نوه اتحاد القناصلة الفخريين بالمغرب بعودة المملكة المغربية للاتحاد الإفريقي بمناسبة انعقاد القمة 28 لقادة الدول ورؤساء حكومات بلدان الاتحاد في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا، و اعتبرت هذه الهيئة الدبلوماسية هذه العودة إلى المجموعة الإفريقية ، «طبيعية ومشروعة ستساهم من جهة في تعزيز مكانة الاتحاد الإفريقي ، كما يمكنها أن تساهم في حل النزاع المفتعل بأقاليم المغرب الجنوبية «. وذكر البيان أن استرجاع المغرب لمقعده الإفريقي ، «هو انتصار للدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس وهو انتصار من شأنه أن يطور العلاقات الثنائية بين المغرب والعديد من الدول الإفريقية ، التي أبرم معها المغرب في السنوات الأخيرة عددا من اتفاقيات التعاون والشراكة».وتابع أن الخطاب الملكي السامي في القمة الإفريقية «،يمثل خارطة طريق لهذا التعاون وهذه الروابط التي لم تنقطع مع القارة الإفريقية رغم غياب المغرب عن الاتحاد، كما يعبر هذا الخطاب عن رؤية جديدة ومتميزة ، تكرس صواب التوجه الإفريقي للمغرب الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس « .وعبر اتحاد القناصلة الفخريين بالمغرب، عن استعداده ، بالنظر للروابط التي تجمعه مع الدول الإفريقية من خلال القناصلة الفخريين الأعضاء في الاتحاد، العمل من أجل دعم هذا التوجه الإفريقي للمغرب، ودعم مصالحه المشروعة في وحدته الترابية، وفي تمتين العلاقات الاقتصادية والتجارية مع القارة الإفريقية. من جهته أكد اتحاد المحامين العرب أن موافقة 39 دولة إفريقية على عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تؤكد أن «الوعي الدبلوماسي الإفريقي» هو من اختار هذه العودة إلى هذه المؤسسة الإفريقية . وأكد في بيان له، أنه «بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي فهو يعود بذلك إلى البيت الذي ساهم في إعداده منذ الستينيات من القرن الماضي»، مهنئا جلالة الملك محمد السادس وإفريقيا وكل العرب على هذه العودة التي وصفها ب»المبادرة الحاسمة «. وأضاف أن الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس داخل منبر الاتحاد خلال قمته ال 28 بأديس أبابا بإثيوبيا، وما يحمله هذا الخطاب من رسائل قوية، يؤكد أن المغرب كان دائما في قلب إفريقيا ولم يغادرها قط بالمطلق. ويعكس حضور المغرب في القارة الإفريقية، وفق البيان الموقع من قبل الأمين العام لاتحاد المحامين العرب ، عبد اللطيف بوعشرين، والذي توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه ، «لغة الأرقام التي تجسدت في الاستثمارات والتعاقدات والمواثيق التي أبرمت خلال مدة غياب المغرب عن هذا الاتحاد والتي لم تحققها أبرز الدول التي ظلت داخل البيت الإفريقي من غير حركة إيجابية له». وقال الاتحاد، إن المغرب عاد إلى مقعده الدائم بالاتحاد الإفريقي، الذي ظل شاغرا على مدى عدة سنوات ل»أسباب سياسية بسبب الجسم الانفصالي الدخيل على المؤسسة الإفريقية والذي أحدث شرخا بين صفوف الدول الإفريقية والعربية على حد سواء».