1 أيها العام الذي غادر .. قد مضيت ولن تعود .. وأنا سأبقى للغد، أنتظر قدومك من الكمون .. من هاجس ليل طويل .. أستصرخك لنسيان يقود لملحمة تقيني من شرور الحاقدين .. من سماء تهطل حزنا على شعوب مضطهدة .. أيها العام قاوم طمعي واعتدادي وزهوي المسالم لأحضى بوثبات طفولية .. وذرائع لطباعة دواويني ورسم بسمات على وجوه حدقة وشك صغير يمني النفس أن تعود إلى يمامها كي تشفى من رميم الهباء .. أيها العام الجائر أبلغ عني كل العقود التي طويت من حياتي، واعتدت من دونها أن أصنع حلوى الميلاد والشموع الوردية .. ابلغها سلامي وسلام أمي الطيبة .. قل لها إني لا أريد وقتا ضائعا ولا وعدا كذوبا أو عدالة فاشلة مستبدة .. أريد أن أعود إليك، أيها الزمن الفاضل لأوغر صدرك بالفرح والشمس والأهواء المحضرة .. أريد البوح في ثلمتك كي أشهق بالروح وهي تهفو إلى حزنك الغادر .. أيها العام القادم كن معي لأعبرك إلى نهري وأغريك بالعدول عن وخز آلامنا.. حاذر أن تعاديني .. فلست أنا من كان في طغمة سكرك .. كن معي لأرحم عمري من قبضتك .. 2 أيها العالم الضائع في ذرى الأعوام المجيدة .. كيف تبلى فضائحك ولا ترجو حداد الوجع في نشب الآثام؟ ساعاتك الرثة ارتحلت بأثوابها الباليات وانتخبت كاسات شايي لأدمن حقن الكراهية من جفون عينيك! أيها العالم المخادع كن سلاما في هداية القادم .. واستقم كما أمرت ، غير آبه بما ازدحمت به هواجس رؤياي .. قل لي اذن : أين أجدك؟ من يدلني على وهجك وغيماتك المنتحبة؟ ما وجهتك المحدثة كي أعاتب الخطاطات من نافث الأقلام .. مناجاتك في الوقت بدل الضائع؟ أنا نصيرك في وغى السيرورات والضرورات والقرارات العاجلة واستعارات الموت الفجائي .. كل المحاذير المثاخمة لغرورك تجرؤ على التحرر من سلطتك وغلوك.. لا تكن لي ولا علي .. بارك لي .. فقط .. حزني أداريه، .. وسري أتفادى عسفه وساعة نخب للجسد المشتعل أسليه من غرائز .. تأبى أن تتجمل على نجمات بعيدات ودموع تحصي خسائرها ونافذة مطلة على آخر منعرج في حياة منذورة للضياع !! أيها العالم .. كم اخشاك، .. لأيام تتشاكل لوقود مستجير .. برمضائك تعزلنا عن آمال لا تذهل من فرائس الوجوم!