التقى أعضاء لجنة العلاقات الخارجية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة نائب الكاتب الأول فتح الله ولعلو والعربي عجول عضو المكتب السياسي وفدا إسبانيا عن «المنتدى من أجل مغرب ديمقراطي» ويضم ممثلي الهيئات السياسية والنقابية و الجمعوية من المجلس الفدرالي للحركة بأوروبا CFEME واللجان العمالية COO و الاتحاد العام لعمال اسبانيا UGT وتنسيقية المغاربة بالخارج ، وذلك يوم الخميس 12 ماي 2011 بالمقر المركزي للحزب. وخلال هذا اللقاء عبر فتح الله ولعلو عن ترحيبه، نيابة عن المكتب السياسي وكافة الاتحاديين، بهذا الوفد ، كما أعرب في ذات الوقت عن الحزن العميق والتأثر الذي أحس به كافة المغاربة من جراء الزلزال الذي أصاب منطقة مورسيا وقدم التعازي إلى الشعب الاسباني في هذا المصاب الجلل. و ذكر بأن هذا اللقاء يأتي في هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها المغرب من خلال أجواء الحوارات والنقاشات المسترسلة والواسعة النطاق حول الحياة الدستورية والسياسية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، في ظل هذا الحراك الذي يشهده محيط المغرب فيما يسمى «الربيع الديمقراطي العربي» ، مذكرا بأن «المغرب عرف هذه الإصلاحات مبكرا وبتدرج، أما الآن فيمكن القول إننا في المغرب دخلنا النفس الثاني من خلال هذه المطالب التي تعتبر إصلاحات من الجيل الجديد، وهي تهم العديد من المناحي». كما أطلع فتح الله ولعلو الوفد الاسباني على فحوى ومضامين مذكرة الإصلاح الدستوري للحزب تماشيا مع مقررات المؤتمر الوطني الثامن المنعقد سنة 2008 التي رفعها الحزب إلى الجهات المعنية وأوجزها في الخطوط العريضة التالية: التنصيص على سمو الدستور واحترام التعددية وسمو الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان وضمان المساواة أمام القانون والمحاكمة العادلة وضمان تمثيلية الجالية المغربية، والشعب المغربي مصدر السيادة ، ودور الأحزاب السياسية، والحكامة الأمنية، ومفهوم الملكية ، ودور الحكومة والبرلمان ( التشريع والمراقبة ) وضمان استقلالية القضاء وغيرها، كما لم يفته الحديث عن حركة 20 فبراير التي «لا تعتبر حالة فريدة ومنعزلة، بل هي تشكل امتدادا لتراكم نضالات سابقة ومستمرة خاضتها القوى الديمقراطية ، وفي مقدمتها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، فمطالب الحركة مشروعة وذات طابع دستوري وسياسي واجتماعي و.. ولا تتعارض في جلها مع مطالب الحزب، مما سرع باتخاذ قرار المصاحبة والمرافقة مع التقيد بالاحترام الكامل لاستقلالية الحركة، وأن الحركة عكس الحركات الشبيبية بباقي البلدان العربية التي تطالب بالقطيعة مع الأنظمة التي تسير دواليب تلك البلدان نظرا لغياب الديمقراطية وهيمنة الحزب الوحيد في غالب الأحيان. وتعتبر الشبيبة الاتحادية رافدا مساهما وفعالا في هذه الحركة ، وما ملتقى بوزنيقة سوى دليل على ذلك حيث اجتمع زهاء 500 شاب بغية تدارس سبل المساهمة والفعل في دينامية الإصلاحات الدستورية والسياسية التي تشهدها بلادنا». و أوضح الوفد الاسباني سياق تأسيس «المنتدى من أجل مغرب ديمقراطي» في 29 مارس 2011 بمدريد - إسبانيا بمبادرة مدنية تضم منظمات حقوقية ونقابات وأحزابا وشبكات تنموية إسبانية ( 47 منظمة) بهدف دعم نضالات الشعب المغربي من أجل الإصلاحات السياسية والدستورية ومرافقة الحراك الذي يعرفه المغرب، بغية نقل ما يجري بالضفة الجنوبية للمتوسط وبالخصوص المغرب ،لما له من روابط مع اسبانيا. و تأتي مبادرة الزيارة للاطلاع في عين المكان على ما يعرفه المغرب من حراك والعمل على الانخراط في التعريف الايجابي لهذا الحراك الحالي الذي انطلق مع حركة 20 فبراير. كما تناول العربي عجول عضو المكتب السياسي ، وباقي الوفد الاتحادي، في معرض الأجوبة عن تساؤلات الوفد الاسباني حول حركة 20 فبراير ونتائج الاستفتاء عن الدستور الجديد وانعكاس ذلك على واقع المغرب، والقضية الوطنية والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وانتهى الاجتماع ضاربين موعدا يتجدد في المستقبل.