وأشار إلى أن غياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي نتجت عنه مجموعة من «التداعيات السلبية والضارة للمشهد العام لإفريقيا والدول العربية»، خاصة وأن المغرب «قد عرف نقلة نوعية وطفرة متميزة على مستوى الاستثمار والعمران وكل البنيات بسبب العلاقات الدبلوماسية الواسعة واقتحامه لفضاءات دولية تعذرت على العديد من الدول أن تخترقها بسبب الأوضاع السياسية التي تعيشها « وأكد أن عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي بادرة حسنة في الظرفية الراهنة الصعبة، داعيا الدول المنخرطة في هذه المؤسسة أن تحذو حذو المغرب ل»تجاوز الحسابات الضيقة والمصالح العمياء والعمل على خدمة الاتحاد بعيدا عن المناورات اليائسة، والانصراف إلى خدمة شعوبه «. واعتبرت النائبة البرلمانية الشيلية، كلوديا اندريا نوغييرا فيرنانديز، أن الاستقبال الحار الذي خص به الزعماء الأفارقة جلالة الملك محمد السادس بمقر الاتحاد الإفريقي يعكس المكانة التي يحظى بها المغرب في قلوب الأمم الإفريقية. وقالت نوغييرا، التي تتولى رئاسة مجموعة الصداقة البرلمانية الشيلية -المغربية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الاستقبال الحار الذي خص به الزعماء الأفارقة جلالة الملك محمد السادس خلال مشاركة جلالته في أشغال القمة ال28 للاتحاد الإفريقي، يعد اعترافا بالجهود التي ما فتئ يبذلها جلالته لفائدة قارته الإفريقية، ودليلا على المكانة التي تحتلها المملكة في قلوب الأفارقة». وتابعت البرلمانية الشيلية بالقول: «أثمن عاليا حضور جلالة الملك أشغال القمة الإفريقية بالعاصمة الإثيوبية أديس بابا « ، مشيدة بمضامين الخطاب الذي ألقاه جلالته بهذه المناسبة. واعتبرت أن «الدور الفعال لجلالة الملك وحرص جلالته على وحدة الصف الإفريقي مهدا الطريق لعودة مشروعة للمغرب، البلد الإفريقي، إلى أسرته الإفريقية»، مسجلة أن من شأن هذه العودة أن تعزز دور المغرب في النهوض بالمشاريع التنموية بالقارة. كما أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تعتبر، برأي البرلمانية الشيلية، عاملا مهما بمقدوره أن يفتح الطريق أمام تعميق الروابط التي تجمع بلدان أمريكا اللاتينية، ومن بينها الشيلي، مع الدول الإفريقية لاسيما في المجالات الثقافية والتجارية والفلاحية. ومن ناحية أخرى، أكدت نوغييرا أن زيارتها مؤخرا للمغرب، بلد الانفتاح، مكنتها من الاضطلاع ،عن كثب، على التقدم الكبير الذي أحرزه في الكثير من المجالات خلال السنوات الأخيرة، مبرزة أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ستفتح المجال أمام بلدان القارة السمراء لتنهل من مختلف التجارب الناجحة للمملكة في الكثير من القطاعات. وأكد الأمين للاتحاد البرلماني العربي، فايز شوابكة، أن عودة المملكة المغربية للاتحاد الإفريقي تمت بفضل «الدبلوماسية الفذة» التي يقودها جلالة الملك محمد السادس. وأضاف الأمين العام للاتحاد ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب ب»تاريخه ونظام الحكم فيه كان يشكل على الدوام عاملا مهما في تقوية وتعزيز دور الاتحاد الإفريقي» الذي غادره سنة 1984، ولم يغب عن القارة التي يمثلها هذا التجمع. وشدد شوابكة على أن المملكة المغربية تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك تعتبر «عامل وصل وليس فصل داخل الاتحاد الإفريقي» الذي وصفه جلالته ب»بيته».