإحالة ملف خاص بالمكتب الوطني للمطارات على الوكيل العام للملك باستئنافية الدار البيضاء قصد التحقيق في مجموعة من الاختلالات التي شابت صفقات عمومية أبرمتها المؤسسة في عهد السيد عبد الحنين بنعلو، بعد أن وق قضاة المجلس الأعلى للحسابات عليها أثناء تحقيقاتهم داخل المؤسسة، في الوقت الذي مازالت ترابط فيه المفشية العامة لوزارة المالية بالمكتب قصد التحقيق في ملفات أخرى.
إنها إشارة من وزير الداخلية الأسبق أحمد الميداوي والرئيس الحالي للمجلس الأعلى للحسابات إلى أن هذه المؤسسة لا تلعب دورا صوريا،بل تتابع كل صغيرة وكبيرة في مالية المؤسسات العمومية، وتحتفظ بحقها في إحالة الملفات على القضاء. كما كانت إشارة أدخلت السيد بنعلو ضمن لا ئحة شرف أسوأ شخصيات السنة.
ربما يكون بنعلو الأسوأ حظا، فقد كان ازل من يقص شريط تجربة جديدة في المغرب. المدير السابق للمطارات المغربية حاول الدفاع عن نفسه باستماتة وحمل هاتفه ليعرض على منابرا إعلامية رغبته في الحديث وإبداء وجهة نظره أمام الرأي العام الذي تعرف عليه بعد خروجه من منصب المسؤولية، بعد أن اتخذ من الصمت والأنطواء علامة ميزته طيلة أيام إدارته لمكتب المطارات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.