اطلع جلالة الملك محمد السادس، يوم الخميس ببلدية الهراويين بالدارالبيضاء على البرنامج الشمولي لإعادة إسكان قاطني دور الصفيح بجهة الدارالبيضاء الكبرى، الذي رصدت له اعتمادات مالية إجمالية تناهز 4.85مليار درهم. البرنامج تستفيد منه 45920 أسرة قاطنة بدور الصفيح عبر إحداث 55 ألف وحدة سكنية. وبهذه المناسبة قدم محمد الأوزاعي العامل المدير العام للوكالة الحضرية للدار البيضاء عرضا بين يدي جلالة الملك ضمنه الخطوط العريضة لهذا البرنامج الذي ستستفيد منه 45920 أسرة قاطنة بدور الصفيح. كما سيمكن البرنامج، الذي يعد ثمرة سلسلة واسعة من الاجتماعات والمشاورات بين مختلف الشركاء ، سواء على الصعيد المركزي أو الجهوي ، من إحداث 55 ألف وحدة سكنية بإمكانها امتصاص الخصاص في مجال السكن الاجتماعي على صعيد جهة الدارالبيضاء. وأوضح الأوزاعي أن برنامج إعادة إسكان قاطني دور الصفيح بجهة الدارالبيضاء الكبرى، يقوم على مقاربة شمولية تتجلى في اعتماد صيغة الإيواء بواسطة بقع مجهزة للبناء الذاتي وذلك استجابة لرغبات 95 بالمائة من الأسر المعنية التي تفضل هذه الطريقة، فيما تمت برمجة عملية إعادة إسكان خمسة بالمائة من الأسر المتبقية في شقق نزولا عند رغبتها. ويتضمن البرنامج إنجاز 14 عملية من بينها عمليتان كان جلالة الملك قد أشرف على إعطاء انطلاقتهما بالمحمدية. وأبرز الأوزاعي أنه سيتم إنجاز العمليات الثلاث عشرة الخاصة بإعادة الإيواء في غضون 32 شهرا ، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن تنتهي الأشغال المتعلقة بإنجاز 8 عمليات تستفيد منها 13880 أسرة في شتنبر 2012. وقال العامل المدير العام للوكالة الحضرية للدار البيضاء إنه ، لضمان نجاح هذا البرنامج الطموح في أحسن الظروف ، تم اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات العملية للمواكبة الاجتماعية والتقنية للأسر المستفيدة من خلال إحداث لجن محلية وجهوية وإقليمية للتتبع، وخلق لجن تقنية لمتابعة ومراقبة أشغال التجهيز والبناء وإحداث شباك وحيد بالنسبة لكل مشروع. ومن شأن هذا البرنامج المندمج أن يساهم في تحسين ظروف عيش شريحة واسعة من سكان جهة الدارالبيضاء الكبرى، وإعطاء دفعة جديدة للسياسة الوقائية الرامية إلى الحد من السكن غير اللائق ، وبالتالي تأهيل جهة الدارالبيضاء اجتماعيا وتحسينها معماريا. وبنفس المناسبة، ترأس جلالة الملك مراسم التوقيع على اتفاقية شراكة تتعلق بإنجاز الشطر الأول من عمليات إعادة إيواء الأسر القاطنة بدور الصفيح بجهة الدارالبيضاء الكبرى. ووقع هذه الاتفاقية السادة الطيب الشرقاوي وزير الداخلية، وأحمد توفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وأحمد توفيق احجيرة وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية وياسمينة بادو وزيرة الصحة وأحمد اخشيشين وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ومنصف بلخياط وزير الشباب والرياضة، وخالد سفير الكاتب العام لوزارة الاقتصاد والمالية ومحمد حلب والي جهة الدارالبيضاء الكبرى والعربي بن الشيخ المدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وبدر الكانوني رئيس مجلس الإدارة الجماعية لمجموعة «العمران» وعبد الرحمان إفراسن مدير شركة «إدماج سكن». إثر ذلك، أعطى جلالة الملك انطلاقة إنجاز المشروع السكني «الفضل» الذي رصدت له اعتمادات مالية اجمالية بقيمة 293 مليون درهم. ويهم المشروع تهيئة 899 بقعة أرضية لإعادة الإيواء تستفيد منها 1798 أسرة، و151 بقعة أرضية أخرى للموازنة (الاندماج الاجتماعي)، و 12 بقعة مخصصة لإنجاز مرافق اجتماعية عمومية للقرب والأنشطة الاقتصادية. ويندرج مشروع «الفضل» ، الذي تنجزه مجموعة «العمران» على مساحة إجمالية تبلغ 40 هكتارا، في إطار برنامج «مدن بدون صفيح» الذي يعد أحد المكونات الاستراتيجية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تروم محاورها الأساسية القضاء على الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي. ويعكس هذا المشروع الاجتماعي، الذي سيتم إنجازه خلال 14 شهرا، العناية الموصولة التي يخص بها جلالة الملك الشرائح الاجتماعية المعوزة والمحرومة ومحدودي الدخل من خلال تمكينها من سكن لائق بشروط تفضيلية وضمان العيش الكريم للسكان. ويساهم في تمويل المشروع كل من المستفيدين ( 36 مليون درهم)، وصندوق التضامن للسكن (45 مليون درهم) ومداخيل الموازنة (161 مليون درهم) والوزارات المعنية بإنجاز المرافق والتجهيزات العمومية (51 مليون درهم).