وقال إن البلدان الإفريقية ستستفيد من تجربة المغرب على كافة الأصعدة، لاسيما، في الجوانب المتعلقة بالديموقراطية وتكريس دولة المؤسسات وسيادة القانون الذي هو «متطلب عالمي مرحلي». وفي السياق ذاته، دعا الأمين العام لاتحاد البرلمانات العربية «العقلاء في العالم العربي إلى تغليب لغة العقل والمنطق والعمل لما فيه مصلحة الأجيال المقبلة والانتباه إلى دور التكتلات الجيو-سياسية وتأثيرها في السياسة العالمية». و بعد أن ذكر بأن «الوفاق هو القاسم المشترك في العلاقات العربية – العربية» أبرز شوابكة أهمية أن تكون البلدان العربية داخل الاتحاد الإفريقي «سندا لبعضها البعض». وخلص إلى أن من واجب البلدان العربية، مجتمعة، الوقوف إلى جنب بعضها البعض من أجل الحفاظ على سيادتها وصون الوحدة الترابية لكل دولة، معتبرا أنه من مصلحة الأمن القومي العربي أن يتم التعاون على أعلى المستويات ببين الدول العربية والوعي بأن أي خلل يمس منظومة الأمن في أي دولة عربية سيؤثر لا محالة على الدولة الأخرى. وقال الخبير الاقتصادي والمالي اللبناني وزير المالية الأسبق، جورج قرم، إن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي يصب في مصلحته وفي مصلحة بلدان جنوب الصحراء التي ستستفيد من خبراته. وأكد قرم، الاختصاصي في شؤون الشرق الأوسط وبلدان حوض المتوسط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي دليل أيضا على أهمية الموقع الاستراتيجي للبلدان العربية المتوسطية، لاسيما المملكة المغربية التي تعتبر فاعلا مهما في القارة السمراء، التي ستزيد أهميتها في الاقتصاد العالمي خلال العقود المستقبلية. ووصف قرم، الذي عمل لفترات طويلة مع الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي ومؤسسات الأممالمتحدة ومؤسسات عربية ودولية، قرار جلالة الملك محمد السادس بالعودة إلى الاتحاد الإفريقي ب «القرار الحكيم والجريء»، مبرزا أن هذه العودة «خطوة أساسية وضرورية للقارة الإفريقية». وبعد أن شدد على أنه «لم يعد معقولا « أن تبقى المملكة غائبة عن الاتحاد بالرغم من أنها كانت حاضرة في قلب هموم القارة، أبرز أن عودتها في هذا الوقت بالذات هو «تطور إيجابي للغاية».وفي ذات السياق، عبر قرم، الذي تولى منصب وزارة المالية اللبنانية بين 1998 و2000، عن أمله أن تساهم هذه العودة في حل قضية الصحراء المغربية «المفتعلة «، مضيفا أن حلها «سيساهم في «تطوير العلاقات الاقتصادية والبشرية والمالية والتربوية بين البلدان العربية وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء».كما أشار إلى أن استمرار إقفال الحدود بين المغرب والجزائر، الذي أدى إلى «انعدام الحركة الاقتصادية بين البلدين»، يشكل «نقطة وهن» ليس فقط في مجموعة البلدان العربية شمال إفريقيا، ولكن أيضا «في تعطيل تطور المؤسسات المنبثقة عن الاتحاد المغاربي». واعتبرت المنظمة التشيكية الإفريقية «هيومانيتاس أفريكا» المستقلة أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي «تعطي المضمون والمدلول الحقيقي لمعنى الوحدة الإفريقية».وأبرزت المنظمة ،في بلاغ لها يوم أمس الجمعة، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي « حققت حلم كل الأفارقة برؤية قارة موحدة ومنسجمة وفضاء لعيش الأفارقة بكرامة وهناء «،معربة عن شكرها «للمغرب ،ملكا وشعبا، عن هذا القرار التاريخي الذي سيمكن القارة الموحدة من تحقيق آمالها وتطلعاتها وانتظاراتها «.واعتبرت المنظمة ،المعروفة أيضا ب»المبادرة التشيكية الأفريقية الإنسانية « أن «أفريقيا في حاجة إلى المغرب كما أن المغرب في حاجة إلى إفريقيا ،إذ سيكون بالإمكان بشكل جماعي بناء أسس متينة للتضامن وللاستقرار والسلام والتنمية وحماية المصالح الإفريقية «،مبرزة أن عودة المغرب إلى أسرته الإفريقية الكبيرة هي «مفخرة لكل القارة» . وأكد بلاغ المنظمة في هذا السياق أن «تضامن ووحدة إفريقيا بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، هما معا مفتاح باب المستقبل حتى تتبوأ القارة الموقع الاعتباري في الساحة الدولية، وهما كذلك المنطلق لتحقيق مستقبل زاهر لإفريقيا بشكل عام ولكل دول إفريقيا على حد سواء». وأكد مدير معهد الدراسات الإفريقية، التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، يحيى أبو الفرح، الخميس بالرباط، أن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي تعد «ثمرة الجهود الجبارة التي بذلها جلالة الملك محمد السادس منذ عدة سنوات». وأوضح أبو الفرح أن هذه العودة توجت أيضا عملا قادته المملكة على مدى سنوات وهم على الخصوص، العمل الدبلوماسي المتبصر والمبادرات التي تم تحقيقها على مستوى القارة، والعلاقات الجيدة التي «نسجتها بلادنا مع كافة الدول الإفريقية». وأكد أنه على الرغم من أن المغرب غادر منظمة الوحدة الإفريقية في سنة 1984، «إلا أنه واصل تعزيز حضوره على الساحة الإفريقية من خلال العديد من الأعمال والمبادرات».وأضاف أن المغرب تبنى، من ناحية أخرى، استراتيجية التعاون جنوب-جنوب «المرتكزة على مبادئ التضامن والشراكة والمنفعة المتبادلة، التي ساهمت بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للقارة التي تعد فضاء حيويا واستراتيجيا».وأشاد الأكاديمي، علاوة على ذلك، بمضمون الخطاب الملكي، الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس خلال القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي، والذي تميز بطابع «تاريخي» و»استراتيجي» وسلط الضوء على البعد الإفريقي للمغرب. وخلص أبو الفرح إلى أن هذا الخطاب أوضح التزام المملكة لفائدة تنمية وازدهار القارة الإفريقية، مذكرا في هذا الصدد، بتوقيع نحو ألف اتفاقية شراكة خلال الزيارات الملكية المتعددة التي قام بها جلالته لبلدان القارة وإنجاز عدد من المشاريع فضلا عن تبني استراتيجية جديدة بشأن الهجرة. وثمنت وزارة الشؤون الخارجية التشيكية «عاليا» عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي كمعطى سيساهم في تحقيق مزيد من الاستقرار والأمن والتنمية بالقارة جمعاء. وأكد بلاغ لوزارة الخارجية التشيكية، أن عودة المغرب إلى المنتظم الإفريقي» ستقوي الوحدة الإفريقية أكثر، كما ستعزز بنيات الاتحاد الإفريقي ليطلع بدوره في تحقيق الاندماج الاقتصادي والسياسي الكامل للبلدان الأعضاء وضمان الأمن والاستقرار بروح يطبعها التوافق والتشارك «.وأضاف بلاغ وزارة الخارجية التشيكية أن عودة المغرب إلى أسرته المؤسساتية الكبيرة لقيت ترحيبا كبيرا من طرف الغالبية العظمى لأعضاء الاتحاد الإفريقي، مما يتيح لهذا المنتظم القاري الانكباب على أهم القضايا التي تستأثر باهتمام شعوب القارة ومواجهة التحديات المطروحة عليها . وأعربت وزارة الشؤون الخارجية التشيكية عن «مواصلة دعمها للجهود الإفريقية في إطار منتظم قاري موحد يضم كل دول إفريقيا ،وتكثيف وتوسيع آفاق التعاون معها من أجل ضمان استقرار ونماء القارة». كما أعربت جمهورية التشيك، من خلال بلاغ وزارة الشؤون الخارجية، عن كامل استعدادها ل»مواصلة تعاونها المثمر والواسع مع كل الدول الإفريقية عبر العلاقات البينية أو متعددة الأطراف، وتوسيع مجال التعاون مع الاتحاد الإفريقي، الذي أضحى يضم كل الدول أعضاء القارة الإفريقية».